الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

The Rover مطاردة لا ترحم

المصدر: "النهار"
جوزفين حبشي
A+ A-

بعد مشاركتها في مهرجان كانّ السينمائي عام 2014 (خارج المسابقة الرسمية)، وصلت الى الصالات اللبنانية سيارة "روفر" وفي داخلها ثلاثة رجال مضرجين بالدماء.
إنها سيارة شريط "الرود- موفي" العنيف The Rover المصوّر بكامله في الصحراء الاوسترالية بكاميرا 35 ملم، عن سيناريو وإخراج للأوسترالي دايفيد ميشود الذي سبق وقدّم Animal Kingdom مع الممثل البريطاني عينه، البارع غاي بيرس، وبمشاركة نجم Twilight روبرت باتينسون الذي يثبت من خلال هذا الفيلم، موهبته وقدرته على اداء ادوار قوية وجادة لا تمت الى وسامته بصلة. The Roverليس شريطاً تجارياً وجماهرياً ومرفهاً. انه عمل خاص جداً، ينقلنا الى زمن غريب قد يكون مستقبليا، في صحراء اوسترالية موحشة ترزح تحت عبء ازمة اقتصادية حادة، وينطلق بنا برفقة المزارع السابق البارد والقاسي والغاضب اريك (غاي بيرس) في مغامرة مطاردته ثلاثة خارجين عن القانون قاموا بسلبه أعز ما يملك، سيارته. اريك لن ينطلق وحيداً إذ يحمل معه راي (روبرت باتينسون) شقيق احد السارقين الذين تخلوا عنه بعد اصابته. المطاردة الدامية والقاسية تبدأ، والتشويق البطيء كايقاع الفيلم، المضرج بالثقل والعنف يرتفع بشكل تلقائي، والاحداث تتعقد وتمتلئ بالجنون والعبثية خلال رحلة استرداد السيارة، ومعها تتغيّر حياة هؤلاء الرجال المشحونين بالغضب والعنف واليأس. في مناخ بارد يذكّر بنهاية العالم ويشبه مناخ فيلم Mad Max، يغرقنا هذا الشريط الصادم والخالي تماماً من بصيص التفاؤل والرحمة والعدالة والشعور بالندم، في بدائية الغرائز العنيفة التي تطغى على الشخصيات، لاغية على طريقها أي اعتبار للمشاعر الانسانية والعائلية. بدائية مرعبة لا تزال تسيطر على مجتمعاتنا الحديثة، ومجرد مشاهدتها تشبه صفعة يؤمل منها ايقاظ الضمائر المخدرة. بدورها الصورة المشحونة بالتوتر والاطارات الجميلة والموسيقى المكهربة تبث كلها مناخاً ثقيلاً ومزعجاً. اما المتعة الحقيقية فتكمن في متابعة مباراة في كرة الاداء المشحون بين الثنائي البارع غاي بيرس وروبرت باتنسون، لا وقت مستقطعاً فيها، رغم الوقت الميت من حولهما. غاي بيرس من الصعب الولوج اليه والتنبؤ بردود افعاله خلف ملامحه الباردة، المرهقة واليائسة. اما روبرت باتينسون فقد فاجأنا فعلاً بهذا الدور الصعب والمركب لفتى بسيط وساذج ومكبل بالعنف الذي ورثه لكنه لم يفقد الامل بايجاد أخ أو أب يعتني به. الفيلم خاص جداً ومخصص لنخبة سينمائية تقدّر هذه النوعية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم