الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاف الاكراد يفرون الى تركيا هربا من "داعش"

A+ A-

افرج عن 46 رهينة تركيا بعد احتجازهم في العراق على ايدي تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف باسم "داعش" الذي حقق تقدما كبيرا في شمال سوريا ما ارغم عشرات الاف الاكراد على الفرار طالبين اللجوء في تركيا. وامام "الهجوم الواسع النطاق" الذي تشنه "الدولة الاسلامية"، ناشد مجلس الامن الاسرة الدولية "تعزيز" دعمها للحكومة العراقية.


واكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المواطنين الاتراك ال46 المحتجزين لدى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق اطلقوا ضمن "عملية انقاذ" نفذتها القوات الخاصة، من دون اعطاء المزيد من التوضيحات.
وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي يقوم بزيارة لباكو في بيان: "في وقت مبكر هذا الصباح استلمنا مواطنينا واعدناهم الى تركيا"ـ من دون ان يعطي توضيحات حول ظروف اطلاقهم.
لكن اردوغان اكد في وقت لاحق ان قوة من جهاز الاستخبارات حررت الرهائن. واضاف: "منذ اليوم الاول لعملية خطفهم، تابعت وكالة الاستخبارات هذه المسالة بصبر وعناية، واخيرا قامت بعملية انقاذ ناجحة".
واحتجز الرهائن الـ46 في 11 حزيران عندما سيطر جهاديو التنظيم على القنصلية التركية العامة في الموصل (شمال العراق)، مع ثلاثة موظفين من الجنسية العراقية.
وبحسب انقرة، فقد تم الافراج عن العراقيين الثلاثة "في وقت سابق"، من دون اي توضيح اخر.
ومن بين الرهائن القنصل العام وزوجته والعديد من الديبلوماسيين واولادهم الى عناصر من القوات الخاصة التركية.
وعاد الرهائن بالطائرة الى انقرة برفقة داود اوغلو حيث استقبلتهم عائلاتهم والمئات من انصار حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ.
وقال داود اوغلو الذي صعد الى اوتوبيس الركاب محاطا ببعض الرهائن "انهم ابطال مثل اولئك الذين اعادوهم الى تركيا". واضاف: "لقد انتظروا بكل صبر وفخر لقد رفضوا الانحناء، ظلوا صامدين. كان دافعهم صالح البلاد وشعبها". واشاد بالقوات الامنية التي "عملت بشكل منسق لكي تحررهم".
من جهته، قال القنصل التركي في الموصل اوزتورك يلماظ للصحافيين "لم افقد الامل يوما. ساتذكر دائما تجربتي هذه بكل اعتزاز".
ولم يكشف المسؤولون الاتراك عن تفاصيل العملية التي قام بها جهاز الاستخبارات.
وردا على سؤال لقناة خبر تورك، قال وزير الخارجية مولود شاويش اوغلو ان الرهائن عادوا الى تركيا عن طريق سوريا.
ونقلت وسائل اعلام تركية عن مصادر مقربة من جهاز الاستخبارات ان السلطات لم تدفع اي فدية مقابل اطلاق الرهائن. واضافت ان الخاطفين عمدوا الى تغيير مكان احتجازهم ست مرات كما تاجلت العملية التي ادت الى تحريرهم مرارا كذلك.


فرار الاكراد


في غضون ذلك، اعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كرتلموش ان قرابة 45 الف كردي هربوا الى تركيا قادمين من سوريا منذ الخميس بسبب المعارك بين المقاتلين الاكراد وتنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال شرق سوريا. وقال غداة فتح الحدود التركية امام اللاجئين "حتى هذه الساعة، عبر 45 الف كردي من سوريا الحدود ودخلوا الى تركيا من ثماني نقاط عبور مختلفة".
وقد اضطرت تركيا الجمعة لفتح حدودها بشكل طارىء لاستقبال الاف من اكراد سوريا مرغمين على الرحيل بسبب تقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية).
وبعد رفضها لبعض الوقت دخول هؤلاء اللاجئين، سمحت السلطات التركية في نهاية المطاف بدخول الاف الاشخاص ظهرا الى بلدة دكمداش غالبيتهم من النساء والاولاد والمسنين.
وبررت الحكومة الاسلامية المحافظة في انقرة هذه البادرة "الاستثنائية" بشراسة المعارك الدائرة في الجانب السوري.
وقال حاكم محافظة شانلي اورفة عز الدين كجك "قررنا استضافة هؤلاء السوريين اضطرارا لانهم كانوا محصورين في ارض محدودة جدا ومهددين بالمعارك".
وكذلك عبر 300 مقاتل كردي على الاقل الحدود التركية الى سوريا ليل الجمعة لمحاربة "الدولة الاسلامية"، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان واوضح ان المقاتلين الاكراد انضموا الى وحدات حماية الشعب الكردي السورية لقتال التنظيم المتطرف الذي يسعى الى السيطرة على بلدة عين العرب.
وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الاكراد والدولة الاسلامية مساء الثلثاء في محيط هذه البلدة حيث تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على قرابة ستين قرية ليحكم حصاره لبلدة كوباني المعقل الكردي على الحدود مع تركيا.
وقال مصطفى عبدي مدير محطة "ارتا اف ام" الاذاعية المحلية لرويترز عبر الهاتف من اطراف كوباني الشمالية "الدولة الإسلامية تقتل اي مدني تجده في قرية." وأضاف أنه رأى الاف الأشخاص ينتظرون عبور الحدود إلى تركيا. واضاف: "الناس يفضلون الفرار على البقاء والموت..(تريد الدولة الإسلامية) القضاء على اي شيء كردي. هذا يثير حالة من الرعب". واكد "وقوع مذابح في قرى شرق (اقليم) كوباني الشرقي".
وكتب عبدي على صفحته على فيسبوك إنه تم توثيق قتل 34 مدنيا من النساء وكبار السن والأطفال والمعاقين. وقال إنه تم اجبار سكان 200 قرية على الفرار.
ودعا الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني لتدخل دولي لحماية كوباني من تقدم "الدولة الإسلامية" مطالبا بضرب مقاتلي التنظيم والقضاء عليهم اينما وجدوا.
وتعد الولايات المتحدة خطة للقيام بعمل عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وكان التنظيم سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
وتتواصل الدول الغربية مع حزب الاتحاد الديموقراطي وهو الحزب الكردي الرئيسي في سوريا منذ ان حققت "الدولة الإسلامية" تقدما خاطفا في العراق في حزيران.
وقال الجناح العسكري للحزب ان لديه 50 الف مقاتل وذكر ان مشاركته في الائتلاف الذي تحاول الولايات المتحدة تشكيله لمحاربة "الدولة الإسلامية" أمر طبيعي.
ولكن مثل هذا التعاون قد يكون صعبا بسبب علاقة اكراد سوريا ب"حزب العمال الكردستاني" الذي تعتبره عدد من الدول الغربية منظمة ارهابية بسبب أعمال العنف التي ارتكبها من أجل حقوق الاكراد في تركيا.
ودعا "حزب العمال الكردستاني" شباب جنوب شرق تركيا وهو المنطقة التي تسكنها غالبية كردية إلى الانضمام للقتال ضد "الدولة الإسلامية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم