السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مهرجان بلس ذكّر بثقافة الستينات \r\nFlashback Beirut أعادنا إلى تراث المدينة

علي منتش
A+ A-

في شارع بلس المقفل أمام حركة السيارات والمزدحم بالمشاركين في Flashback Beirut انتشرت البيوت الجاهزة على جوانب الطرق التي تعرض منتجات يذكر بعضها ببيروت القديمة: ألبسة تراثية، تذكارات، معرض لصفحات صحف ومجلات قديمة، صور اعلانات لمسرحيات فيروز.
لا يعرف معظم المشاركين ما يمكن تسميته بمهرجان Flashback Beirut بيروت ستينات القرن الماضي لأنهم من الشباب. معرفتهم بها تختصر ببعض ما قيل لهم، وبعض ما شاهدوه في الافلام القديمة، وتالياً، هم غير قادرين على التمييز ما اذا كان شارع بلس المقفل تحول فعلاً الى ما يشبه تلك البيروت، لكن الأكيد أنهم وجدوا فيه الكثير مما يزيد معرفتهم بها.
ولعل اختيار شارع بلس لاقامة هذا المهرجان فيه دلالة واضحة على حفاظ هذا الشارع على تاريخه امام التحولات التي طالت معظم أحياء وشوارع مدينة بيروت. في هذا الشارع حيث حافظت بيروت على ذاكرتها، او على جزء منها، استعيد جزء من الحياة في مهرجان وازدحام ومسرح يذكرنا بالبيكاديلي.
تتحدث رلى الحسيني التي كانت تتجول في بلس عن كل ما تجعلها تشعر أنها في زمن غير زمانها، "هذا الازدحام الذي اصبحنا نفتقده بسبب اوضاعنا الأمنية والسياسية السيئة، يجعلني اشعر اننا في الزمن الجميل الذي حدثنا عنه كبارنا، هذه الصور للسيارات القديمة ايضا، اضافة الى هؤلاء الناس الذين يرتدون الثياب القديمة ليلتقطوا صورة هنا وهناك".
بدورها سهى عاد تقول ان "بيروت في الستينات هي بيروت الحقيقية. لا اعرف السبب الذي يجعلنا نحن الذين لا نعرف بيروت الستينات نحنّ اليها، لكنني عندما اشاهد المقالات الصحافية التي تتناول مسرحيات فيروز او حفلات داليدا او سلوى القطريب اشعر بشيء من الفرحة التي لا اعرف تفسير سببها".
ويختلف مصطفى رزق قليلاً مع الآخرين، هو يرى ان "المهرجان على رغم كل النجاح الذي حققه، وعلى رغم كل حسناته، بقي دون التوقعات، توقعاتي انا على الاقل، فبهذا الكم من الممولين او الراعين، كنت اتوقع شارعاً مستنسخاً عن اسواق بيروت القديمة، او شارعاً خالياً كلياً من الحداثة، ان كانت الحداثة في الموضة او المقاهي او الاضاءة وغيرها، لكن ما وجدناه هو اشارات الى الستينات عبر وسائل حديثة، لكن هذا الازدهار الذي عكسه المهرجان يذكرنا بازدهار الستينات". وتتحدث رامونا مبارك احدى منظمات المهرجان عن الفرحة التي لمستها لدى زوار الشارع (المهرجان)، "فعلى رغم كل الصعوبات التي عانيناها، واهمها الشتاء والطقس المتقلب، واعتذار كثر عن المشاركة في المهرجان لأن هناك احتمال تساقط الامطار، كان اصرارنا اقوى، لم نؤجل المهرجان، وقلنا ان بيروت تستقبل اهلها حتى تحت المطر، ولحسن الحظ ان الطقس جيد، والناس شاركت بكثافة".
وتشير مبارك الى ان تجربة تركيب مجسم صغير يشبه بيروت في الستينات امر في غاية الصعوبة، خصوصاً وان في بيروت من التراث والحضارة والتاريخ بما لا يمكن حصره، لكننا حاولنا تذكير الناس بكل شيء في تلك الفترة، بما في ذلك الموسيقى القديمة التي لم يسمعوها منذ زمن، ان كانت موسيقى عربية أو اجنبية".
وترى مبارك ان "ردود افعال العائلات البيروتية التي نزل عدد كبير من افرادها الى المهرجان اكدت "اننا حققنا نجاحاً لا بأس به، واننا استطعنا تذكير الناس ببيروت الجميلة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم