تدخينك يهدد خصوبته!

إنَّ الأم التي تدخن خلال فترة الحمل أو أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن تهدد خصوبة أبنائها. هذا ما كشف عنه العلماء في جامعة نيوكاسل في جنوب ويلز في المملكة المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2014، لافتين إلى أنَّ "التدخين يؤدي إلى أضرار دائمة في الأعضاء بحيث تنتج حيوانات منوية ذات عيوب".

وأفادوا أنَّ رجالاً في الـ 30 والـ 40 من عمرهم يعانون من آثار تدخين أمهاتهم طوال فترة الحمل. وأنَّ نحو واحدة من 8 نساء يدخنّ خلال الحمل، وكانت نسبة التدخين مرتفعة في الـ 1970 و 1980 عندما لم يكن يُعرف سوى القليل عن الآثار الضارة للتدخين.

وقام باحثون أوستراليون بدراسة على فئران استنشقوا ما يعادل 24 سيجارة في اليوم قبل الولادة. ووجدوا أن صغار الفئران الذكور كانت تنتج حيوانات منوية بنسبة قليلة وجودة ضعيفة. وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت فقط على الفئران إلاَّ أنَّ الباحثين وجدوا أن النتائج مشابهة بالنسبة إلى النساء اللواتي يدخنّ.

وقالت البروفيسورة إيلين ماكلولين، مديرة مركز أبحاث البيولوجيا الكيميائية في جامعة نيوكاسل في نيو ساوث ويلز: "سيكون من غير الأخلاقي فحص الأمهات الحوامل وذريتهم لمعرفة إذا ما كانوا عرضة لسموم السجائر". وأضافت: "نحن نعلم بالفعل أن التدخين أثناء الحمل يضر بالجنين في الرحم وغالباً ما يكون الأطفال الصغار عرضة للمرض. حتى في هذه الدراسة استخدمنا الفأر كنموذج، وأظهرت نتائجنا أن صغير الفئران الذكر المولود من فأرة استنشقت دخان السجائر لديه عدد أقل من الحيوانات المنوية التي تسبح في شكل سيئ، والتي تتشكل بشكل غير طبيعي وتفشل في الوصول لتلقيح البويضة".

"وعلى رغم أن هذه الدراسة أجريت على الفئران، إلاَّ أنَّ لنتائجها صلة بصحة الإنسان خصوصاً الرجال في عمر الـ 30 أو 40 الذين كانوا عرضة لسموم السجائر في رحم والدتهم، التي لم تكن تدرك أنَّ التدخين يؤثر في صحة الرضيع. ويقول الأطباء إنه في كل مرة تقوم امرأة حامل بالتدخين، فكأنها تضع جنينها في غرفة ممتلئة بالدخان لمدة 15 دقيقة. وبينت الدراسة ازدياد مخاطر ولادة جنين ميت، أو احتمال الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو نقص في وزن الطفل لدى ولادته".