الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عندما يكون الكوليستيرول مرضاً خفياً!

يارا عرجة
A+ A-

غالباً ما يطلب من الأولاد الذكور في بعض المناطق اللبنانية، أن يصبحوا حرّاس الكنز الذي تعب الأسلاف في تجميعه. إلاّ أنهم يغفلون عن أن يوماً سيأتي وينفقون فيه كلّ هذه الأموال على صحتهم، لمعالجة أنفسهم من أمراض كان زواجهم السبب في إصابتهم بها. هذا هو حال رالف الذي وفق التقاليد والسائد ونتيجة الامر الواقع ربط بابنة عمّه كارلا، وعلّموه على حبّها، فتزوّجها رغماً عنه، ليحافظ على إرث العائلة وأموالها الطائلة. ولكن ما هي إلاّ بضع سنوات، حتى أنفق أمواله ليدفع ضريبة زواجه هذا، لمعالجة ابنه من الكوليستيرول. وليس أيّ نوع من الكوليستيرول، بل كوليستيرول "وراثي"، إذ إنه وزوجته يعانيان منه!
يوضح باحثو موقع Medline plus أنّ الـ hypercholestérolémie familial هو اضطراب ينتقل في العائلة، ويسبب ارتفاعاً في نسبة الكوليستيرول السيّئ في الدم أو الـ LDL. ويعود ذلك إلى تشوّهاً في الـ chromosome 19، يمنع الجسم من مكافحة الكوليستيرول السيئ وإزالته من الجسم ممّا يعرّض الفرد للإصابة في تصلّب الشرايين في سنّ مبكرة.
وفي حديث لـ "النهار"، يوضح الدكتور بول ديليفير اختصاصي أمراض القلب أنّ الـ hypercholestérolémie familiale نوعان:
• الأوّل: متماثلات اللواقح أو Homozygote وهو النوع الاخطر من هذا المرض. ينتقل إلى الأولاد من الأهل، إذ يكون الوالدان يحملان هذا الجين مما يؤدّي إلى إصابة الأولاد به. وفي هذه الحالة، تتخطى نسبة الكوليسترول في الدم خمسمئة ألف mg/dL أو أكثر. وتبدأ عوارض المرض بالظهور على الأطفال منذ عمر الثلاث والأربع سنوات.
• الثاني: متباينات اللواقح أو heterozygote. هذه الحالة تظهر مع العمر، يصاب الفرد بالمرض أو بسبب حمل إحدى الأهل لجين الـ hypercholesterolemia، مما قد يعرّض الولد لاحتمال خطر الإصابة بهذا المرض، أو من طريق نظام غذائي غير صحي. فيصبح الفرد تالياً عرضة للإصابة بهذا النوع نتيجة نوعية أكله الذي يختارها. أمّا بالنسبة إلى معدّل الكوليسترول، فقد يسجّل 200 أو 300 mg/dL.
ومن جهة أخرى، يشير ديليفير إلى عوارض الـ hypercholestérolémie familiale ، ويقول إنها تتجلّى عبر نشاف مبكر بالشرايين وتشكّل العقد الصغيرة على المفاصل والتي تكون غنيّة بالدهون التي يطلق عليها اسم xanthome. كما بإمكان هذه العقد أن تتشكّل حول العينين، فتعرف باسم الـ Xanthelasma. ويؤكّد ديليفير أنه لا يشعر الفرد بأيّ نوع من الالم والوجع عندما يكون مصاباً بالـ hypercholestérolémie familiale. ويضيف ديليفير إلى أنّه في حال لم يتمّ معالجة هذا المرض، سيؤدي ذلك إلى الإصابة بنشاف مبكر لشرايين القلب والجسم، هذا فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية. ومن الممكن، بحسب ديليفير، معالجة هذا المرض بدءاً من عمر الثماني والعشر سنوات عبر إعطاء الأدوية المعنية بمكافحة الكوليستيرول. هذا بالإضافة إلى العمل على تحسين نوعية الحياة من ناحية إضافة الرياضة على حياة الفرد، وتحسين نظامه الغذائي وإبعاده من الدهون والمقالي والدسم. وقد يؤدي الـ hypercholestérolémie familiale في حال عدم معالجته إلى الإصابة بالذبحة القلبية ونشاف الشرايين ومن ثمّ الموت.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم