الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

واشنطن تحضّ أنقرة على الانضمام الى التحالف... لكن بحذر بسبب القضية الكردية

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يثير تردد تركيا في محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يهدد حدودها مع سوريا، استياء الولايات المتحدة التي تتوخى في المقابل الحذر مع حليفها بسبب مسالة الاكراد المتفجرة.


وفي مؤشر اخر الى التجاذبات الاميركية-التركية حول النزاع السوري، اخرج البلدان الى العلن الاربعاء خلافهما حول مسالة "المنطقة العازلة" التي تطالب بها انقرة على حدودها مع سوريا.
وقال بيرم بلجي من مركز الدراسات والبحوث الدولية للعلوم السياسية في باريس ومركز كارنيغي للبحوث: "هناك غضب واستياء لدى الاميركيين. لكنهم يدركون في الوقت عينه ان موقف الاتراك ليس سهلا. انهم يعلمون ان لدى الاتراك "اسبابا وجيهة" لعدم التدخل".
ويرى الخبير ان الولايات المتحدة "تعلم ان الاتراك يرتابون من كل تدخل اميركي في المنطقة. وفي 1991 و2003 (حرب الخليج وغزو العراق)، ساهم التدخل في جعل المسالة الكردية اقليمية والاتراك يشعرون بان ذلك تم على حسابهم".
ورغم موافقة البرلمان التركي الاسبوع الماضي على عملية عسكرية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، لا تزال انقرة ترفض مساندة المقاتلين الاكراد السوريين من وحدات حماية الشعب الكردي الذين يدافعون عن عين العرب السورية (كوباني بالكردية)، المدينة الاستراتيجية الواقعة في مرمى المدافع التركية.
وتعتبر انقرة ايضا ان الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية غير كافية وتخشى ان تؤدي الى تقوية نظام الرئيس السوري بشار الاسد، عدوها اللدود.
وفي اطار محاولتها اقناع تركيا المترددة بالمشاركة بشكل كامل في المعركة ضد الجهاديين، توفد الادارة الاميركية الخميس والجمعة الى انقرة منسق التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك.
وبعد ثلاثة اسابيع من بدء معركة كوباني، تعبر واشنطن بشكل متزايد عن استيائها ازاء تردد حليفتها تركيا، الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي.
وكتب مسؤول اميركي في صحيفة "النيويورك تايمس": "هناك قلق متزايد ازاء تركيا التي تماطل في التحرك لمنع وقوع مجزرة على بعد اقل من كلم من حدودها".
وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: "نعتقد بوضوح ان بامكانهم القيام باكثر من ذلك" مؤكدة ان تنظيم الدولة الاسلامية يشكل "تهديدا مباشرا لتركيا".
لكن بساكي اقرت بان انقرة لديها "مصادر قلق خاصة بها" في اشارة الى ملف القضية الكردية الذي تواجهه منذ عقود.
ورفض تركيا التدخل في سوريا اثار اعمال شغب عنيفة قام بها موالون للاكراد في جنوب شرق تركيا اوقعت 21 قتيلا على الاقل.
كما ان عبد الله اوجلان الزعيم التاريخي المسجون لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة "ارهابية" حذر من ان سقوط كوباني سيعني نهاية جهود السلام التي بدأت قبل سنتين مع انقرة لانهاء نزاع اوقع نحو 40 الف قتيل منذ العام 1984.
من جانب اخر، فإن "الاستياء" شديد ايضا من الجانب التركي حيال الحليف الاميركي كما تقول مارينا اوتاواي الباحثة في مركز ويلسون في واشنطن مذكرة بأن واشنطن "لم تقم بشيء حتى الاونة الاخيرة" في سوريا ورفضت على مدى ثلاثة اعوام التدخل عسكريا.
وقال بلجي: "نحن وسط حوار طرشان" بين الطرفين.
من جانب اخر اختلف البلدان بشكل غير مباشر امس، حول فكرة اقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا لحماية النازحين بسبب النزاع.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدة مرات الى اقامة هذه المنطقة ونال دعما الاربعاء من نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند.
واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ايضا ان الفكرة "تستحق البحث عن كثب". لكن البيت الابيض ووزارة الخارجية والبنتاغون سارعوا الى التاكيد ان منطقة عازلة "ليست قيد الدرس حاليا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم