السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

Lagonda من Aston Martin \r\nالسيارة التي لا يمكن شراؤها إلا...

ماريو غريب
A+ A-

بعد إنتاج آخر طراز Lagonda في العام 1990، تعود Aston Martin لإحيائه من جديد. ذلك الطراز كان يتميّز بتصميم غريب إذ أنه ذات مقدمة طويلة وزوايا حادة ونسبة منخفضة لخلوص الهيكل. كان يستغرق إنتاج طراز Lagonda في حينه 15 أسابيع. أما اليوم فتستعيد Aston Martin فلسفة خطوط الجيل القديم من هذا الطراز، ولكن بقالب عصريّ يلامس الفرادة من حيث الشكل وغيره. قلنا وغيره، لأنه لن يستطيع أي إنسان شراء هذا الطراز ليس لثمنه المرتفع بل... ماذا في التفاصيل؟


سيتمّ تصنيع وإنتاج Lagonda الجديدة بطريقة حرفيّة، بمعنى آخر ستصنّع بالكامل يدويّاً. كما أن إنتاجها سينحصر في أقل من 100 طراز فقط، كل واحد مختلف عن الآخر من حيث الزوائد ونوعية المواد المستخدمة، وذلك بفضل فرع Q المستحدث لدى Aston Martin والمعني بالـcustomization وفق أهواء الزبائن لكل طرازات الماركة الإنكليزية، حافظت على الخطوط والزوايا الحادة في تصميم هيكلها، غير أن لمسة المصابيح الأمامية التصميمية أظهرتها وكأنها في مواجهة مستمرة مع الهواء، ما انعكس سلاسة على الواجهة الأمامية وتخفيفاً من حدة جمود خطوطها. شكل مهيب، يخيل إليك أن ركابها من كوكب آخر في مهمة خطيرة. بل تظنها وكأنها من إنتاج عالم آخر.
اعتمدت Aston Martin في إنتاج Lagonda الجديدة على هيكل VH، المصنوع من الألومينيوم والمبتكر من Ford. هيكل، أو بالأحرى تكنولوجيا هيكل، يستخدمها الصانع الإنكليزي على كلّ طرازاته، من دون أن يعترف بهذا الأمر، لذلك سنعتبر أن استعمال هذا الهيكل معتمد على طراز Rapide S.
أما المحرّك، فالمنطق يقول أن Lagonda ستزود محركات الصانع الإنلكيزي الـV8 و الـV12. ولكن من المرجح أن يكون محرّك الـV12 سعة 5.9 ليترات ليولّد، وبتدخل فرع Q، حوالي 600 حصان. تماماً كما عدّل Q طرازي CC100 لشخصين ينعمان بثروة فاحشة. هذا جميل، ولكن ماذا عن دور Mercedes هنا، بعد امتلاك الأخيرة 5% من حصص الصانع الإنكليزي، فهل سيعتمد محرّك Mercdes على Lagonda لافتتاح هذا النمط الجديد في محركات Aston Martin؟ نقول ذلك لأن Daimler أصبحت تملك 5% من Aston Martin. كما أنهما أصبحتا أقرب من بعضهما، بخاصة لناحية التعاون في المحركات. وبمعنى آخر ستفيد Aston Martin من محركات AMG الـV8 والـV12 عبر تزويد طرازاتها الجديدة بها. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية Aston Martin للخروج من حقبة Ford. فبخطوتها هذه في شراء 1% زيادة في أسهم Aston Martin، شكلت Daimler دعماً قوياً للأولى، موفرة تمويلاً مهماً لها، خصوصاً أن Aston Martin لا تتبع أي صانع كبير يدعم إنتاجها، كما هو الأمر مع السيارات الرياضية الأخرى. فهل تقوم Daimler بشراء الصانع الإنكليزي كاملاً؟ الجواب: نعم، ولكن ليس بهذه السرعة خصوصاً أن Daimler عانت الأمرين في تجربتها مع Chrysler.
فكيف يترجم، عملياً، إقتناء Daimler هذا الـ1% الإضافي؟ الجواب: ستفيد Aston Martin من خبرة Daimler في الهندسة الكهربائية وفي تصنيع محركات V8. وهذا أمر مؤات للصانع الانكليزي، الذي يعاني من الإستجابة لمتطلبات المستهلك الحديث في مجال إلكترونيات داخل السيارة. وعانت Aston Martin كثيراً من رداءة تجهيزاتها الإلكترونية، مثل جهاز الملاحة المأخوذ من سيارات Volvo. إضافة إلى ذلك سيترجم التعاون على صعيد المحركات، كما أن Aston Martin تنوي إنتاج طراز SUV، وبالتالي، وبفضل هذا التعاون مع Daimler، سيشكّل طراز GL من Mercedes الأرضيّة الأساس لإنتاج هذا الـSUV. إذاً قد يكون محرّك Lagonda أول محركات Mercedes لدى الصانع الإنكليزي. لكن مهما كان المحرّك المعتمد فستزود Lagonda علبة سرعات أوتوماتيكية من 8 نسب والتي ستشق طريقها أيضاً إلى كل من طرازي Rapide و Vanquish من الصانع إياه.
وبالعودة إلى Lagonda الجديدة ستتوافر فقط في أسواق الشرق الأوسط، ولـAston Martin وحدها الحق في اختيار زبائنها. ما يعني أن الطرازات القليلة التي ستنتج من Lagonda لن تكون متاحة لجمهور أثرياء العالم. فمها بلغت ثروتك، إذا لم تكن من الشرق الأوسط ولم تختارك Aston Martin لشراء سياراتها، فإنك لن تحصل عليها إلا في الأحلام والصور.
ليس هناك معلومات كثيرة عن مقصورة هذه السيارة سوى أن أبوابها لن تزود إطاراً حديدياً، كما انها سنزود الجلد الفاخر والكونسول الوسطي إياه المعتمد عادة على كل طرازات الصانع الحديثة. وستتوافر شاشة عرض تخرج من لوحة القيادة، وستتميّز المقصورة بلمسات فاخرة من الخشب الداكن ومواد فاخرة اخرى.
قد يتذكر البعض السيناريو إياه الذي انطلق في العام 2008، عندما أعلن Ulrich Bez ، رئيس Aston Martin، ولادة Lagonda الجديدة مع خارطة طريق تؤدي إلى إنتاجها في العام 2012. لكن المسألة مختلفة اليوم إذ وجدت Lagonda، ويأمل من خلالها، رئيس Aston Martin، أن يطلق مجموعة Lagonda وبالتالي أن لا يقتصر الإسم على طراز واحد فقط، بل أن يصبح هذا الإسم مرادفاً للفرادة والتميّز والفخامة وباباً لتوسيع مجموعة طرازات الصانع الإنكليزي، بهدف استقطاب زبائن جدد والإنتشار في أكثر من 100 دولة، مقابل 43 اليوم. ومن الطرازات التي ستحمل إسم Lagonda، الفرع الفخم لدى الصانع الإنكليزي، طراز دفع رباعي سيبنى على قاعدة طراز GL من Mercedes وسيتوافر في الأسواق بحلول العام 2018.
إذاً Lagonda، طراز ultra فريد من نوعه، مخصص لمنطقة محددة من العالم وهي الشرق الأوسط، لا يمكن شراؤها إلا ممنّ تختارهم Aston Martin، ولا معلومات عن ثمنها. إنها خطوة Aston Martin الغريبة في تطوير أسطولها وإسمها واجتياح العالم بأناقة مدوية قد ترعب أسماء كبيرة في عالم السيارات المميّزة، بخاصة أنها رفعت سقف مفهوم الفرادة إلى مستوى وحدها الغيوم قد تطاله. فهل تنجح Aston Martin في خطتها؟


[email protected]
Twitter: @MGo8

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم