الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تحضيرات لانتخابات الغد في البرازيل... واحتمال فوز روسيف كبير

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

يبذل المرشحون الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية في البرازيل، وفي طليعتهم الرئيسة اليسارية المنتهية ولايتها ديلما روسيف، مساعيهم الاخيرة عشية الدورة الاولى غداً، لاستمالة المترددين في هذا الاقتراع الذي سيكون "استفتاء" على حكم حزب العمال المستمر منذ 12 عاما.


وفي هذا البلد الناشئ المترامي الاطراف الذي يبحث عن انطلاقة ثانية بعد الطفرة الاجتماعية-الاقتصادية في السنوات العشر الاخيرة، ينقسم البرازيليون بين مدافعين عن ارث الانجازات الاجتماعية التاريخية التي تجسدها ديلما روسيف، وبين الداعين الى ضرورة ايجاد بديل قادر على انعاش البلاد وتلبية تطلعاتهم لازالة الفساد السياسي وتحسين الخدمات العامة.
وتخوض ديلما روسيف (66 سنة) هذه الدورة الاولى باعتبارها الاوفر حظا بحصولها على 40% من نوايا التصويت. وستعرف مساء الاحد منافسها في الدورة الثانية المقررة في 26 تشرين الاول، التي تبدو اكثر غموضا.
وسيحسم الوضع غدا دعاة التغيير الذين سيختارون بين مغامرة "الخروج" على كبرى الاحزاب التقليدية كما تجسده مارينا سيلفا (65 سنة) التي تدعو الى "سياسة جديدة"، وبين البديل المعروف الذي يمثله اسيو نيفيس، مرشح الحزب الاجتماعي الديموقراطي البرازيلي القوي - المنافس الكبير لحزب العمال- الذي حكم البلاد من 1995 الى 2002.
وفي اعقاب ظهورها المدوي في الحملة، تراجعت مارينا سيلفا التي تحلم بأن تصبح الرئيسة السوداء الاولى للبلاد، في استطلاعات الرأي وحصلت على 24% من نوايا التصويت.
ولا يتوانى اسيو نيفيس الذي كانت نتيجته متراجعة كثيرا ثم تحسنت الى 19 و21%، عن القول انه على وشك الوصول الى الدورة الثانية.
وقالت مارينا سيلفا عبر "تويتر"، "انه وقت التصويت للمرشح القادر فعلا على التغلب على حزب العمال".
وستعقد هذه المنشقة عن حزب العمال لقاء انتخابيا السبت في ولاية ساو باولو، ثم تتوجه الى ولاية اكر الامازونية في الامازون التي عاشت فيها طفولة فقيرة، للادلاء بصوتها الاحد.
وسيقوم نيفيس بمجهود كبير ويعقد ثلاثة اجتماعات في معقله الانتخابي بولاية مينا غيريس التي كان حاكمها المحبوب مرتين.
اما ديلما روسيف فستخاطب انصار حزب العمال في بيلو اوريزونتي ثم في بورتو اليغري.
وستكشف صباح غد نتائج آخر استطلاع للرأي اجري بعد المناظرة التلفزيونية الاخيرة مساء الخميس بين المرشحين.
ويطرح حزب العمال الحاكم نفسه ضامنا للبرامج الاجتماعية التي ساهمت في اخراج 40 مليون برازيلي من الفقر خلال 12 عاما ويستفيد منها مباشرة اكثر من 50 مليونا منهم.
لكن صورته قد تشوهت من جراء فضائح الفساد المدوية.
فالعصيان الاجتماعي التاريخي للبرازيليين في حزيران 2013، عبر عن نقمة البرازيليين من الفساد وفقدان الخدمات العامة.
وتراجعت قوة الرئيسة ديلما روسيف جراء حصيلة اقتصادية هزيلة تترافق مع نسبة بطالة تدنت بشكل غير مسبوق الى 4,9%. فالنمو لدى البرازيل، عملاق اميركا اللاتينية، والاقتصاد العالمي السابع، قد تراجع خلال ولايتها حتى دخل مرحلة الكساد في الفصل الاول على خلفية توجه تضخمي وتدهور الميزانية العامة.
وستخوض ديلما روسيف الدورة الثانية باعتبارها الاوفر حظا لكنها تتوقع انتخابات "بالغة الصعوبة" لان "السيدة سيلفا والسيد نيفيس سيوقعان على الارجح ميثاقا ضد حزب العمال بين الدورتين"، كما اعتبر الخبير السياسي لوسيو رينو من جامعة برازيليا.
وقال زميله كاسترو نيفيس "ثمة ارادة لتغيير السياسة الاقتصادية، خصوصا لدى الطبقات الميسورة. لكن تنافسها ارادة للحفاظ والدفاع عن المكتسبات الاجتماعية وتحسين مستوى الحياة التي حققها حزب العمال".
ويعتقد اندري سيزار المحلل في مركز "بروسبكتيفا" للدراسات ان روسيف ستفوز بالانتخابات في نهاية المطاف. لكنه اشار الى ان "البرازيل لم تشهد منذ 25 عاما هذا المستوى من الغموض والاصطفاف".
ويقول ان من الضروري العودة الى 1989 التي اجريت فيها اول انتخابات بعد الديكتاتورية بالاقتراع المباشر والتي فاز بها بفارق بسيط فرناندو كولر على الرئيس السابق لولا (2003-2010) الملهم السياسي لروسيف.


حشد اكثر من 400 الف شرطي وعسكري عشية الانتخابات


واعلنت المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل انه تم حشد اكثر من 400 الف عنصر من القوى الامنية، بينهم 30 الف عسكري من اسلحة البر والجو والبحرية، لضمان الهدوء اثناء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وذكرت شبكة "تي في غلوبو نيوز" نقلا عن المحكمة الانتخابية العليا انها اجازت ارسال قوات الى 254 مقاطعة في 11 من اصل 27 ولاية فدرالية، في الامازون خصوصا وريو دي جانيرو حيث اسفرت مواجهات بين مهربي مخدرات وقوات الامن عن خمسة قتلى في بداية الاسبوع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم