الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كل الجثث تُحرق في ليبيريا ... خوفاً من "إيبولا"

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

على مسافة 15 كيلومتراً من مونروفيا، تتوقف الشاحنة المحملة بالجثث أمام مبنى اسودت جدرانه العالية في وسط الريف. فمنذ أسابيع، وبسبب وباء "إيبولا"، يُنقل المتوفون في العاصمة الليبيرية الى هذه المحرقة.
ويفتح شاب يضع على وجهه قناعاً من الورق باباً معدنياً مزدوجاً، فتدخل الشاحنة باحة كبيرة وتلتف حول كومة من الحطب.
وتحت سقف من الصفيح المسنود على أعمدة اسمنتية، لا يزال الدخان يتصاعد من كومة من الرماد يبلغ ارتفاعها المترين ويظهر من خلالها ما يشبه العظام.
وسواء ماتوا بهذه الحمى النزفية أو بمرض آخر، "نحرقهم جميعاً. هذه هي تعليمات وزارة الصحة"، كما يقول فيكتور لاسكن، الناطق باسم الصليب الأحمر الذي يأخذ على عاتقه مهمة جمع الجثث في العاصمة.
فلدى حصول الوفاة، تصبح الجثة شديدة العدوى، كما تشرح لورانس سايلي، منسقة الطوارىء في منظمة "أطباء بلا حدود" التي تتصدى لهذا الوباء. حينها، تصبح الجثة بيئة ملائمة لتكاثر وباء "ايبولا" بسبب انهيار نظام المناعة.
ولا يُعرف كم من الوقت تبقى الجثث مصدراً للعدوى، لذلك من الضروري حرقها في أسرع وقت أو دفنها على عمق مترين. وقد اتخذ القرار في ليبيريا بحرقها لأن طبقة المياه الجوفية عالية جداً. وفي تموز، دفن بعض الجثث في مناطق مستنقعية ثم عادت الى سطح الأرض.
وأقر وزير الصناعة والتجارة الليبيري اليكس إدي أنه "من الصعب الطلب من الناس ألا يكرموا ذويهم ويقوموا بدفنهم وفق التقاليد" التي وصفها بأنها "طريق سريع" لتفشي الوباء.
وفي منزل صغير دهن سقفه باللون الأزرق، ترقد تيريزا جاكوبس (24 سنة) التي أسلمت الروح. ويعمد جامعو الجثث الى رش مبيدات في البيت وعلى الجثة التي يضعونها في كيس للجثث، ثم على حمالة ويخرجون.
يضعون الكيس في شاحنة صغيرة ثم يبدأون عملية تبديل ملابسهم. فتغيير بزات الحماية يتطلب إجراء محدداً لتجنب انتشار العدوى بصورة عرضية. وارتداؤها يحتاج الى ربع ساعة، وكذلك خلعها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم