الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

Gone girl الإختفاء الغامض

المصدر: "النهار"
جوزفين حبشي
A+ A-

يقال إن المظاهر خداعة معظم الاحيان، فهل قام نيك فعلاً بقتل زوجته آمي في عيد زواجهما الخامس كما يبدو؟
المظاهر تخدع، لكن فيلم Gone girlلا يمكن أن يخدعنا، فنتيجته مؤكدة لأنه أولاً من اخراج دايفيد فينشر سيد الثريلرات الشائقة والداكنة والذكية (Zodiac و Fight Club و Dragon The Girl with the وSeven و Panic Roomوغيرها). ثانياً هو من بطولة النجم الموهوب بن افليك الذي تسحب البساط من تحت قدميه الممثلة البريطانية روزاموند بايك بأداء من اجمل واقوى ما قدمت حتى الآن. اما ثالثاً فالفيلم من انتاج النجمة ريز ويزرسبون، وهو مستوحى من رواية بوليسية من نوع "بست سيلر" تحمل العنوان نفسه من تأليف جيليان فلين التي كتبت السيناريو بنفسها، وغيرت النهاية من اجل مضاعفة التشويق لدى الجمهور الذي سبق وقرأ روايتها. القصة تحملنا من مانهاتن الى ميسوري حيث انتقل الزوجان نيك (بن افليك) وآيمي (روزاموند بايك التي فازت بالدور بعد اعتذار كل من ناتالي بورتمان وشارليز ثيرون واميلي بلانت) للاقامة بعد الأزمة الاقتصادية. المظاهر كلها تشير الى ان الزوجين سعيدان ومتحابان، لكن في الذكرى الخامسة لزواجهما، يصل نيك الى منزله فيجد الأثاث محطماً وزوجته قد اختفت بشكل غامض.


نيك يتحوّل سريعاً المتهم الأول في نظر الشرطة، والسبق الصحافي الابرز بالنسبة الى وسائل الاعلام التي تتسابق لمقابلته ولطرح سؤال وحيد عليه: هل قتلت زوجتك؟ تحقيقات الشرطة تتواصل، ومعها تحقيقات الزوج، وتباعاً نكتشف أن كلاّ من الزوجين كان يخفي كثيراً من الأسرار عن شريكه. تباعاً ايضاً نشك في نيك الذي يبدو صادقاً وطيباً حيناً، وخائناً وماكراً احياناً اخرى، ومن ثم في آيمي التي قد تكون فعلاً اطيب واذكى امرأة يتعاطف معها الشعب الاميركي كله، أو قد تكون اكبر متلاعبة ومضطربة نفسياً... آيمي ليست الوحيدة التي تحسن التلاعب بنا، فدايفيد فينشر، كعادته، يبرع في تحريك الحوادث والجمهور المتابع بذكاء. Gone girl ثريلر داكن وذكي، يخلط الدراما العائلية بالجريمة والغموض، وينتقد مؤسسات مثل الزواج وخصوصاً الاعلام الباحث عن رفع نسب المشاهدة بأي ثمن. ايضاً يحفل الشريط بشخصيات محيّرة مثل بن افليك بملامحه المقلقة الممزوجة بكآبة مخيفة، وخصوصاً روزاموند بايك التي فاجأتنا بأداء يجمّد الدماء في العروق وهي تستحق جائزة اوسكار عنه.


هذا من دون أن نغفل المفاجآت العديدة والانقلابات المتواصلة والضغوط النفسية والمناخات الخانقة رغم الالوان الدافئة والايحاءات الجنسية التي تخفي وراءها الكثير من التوترات والجروح النازفة من ذكورية الرجل. التصوير بدوره استثنائي في خلقه المناخات الموترة، وقد استخدم فينشر للمرة الأولى في تاريخ الافلام السينمائية كاميرا رقمية تدعى 6K RED Epic Dragon، تحدد الصورة 9 مرات اكثر من كاميرات الـ HD العادية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم