الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل أنت راضٍ عن حياتك؟

المصدر: "النهار"
A+ A-

يتبين نجاح الكتاب الصادر في 20 آذار 2012 بعنوان The Top Five Regrets of the Dying بأنه لا يزال حتى اليوم من أبرز المبيعات في المكتبات العالمية وعلى مواقع التسوق الإلكتروني، خصوصاً موقع Amazon. إذ يتطرق الكتاب لأبرز الأمور التي يندم عليها من تقدّموا في السن، وكتبَته الممرضة بروني وير لتدعو الناس إلى عَيش حياتهم بطريقة سليمة وذات معنى، عبر التركيز على ما يريدونه هم وليس التركيز على إرضاء الغير، حتى لا "ينظروا" إلى حياتهم ويعودوا بالذاكرة إلى الوراء عند تقدّمهم في السن نادمين ومتمنّين الرجوع في الزمن.


وما يؤكد حتى اليوم نجاح الكتاب، هو استعمال عباراتٍ منه حالياً على ملصقات على موقع Tumblr وتداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأهمها عبارة أن يظلّ الشخص صادقاً مع نفسه Stay true to yourself.


 


 


علامَ ندم كبار السن؟


في اختصارٍ لموضوع ندم الناس عند تطلعهم إلى طريقة عيشهم حياتَهم، يتبين في الكتاب أن الشخص يندم على تمضيته الكثير من الوقت في العمل، وتركيزه على واجباته المهنية، وابتعاده عن عائلته وأصدقائه، وعدم تعبيره عن مشاعره لمن يحبّهم.


أسف الطاعنون في السن على خسارتهم لصداقات الطفولة، وعلى عيشهم حياتهم لإرضاء توقّعات الغير بدل تركيزهم على ما يريدونه هم فعلاً. يؤكد هذا الندم المشترك أن من الضروري أن يعيش الشخص كما يريد هو، وليس كما يريد أهله أو أصدقاؤه أو المقرّبون منه، وإلا سيعيش حياةً تعيسة ومزيّفة.


وبالفعل، لقد تطرق علم النفس في أكثر من مناسبة إلى أهمية رضى الإنسان عن حياته، فكلّما كان راضياً ومسروراً بطريقة عيشه زادت نجاحاته وتطورت سعادته، ولم يُصَب بأي اضطرابات أو أمراض نفسية، كما يؤكد موقع Psych Alive.


 


كيف أعيش حياتي كما أريد؟


يتخبّط الإنسان في حياته بما أن هناك علاقاتٍ عائلية واجتماعية ورومنسية تؤثّر في تصرفاته ومبادئه. صحيحٌ أن عليه العيش في تعاونٍ مع الغير وفي تبادلٍ للاحترام والحب، لكن لا يجوز أن يضع أولوياتهم ضرورة في حياته، لأنه سيندم في نهاية المطاف بما أنه لم يعِش كما يريد هو.


من هنا، عليه اتباع الخطوات الثلاث الأساسية التالية، التي ينصح بها موقعا Psych Alive وHealth Central، في تقريرَين عن كيفية عيش الإنسان لحياة يرضى عنها ويُسَرّ بتذكّر تفاصيلها مع تقدّمه في السن:


 


1- فكّر بما تريده فعلاً:


بالنسبة إلينا جميعاً، أن نستكشف ذاتنا هو تحدٍّ بحدّ ذاته. يُقال دوماً إنه عليك أن تعيش حياتك كما تريد، لكن ماذا لو لم تكن تعرف ماذا تريد فعلاً؟ عليك، إذاً، أن تحدّد ما ترغب فيه في حياتك وما تريده أن يكون متوافراً فيها، أو ستكون حيّاً فقط من دون أي إحساس بالتحكم في حياتك، جرّاء رضوخك للأحداث التي تحصل معك بدل إدارتها.


حدّد المبادىء التي تؤمن بها وتراها مهمة، وعندها تنظّم حياتك عبرها. إذا أردتَ فعلاً أن تكون راضياً عن حياتك، اسأل نفسك ما الذي يجعلك سعيداً ومسروراً ومتحمّساً؟ اسأل نفسك ما الذي يهمك؟ قد تساعدك عائلتك في التعرف إلى الأمور التي تهمك، وقد يؤثر فيك أصدقاؤك ومحيطك ولكن تذكّر أن القرار رهن بك، والقرارات المتخذة لها تأثير في مجرى حياتك.


ليس هناك من أنانية في التفكير بما تريده، فهو خطوة أساسية للتعرف إلى ذاتك. أن تطرح السؤال عن مبادئك، لا يعني أنك ستضع كل الناس جانباً، بل على العكس: إذ عبر تعرّفك إلى ما تريده حقّاً، تصبح رؤيتك أوضح في تحديد الناس الذين يهمّونك والذين عليك التشبث بهم، ومن عليك التخلي عنهم. وعندما تعيش حياةً تقدّرها، ستصبح أكثر لُطفاً وتسامحاً وسعادة وتفهّماً للغير.


 


2- حدّد أهدافك بإيجابية:


يقوم الشخص بالتطلع إلى أهدافه بنظرة سلبية في معظم الأحيان. فبدل أن يقول لنفسه: "أريد أن أظهر بشكلٍ جيد، لهذا سآكل بطريقة صحية"، يتوجه إلى نفسه بالقول: "أنا بدينٌ جدّاً! عليّ أن أكفّ عن تناول الطعام لمدة أسبوع". لكن أفضل طريقة لتحديد الأهداف هي في كتابتها وتحديد التصرفات والخطوات التي ستقوم بها لتحقيقها. اجعل قائمة الأهداف قصيرة ومختصرة، حتى تظلّ في كامل تركيزك. وهكذا تكون مسؤولاً عن أفعالك وتتّضح أمامك طريقة تمضيتك لوقتك.


لا تُتعب نفسك عبر تحديد كثير من الأهداف، فلن تتمكن من تحقيقها جميعاً وبسرعة، وستشعر بالانحطاط والفشل، ما يؤثر سلباً في مزاجك. اجعل أهدافك واضحة ومعقولة الإنجاز، لأن في ذِكر أهداف صعبة المنال أو غير ممكنة التحقيق في الوقت الحاضر، تؤذي نفسك وتُنقص من ثقتك بذاتك.


 


3- تجاهل نقدك الحاد لنفسك:


فيما من الضروري أن تنتقد نفسك بين الحين والآخر، وتراجع حساباتك لتتصرف بشكلٍ أفضل، إياك أن تصغي لصوتك المنتقِد لنفسك (Inner Critical Voice). فهذا "الصوت" يبثّ انتقاداتٍ حادّة، غير بنّاءة أو عقلانية، وقد يؤدي بك إلى الاكتئاب.


عند عملك لتحقيق أهدافك، ستواجه عوائق عديدة أمامك، وأوّل عائق هو نفسك عبر هذا الصّوت المنتقِد، فيحطّ من أملك وقدراتك واندفاعك، ويجعلك تتساءل: "هل أنا فعلاً أريد أن أقوم بهذا الأمر؟ هل أتمكّن من تحقيقه؟ قد أفشل وسأُحرِج نفسي أمام الجميع". أي إنه سيمنعك من التقدم في حياتك ومن الدخول في تجارب جديدة. ولهذا السبب بالذات عليك أن تتجاهلَه، فمن خلال دخولك مشاريع جديدة وتجارب مختلفة في حياتك، تتطور وتتعلم.


هل لاحظتَ القلق الذي يصيبك عند إقدامك على شيءٍ جديدٍ لم تفعله من قبل؟ هذا هو الصوت المنتقِد للذات. لكن لا داعي للإصغاء إليه، فإذا فعلت، ستندم لاحقاً لأنك لم تقُم بما أردتَه، وستتمنى العودة إلى الوراء والإقدام والتشجّع عبر تجاهل انتقادك لذاتك. أي إن رضاك عن حياتك يزيد كلما لم تُعر اهتماماً لهذا الصوت السلبي داخلك.


 


وإذا لم تقتنع بضرورة تحكمك بحياتك وعيشها بالطريقة التي تريدها أنت، اسأل والدَيك أو جدَّيك أو أي قريب مسنّ منك: هل هو راضٍ عن حياته؟ وما الذي يندم عليه؟ هناك احتمالٌ كبير أن إجابته ستكون كما ذكرنا آنفاً في بداية الموضوع، في حال لم يقُم بما يريده فعلاً.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم