الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ماذا أفعل مع أمي التي تعيش في الظلام؟

ي. ع.
A+ A-

"مضت أيام وأسابيع ثم أشهر، وأمي ما زالت على حالها منعزلة في غرفتها... أدخل يومياً إلى مملكتها الصامتة والمظلمة لأرفع الستائر، لعلّ النور يخترق جدران الغرفة ويدخل الى جسمها ليبعث فيه القليل من الحياة والفرح. أكلّمها وكأنني أتكلّم مع لوحة خشبية، لا بل تمثال من حجر"...


ترفض والدتها حتى الطعام الذي تقدّمه لها: "تحدّق بي بعينيها الكبيرتين، لتقول كلمات مقتضبة... ترى بماذا تفكّر؟ مرضها يتفاقم يوماً بعد يوم، أشعر بقلق كبير... أريد أن أنقذها من عذابها ولا أريد أن أخسرها... لست مستعدّة لذلك بعد! غرفتها تغرق بالحبوب والعقاقير، أراقبها من بعد... ألم تمل من التحديق بتلك النافذة؟".
هو الاكتئاب... مرض العصر الذي يهدد كل منا. قد يأتي بحسب المعالجة النفسية في مستشفى Hotel Dieu، نادين حداد، من دون أي أسباب. ويحصل ذلك للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين، وذلك لأنّ جميع الأمراض النفسية تلاحقهم في هذه الفترة من العمر. ثمة العديد من التحوّلات التي تعصف بهم كتغيّر الهورمونات، انتهاء مرحلة المراهقة لديهم، الشعور بالوحدة، السفر طلباً للعلم وغيرها من العوامل التي تدخل على حياتهم من دون إنذار فتؤثّر بالتالي على نفسيتهم. وثمة نوع آخر من الاكتئاب، ينجم عن مجموعة من الأسباب نذكر منها: خسارة شيئ ما أو شخص ما كالحداد، الصدمة، الحروب، البطالة، كثرة العمل إن لم يتداخله عطلة أو راحة...
ومن أعراض الاكتئاب: البكاء، العدوانيّة، فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام واكتساب الوزن، الانعزال عن الآخرين، النوم قليلاً أو الإفراط بالنوم. فضلاً عما سبق، قد تجتاح المريض أفكار سوداء كشعوره بأن لا قيمة له، وأنه لا يقدر على إنجاز أيّ شيء، وأنه شخص غير نافع.
وتوضح حداد أنه في حال استمرّت على الأقلّ ثلاثة من هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، فهذا قد يشكل دليلاً على المعاناة من الاكتئاب. وتشير إلى أنه في حال لم تتم معالجة هذه الأعراض، او في حال امتناع المريض عن تناول أدويته بشكل مستمر، أو في حال معالجتها بشكل سيء أو خاطئ، سيؤدّي ذلك إلى الانتحار. أمّا بالنسبة إلى العلاج، فتشير حداد إلى أنّه يتمّ وصف الأدوية للمريض، وفي بعض الأحيان تترافق هذه الأدوية مع علاج نفسي في حال طلب المريض ذلك للتخلّص من اكتئابه.
وعن كيفية تعامل المحيطين بالشخص المريض مع الإكتئاب، تنصح حدّاد بضرورة الاستماع إليه، وضرورة تفهّم ما يمرّ به. وتشدد على أهمية نصحه وإرشاده إلى الطريق الصحيح وعلى البقاء قربه، وعدم تركه لوحده. وتضيف خاتمة أنّ ثمة أشخاصاً يعانون من الاكتئاب المزمن من دون أن يدركوا ذلك، في هذه الحالة تنصح باستشارة طبيب أو اللجوء إلى اختصاصي في علم النفس.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم