السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حاصبيا - العرقوب تاريخ وطني مشترك \r\nوصفحة محصّنة في مواجهة الرياح الساخنة

A+ A-

في كل يوم تطالعنا وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة بأخبار وتحليلات عسكرية وسياسية، تتناول محور شبعا – حاصبيا – البقاع الغربي، وان الامور على هذه المحاور على غاربها، وان انفجارا عسكريا سيحصل بين ساعة وضحاها، حتى ان البعض ذهب بعيدا في توقعاته التي تؤكد ان ذلك سيحصل قبل عيد الاضحى وسمّى ذلك "غزوة الاضحى"، ووضع السيناريوات للمواجهة التي ستقع، وحتى نتائج هذه المعارك من الآن.
هذه التحليلات التي لا تستند الى الواقع الحقيقي على الارض، تدفعنا ابناء هذه الارض، في كل يوم الى ان نتوجه الى العرقوب وبلداته وقراه، من شبعا الى كفرشوبا وكفرحمام والهبارية وصولا حتى حلتا وعين عرب والوزاني، حيث يتوزع اللاجئون السوريون، فلا نرى او نلمس ما يدعو الى الخوف او التوتر كما يشاع، لسببين أساسيين: اولهما ان ابناء العرقوب عموما وابناء شبعا خصوصا يتمتعون بدرجة عالية من الانتماء الى ارضهم ووطنهم وجيشهم، ولا نعتقد ان احدا يمكنه ان يزايد عليهم بذلك. وثانيهما انهم يكنّون كل الود والاحترام لجيرانهم ابناء قرى منطقة حاصبيا، وهم الى جانبهم ومعهم في السراء والضراء، ولن يسمحوا لأي جهة كانت باستعمال بلداتهم جسر عبور للاعتداء على جيرانهم في مناطق اخرى، مثل حاصبيا والخيام ومرجعيون والبقاع الغربي وراشيا الوادي.
ولا احد ينكر ان بين اللاجئين السوريين الى العرقوب، عناصر تابعة لـ"الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة"، ولكن هذه المسميات ان وجدت فمن غير المسموح لها ان تمارس عدوانيتها على اللبنانيين في هذه المنطقة، لان استيعاب اللاجئين منذ اللحظة الاولى من اهالي شبعا والقرى المجاورة، حصل من زاوية انسانية واخلاقية، حيث ان الروابط الأهلية – التاريخية على طرفي جبل الشيخ تعود الى مئات السنين، ولتأكيد اصالة اهل العرقوب الاستقبال الحار الذي لقيه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لدى زيارته لشبعا قبل اسبوعين. وفي كل الكلمات التي القيت، كان العنوان المشترك ان علاقة شبعا بجيرانها هي خط احمر لا يمكن تجاوزه مهما كلفهم ذلك من اثمان. اما حاصبيا وقراها، فنستغرب ما يقال ان لجهة انها تعيش حالا عالية من التوتر والاستنفار، او لجهة التسلح والحراسات الليلية او غيرها.
اما الحقيقة فهي غير ذلك تماما، فالناس تعيش حياتها العادية، وهي غير قلقة من كل ما يشاع، وانه كما كانت دوما تستظل السلطة الشرعية والقانون والنظام، وهي حتى ابان الاحتلال الاسرائيلي لها طوال 18 عاما، كانت تحتفل بالاستقلال والاعياد الوطنية الاخرى في مواقيتها رغم انف الاحتلال، واليوم كما يعهدها الجميع، تأمل في الا يجربها احد لا "النصرة ولا غيرها لأن اهلها الذين قدموا عشرات الشهداء سواء في مواجهة المستعمر الفرنسي ام المحتل الاسرائيلي، لا يقبلون ان يعلمهم احد دروسا في الوطنية.
ومن خلال هذه الانتماء الابيض للوطن، فانهم لا يفرقون بين حاصبيا وشبعا والخيام ومرجعيون، وبين مواطن وآخر على امتداد الساحة الا بمدى التزامه الوطني.
اما الخوف كل الخوف فهو من العامل الاسرائيلي الذي "يجاورنا" في الجليل والجولان ومزارع شبعا، ومصلحته في زعزعة الاوضاع على هذا المثلث اللبناني – السوري – الفلسطيني.
والسؤال هو: اذا حصل مكروه لابناء طائفة الموحدين الدروز في منطقتي حاصبيا وراشيا، فهل يبقى ابناء هذه الطائفة في كل من الجولان السوري المحتل وفي قرى الجليل في الشمال الفلسطيني بمنأى مما يحصل، ام انهم سيشرعون الحدود الجنوبية لنصرة أهلهم في مناطق حاصبيا وراشيا وحماية مرجعيتهم الدينية العليا في العالم، وهي مقام خلوات البياضة، على غرار بقية الشرائح الدينية الاخرى؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم