الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المفتي دريان والزمن الصعب

ابرهيم حلاوي
A+ A-

عند انتخابه وقف متسلحاً بالايمان والثقة بالنفس خصوصاً عندما قال لن نسمح لأحد بأن يخطف ديننا.


مما لا شك فيه بأن الدين الاسلامي يخطف الآن من فريق يدّعي الاسلام زوراً وبهتاناً ويتصرف بما هو مخالف تماماً لتعاليمه وشريعته.
على ان انتخاب هذا الرجل الكبير جاء في الزمن الصعب ولكنه جاء في الزمن المطلوب ليثبت للملأ سواء أثناء انتخابه أو عند تنصيبه وفي الخطابين المشهودين بأن الاسلام دين التسامح والمودة وبأنه يلتزم بالعيش الواحد الذي يجمع المسيحي الى المسلم والسني الى الشيعي حول منظومة من الثوابت التي يشكل الالتزام بها دعامة لاستمرار لبنان وطناً يحتضن الرسالات السماوية ويرعى تفاعلها بالحوار والشراكة الدائمة. واختياره وهو المعروف بالتقوى وحسن المسلك وقبول الآخر المختلف والسعي الى الحوار والتشبث بمقتضيات الوحدة الوطنية يجسد طبيعة الطائفة السنية الكريمة ودورها الوطني الرائد والجامع ويعكس حرص القيمين عليها على التواصل مع جميع الاطراف.
* * *
فيا أيها الرجل الكبير ان لبنان واللبنانيين جميعاً يحتاجون اليك للعمل بكل جهد لتوحيد المسلمين مقدمة لوحدة وطنية حقيقية يستوي في رحابها الجميع. هذا هو التحدي الذي يتعين عليك مواجهته. واني لعلى يقين انك ستقدم مترسملاً بالاجماع الذي جاء بك على رأس الافتاء وهو اجماع – وإن كان ظاهره سنياً - فهو في واقع أمره ومضمونه اجماع وطني. وكأني بكل اللبنانيين – مسيحييهم ومسلميهم – شاركوا في هذا الانتخاب الذي أنهى حالة غير مستقرة كادت تصيب هذه الطائفة العزيزة بعدوى القسمة والتشرذم.
* * *
سماحة المفتي الصديق،
اننا نعلق عليك الامال الكبار ونحن على يقين بأنك على مستوى هذه الآمال والله الموفق.


محامٍ ووزير سابق

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم