الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أشجار تقتلع بحجة "مصلحة المواطن"

المصدر: "النهار"
ساريتا سعد
A+ A-

يوماً بعد يوم تتضاءل نسبة المساحات الخضراء في بيروت لتحلّ مكانها الكتل الاسمنتية العشوائية التي تحجب الرؤية، وتخنق القلب، وتحبس الأنفاس. ولكثرة ما ضاقت بنا العاصمة وضواحيها، لا يستطيع إنسانٌ ان يرى شجرةً تقطع إلّا ويتساءل: ما السبب؟ ومن أين لهم الحق؟ أيمتلكون ترخيصاً؟


وانطلاقاً من هذه الغيرة "الغريزية"، لفتنا اليوم حوالى الساعة الثامنة مساء تجمهرعدد من العمال على اوتوستراد الدورة- الكرنتينا كانوا يقومون بقطع أشجار معمرة. ولدى سؤالنا عن سبب اقتلاعها، أفاد أحد المشرفين على الورشة انّ الهدف "خدمة المواطن وتوسيع الطريق لتخفيف الزحمة وتفادي حوادث السير التي قد تتسبب بها".
كان صوت محرك الجرافة طاغياً في المكان، وبدا 5 عمال منهمكين في اتمام المهمة خلال دقائق. سألنا عن الترخيص، فأكد المشرف ان وزارة البيئة منحتهم إياه.
التقاط الصور ليلاً لا يفي بالحاجة غالباً، فالسواد يكاد يطمس لون الاخضر الذي تفتقده العاصمة يوماً بعد آخر، وكذلك مشهد الاشجار واغصانها وجذورها الملقاة ارضاً.
في الواقع، تبدو الاعمال "قانونية". هؤلاء العمال يقولون انهم استحصلوا ترخيصاً، وهو ترخيص يبدو شبيهاً بعشرات غيره تشرع اقتلاع الاشجار لأهداف وحجج مختلفة، منها مصلحة المواطن، وكأن الحفاظ على المساحات الخضراء ليس من مصلحة المواطنين.
وكما يقول المثل الشعبي: "حجّة ما بتقلي عجّة"، وحجّة الترخيصات هذه ليست مقنعة تماماً ولن تكون.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم