الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

داخل علاقة الثنائي الجنسية

المصدر: "النهار"
A+ A-

على الثنائي القضاء على الروتين في حياته الجنسية، وهو ما يغفله في أغلب الأحيان ولا يعيره الاهتمام اللازم، فيصبح الزواج أشبه بالخالي كلياً من الاتصال الجنسي. تتعدد الأعذار وتختلف: يعود الزوجان متعبَين إلى المنزل، الأولاد قد يصحون في أي لحظة، أحد الشريكَين غيرُ راضٍ عن وزنه وشكل جسمه، والآخر يعاني من ضغوطات العمل... ولكن النتيجة واحدة: يلجأ أحدهما إلى الفراش للنوم، والآخر إلى آلة التحكم من بعد لمشاهدة التلفزيون، متجاهلَين أن الحياة الجنسية هي أمرٌ أساسي لعلاقة حميمة.


وفي ما يلي أبرز المشكلات التي تواجههما وكيفية معالجتها:


 


 


المشكلة الأولى: عادة مملة


عندما يكون الشخص في علاقة طال آمدها، يدخل في روتين. وهناك دلائل بيولوجية وِفق جمعية كليات الطب الأميركية (AAMC) إلى أن التجارب الجديدة تؤدي إلى إفراز الدوبامين في الدماغ، وهي المادة الكيميائية التي تؤثر في القسم الدماغي المتعلق بالمتعة، ما يفسّر السهولة الكبيرة في حماسته واندفاعه في علاقة جديدة. إذ كل شيء جديد فيها، ويتعامل دماغه مع العلاقة وفقاً لجِدّتها.


طبعاً لا يمكن أن يبدّلَ الشخص شريكه الزوجي كلّما تضاءلت الحماسة الجنسية، ولكن بإمكانه أن يغيّر عواملَ أخرى: تغيير المكان، تغيير الوقت، تغيير الوضعية الجنسية. إذ يمكن الزَّوجين تجربة الاتصال الجنسي السريع عند الصباح، أو الجنس خلال الاستحمام، أو في غرفة مختلفة في المنزل.


 


المشكلة الثانية: لا طاقة ولا وقت


يكون الزوجان مرهقَين بعد يومٍ طويل من العمل والمسؤوليات وتأمين الحاجيات ورعاية الأطفال. ومن الصعب أن يكون لديهما الطاقة للرومنسية بعد نوم الأولاد والانتهاء من الأعمال المنزلية. ولكن يمكنهما تغيير هذا الواقع عبر تحديد الأولويات. إذ مهما كان الزوجان متعبَين، لا بأس إذا كان اتصالهما الجنسي قصير المدة، فالجنس مهمٌّ جدّاً لأن تظلّ العلاقة صحية وسليمة.


بدل أن ينتظر الشريكان فترة الليل لممارسة الجنس، يمكنهما تحديد توقيت معين لوقتٍ رومنسي معاً قبل المساء من دون المضيّ مباشرةً بالأعمال المنزلية المسائية والتحضير للعشاء، يقترح موقع WebMD. إذ عليهما إيجاد المساحة والوقت حتى يهربا من ضغط العمل ومن المسؤوليات العائلية ويتشاركا وقتاً حميماً مميزاً. عادةً، لن يحصل الأمر بطريقة عفوية، بل على الثنائي تحديد الوقت والتحضير مسبقاً للّقاء.


 


المشكلة الثالثة: الغربة بين الشريكَين


في خضمّ الواجبات والضغوطات والشجارات، قد يبتعد الزوجان ويشعران بنوعٍ من الغربة عن بعض. من هنا، من المستحيل أن يستمتعا بعلاقة جنسية حميمة، وسيمتنعان تلقائياً عن ممارسة الجنس. أما إذا حاول أحدهما المبادرة، سيشعر الآخر بأنها اصطناعية وبأن الجنس أصبح أمراً مجبراً على القيام به. وهذه ليست طريقة مثيرة وجاذبة لبداية الاتصال الجنسي. تشير المجلة الأميركية Ladies' Home Journal إلى أنه إذا لم يمضِ الزوجان وقتاً حميماً ولم يتحادثا أو يتشاركا الأخبار والمناسبات ولم يستمتعا في مشاوير مميزة وأمسياتٍ رومنسية، لن يشعرا بالرغبة الجنسية.


إذ إنه من المهم جدّاً أن يجرّبا العديد من الأمور لإعادة المرح إلى زواجهما، عبر نسيان مثلاً كليشيه تناول العشاء ومشاهدة فيلم ثم ممارسة الجنس لصالح شيء جديد، وجعله أولوية على الروزنامة. يجدر بهما تحديد أمسية أسبوعية للخروج معاً إلى السينما أو المطعم أو الحمام المعدني، ليختبرا تجربة جديدة. يمكنهما أيضاً الذهاب في مشوار على الدراجات الهوائية، أو ممارسة لعبة الـBowling، أو أي شيءٍ مرِح. حتى إن زيارتهما في عادة أسبوعية لمقهى عند صباح كل يوم أحد مثلاً هي خطوة بسيطة، ولكنها تقضي على غربتهما. وهكذا سيشعران بارتباطهما العاطفي من جديد، وتنشأ الرغبة الجنسية تلقائياً.


 


المشكلة الرابعة: الخجل من شكل الجسم


يرى عدد من المتزوجين أن هناك أموراً يريدون تغييرها في أجسامهم. إذ قد تتذمر المرأة من عدم خسارتها للوزن الزائد جراء حملها، أو ينزعج الرجل بما أنه لم يعُد لديه الوقت للذهاب إلى النادي الرياضي. في نهاية المطاف، تؤدي الصورة الذاتية الدونية إلى عدم تقدير وحبّ الشخص لنفسه. وإذا لم يحبّ نفسه، فطبعاً لن يشارك نفسه مع شخصٍ آخر.


فلإعادة الثقة بالنفس، عليه أن يتذكّر الأمور التي يحبها في نفسه ويركّز عليها جنسياً، وأن يركّز أكثر على جسم الشريك بدل جسمه هو، ويسأل نفسه: "ما الذي أحبه في جسم شريكي؟ ما الذي يثيرني فيه؟". هكذا ينقل تركيزه من عيوبه الشخصية، ويسمح بإضافة وقت مرِح مع الشريك الزوجي.


 


المشكلة الخامسة: الجنس يؤلم


تكون هناك رغبة جنسية لكن الجسم لا يساعد بما أن هناك ألماً. وهذه مسألة مهمة تعاني منها النساء المتجهات إلى مرحلة سن اليأس، خصوصاً أنهن يخجلن من الشريك ولا يُعلمنه بالألم الذي يشعرن به. لكن هذا الأمر ليس ذنبهن، إذ مع التقدم في السن، تنخفض مستويات الأستروجين ما يؤثّر كثيراً في العديد من الأعضاء في الجسم، ومنها المهبل. عندما تضمر الأنسجة وتَرُقّ، فتخسر من إمداد الدم إليها، يصبح الجماع مؤلماً، كما تذكر الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب.


لحسن الحظ، هناك طرق لمحاربة هذا الألم: يمكن استعمال الأستروجين المهبلي، أو مواد مخصصة للمهبل تقلل الاحتكاك. أما إذا استمر الألم، فعلى الزوجَين استشارة الطبيب.


 


المشكلة السادسة: الفقدان الكلي للرغبة الجنسية


لا تدل الرغبة الجنسية المتضائلة إلى التقدم في السن فقط، بل يمكنها أن تكون مؤشراً إلى مشكلة صحية بحدّ ذاتها. إذ يمكن أن يساهم الاكتئاب والقلق والتغيرات الهرمونية في الضعف الجنسي، كما يؤكد موقع WebMD. وإذا لم يتمكن الرجل من المحافظة على انتصابه، قد تكون هذه دلالة مبكرة إلى إصابته بالسكري أو مرض في القلب، وِفق دراسة طبية لجامعة جورجتاون بواشنطن في آذار الماضي، التي أوردت أيضاً أن استهلاك مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم، يقلّل من الدافع الجنسي. كذلك الأمر بالنسبة للتدخين والإكثار من شرب الكحول، فهما يضعان حدّاً لرد الفعل الجنسي. أما الاستمتاع بقسطٍ مناسبٍ من النوم فيساعد للجماع براحة.


 


مهما انعدمت الرغبة الجنسية، على الثنائي العمل على إعادتها، أي إنها تحتاج إلى مجهودٍ مشترك. إذ يجب التركيز على الجنس تركيزاً أساسياً مثل أي أمرٍ آخر يخصّ العلاقة الزوجية، وليس هناك ما قد يحدث بسحر ساحر!


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم