الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تأخر بايدن كثيراً

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

يعتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان واشنطن في حاجة اليه وان ائتلافها الدولي المناهض لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) لن ينجح من دون مشاركة تركية. لذا يضع شروطاً على الولايات المتحدة من شأنها تغيير مسار الحرب على الجهاديين الى جهة غير الجهة التي تريدها اميركا.


فالمنطقة العازلة ومنطقة حظر الطيران وتوجيه ضربات الى الجيش السوري النظامي، كلها مطالب تركية لا رابط بينها وبين الحرب التي اعلنتها اميركا على "داعش". بكلام آخر، يريد اردوغان توظيف الائتلاف الدولي في اسقاط النظام السوري قبل الانتقال الى محاربة الجهاديين، الذين ترى انقرة ومعها دول عربية خليجية ان وظيفتهم لم تنته بعد ولا تنتهي إلا بعد اسقاط النظام في سوريا.
من هنا ان كلام نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في جامعة هارفرد لم يأت من فراغ ولم يكن زلة لسان استوجبت اعتذارات في ما بعد. فالولايات المتحدة تدرك جيدا ان تركيا ودول الخليج العربية ركزت كل اهتمامها على اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد من دون الالتفات كثيرا الى الوسيلة التي يمكن ان تحقق لها غايتها، لا بل انها كانت ترى في الجهاديين الوسيلة الاسرع لاسقاط دمشق.
وواشنطن نفسها لم تكن بعيدة من السعي التركي والخليجي، لكنها وصلت الى مرحلة باتت ترى فيها ان البديل من الاسد سيكون نظاما جهاديا سيبدو معه تنظيم "طالبان" في افغانستان في تسعينات القرن الماضي نظاما معتدلا. لذلك بدأت واشنطن تعيد حساباتها فخرجت بمعادلة محاربة الجهاديين والاسد معا على ان تكون الاولوية الآن للجهاديين.
هذه المعادلة اثارت اردوغان وجعلته يستعجل اسقاط مدينة عين العرب (كوباني) الكردية على حدوده في ايدي "داعش"، كما جعلته يعلي سقف الشروط للمشاركة في الحؤول دون سقوط المدينة في ايدي الجهاديين وما سيليه من مجازر تشكل اعلان فشل للائتلاف الدولي في منع الجهاديين من المضي في توسعهم.
ولعل اردوغان الذي يدرك حراجة الموقف الاميركي يريد انتزاع موافقة اميركية على شروطه التي لاقته فيها المعارضة السورية المقيمة في الخارج، من اجل تجاهل الجهاديين مجددا وتركهم يمضون في معركة اسقاط النظام بعدما اخفقت تركيا والمعارضة السورية العاملة على اراضيها في تحقيق هذا الهدف. ولكن من اين تستمد تركيا وبعض دول الخليج العربية والمعارضة السورية كل هذه الثقة من قدرتها على القضاء على الجهاديين بعد اسقاط النظام؟ لعل الجواب يكمن في ما قاله بايدن قبل الاعتذار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم