الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من بلاستيك وكرتون الى كرسي مدولب

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
A+ A-

في السنوات القليلة الماضية، كثرت الحملات في المدارس والجامعات وفي المجتمع اللبناني لتجميع أغطية زجاجات المياه والمشروبات الغازية وغيرها من السِداد البلاستيك، بهدف اعطائها لجمعية "arcenciel " التي تعنى بالتنمية المستدامة. الجمعية التي تلقت خلال هذه الحملة الآلاف من السِداد و"حوّلتها" الى كراسٍ متحركة لذوي الحاجات الخاصة، وأعادت عبر هذه الحملة أملاً ورجاء كبيرين إلى قلوب كثيرين.


"Bouchons Roulant"، مبادرة بدأت في فرنسا باسم "Bouchons d'amour"، قبل أن تنتقل إلى لبنان عام 2009. فجمعية "arcenciel " والتي تعمل على التنمية المستدامة في أبعادها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، استلمت مشروعاً تتلاءم نتائجه مع أهداف التنمية المستدامة.
انتشرت "الخبرية" بكثافة في المجتمع اللبناني، ومن دون أي جهد لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي او حتى عبر وسائل الاعلام التقليدية، استطاعت الجمعية صنع عدد كبير من الكراسي مقابل أطنان السِداد التي جمعت بأكياس لتقديمها كواجب انساني في الدرجة الأولى وبيئي ثانياً.
"لا ترموا السِداد"، فاضافة الى تأثير ذلك ايجابياً على الوضع البيئي، فهو قد يعطي المعوّق فرصة الحصول على كرسي مدولب يمكّنه من التنقل بكل حرية. تقول مسؤولة قسم التوعية والتدريب في الجمعية جويل بشارة، إن الحملة توسعت لتشمل كل النفايات المؤلفة من بلاستيك، كرتون وكل المواد القابلة للتدوير، ولم يعد يقتصر الأمر فقط على السداد. تتلقى الجمعية كميات كبيرة من السِداد في مراكزها المنتشرة في المناطق اللبنانية كلها، وبدورها تقوم الجمعية ببيعها إلى الشركات المختصة في إعادة التدوير، ومن المال المتوافر من بيع السداد، يتم تصنيع الكراسي في مراكز الجمعية. وكل طن من السداد يوازي كلفة شراء أو تصنيع كرسي مدولب.
تعمل جمعية "arcenciel" تحت لواء التنمية المستدامة من جوانبها الاجتماعية، الثقافية ، البيئية، والاقتصادية، وتشير بشارة إلى أن "هذه الحملة تنعكس ايجاباً من الناحية البيئية في عملنا ببيع المواد لاعادة تدويرها، وتساهم هذه المبادرة في إبعاد نتائج تلوث هذه المواد، كما في المحافظة على الموارد الأولية". وتضيف: "من الناحية الاقتصادية، تنعكس نتائج الحملة ايجابياً على القطاع، فاللبنانيون يجدون فرص عمل جديدة ضمن المبادرة، كما ان الصناعة اللبنانية تستفيد منها". أما على الصعيد الاجتماعي، فتوضح أن الحملة أوجدت حال تعاطف وتضامن في المجتمع اللبناني"، وهذا كان سرّ نجاح الحملة المستمرة منذ سنوات في كل أبعادها.
لا ترموا المواد القابلة للتدوير، فهذه المواد قد تساعد كثيرين في التحرك، عبر كرسي أو عكازات ناهيك بالأثر البيئي الإيجابي الذي يتأتى عنها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم