الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

يفرون من حصار غزة فيموتون غرقاً ضحية المهربين

المصدر: خاص – "النهار"
A+ A-

تحول حلم الفرار من السجن الكبير في غزة والهجرة الى أوروبا الى كابوس آخر للموت العشوائي، وذلك بعد وقوع عدد كبير من الشباب والعائلات الغزاوية ضحية صراع مافيات التهريب. فأكثر من 400 فلسطيني من قطاع غزة قضوا جراء غرق سفينة تقل مهاجرين غير شرعيين بالقرب من شواطىء مالطة الاسبوع الماضي. الامر الذي سلط الاضواء من جديد على مأساوية الوضع الانساني في القطاع الذي رغم مرور اسابيع على وقف اطلاق النار ما يزال الناس يعيشون من دون أفق للحياة بين ركام منازلهم في ظل ظروف صعبة للغاية، وحصار خانق لا يرحم من جميع الجهات، بحيث اصبحت الهجرة ملاذهم الوحيد للفرار من الموت البطيء.
واستناداً الى البيان الرسمي الصادر عن السفارة الفلسطينية في اليونان فان حادثة الاغراق وقت عمداً، وان سفينة مصرية تحمل اسم "الحاج رزق" ارتطمت بسفينة المهاجرين واغرقتها على حدود المياه الاقليمية المالطية، وان الجزء الاكبر من ركاب السفينة كانوا من قطاع غزة.
تأتي هذه المأساة في ظل الحصار الشديد الذي يعانيه اهالي القطاع منذ سنوات والذي ازاداد حدة ووطأة بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، بحيث اصبحت اي عملية للخروج من غزة شبه مستحيلة، من هنا لجوء عدد متزايد من سكان القطاع الى العبور بطرق غير شرعية عبر الانفاق نحو معبر رفح في مصر من هناك الهجرة غير الشرعية من طريق البحر.
ويبرز من بين اسماء المسؤولين عن شبكات التهريب اسم ابو حماده السوري، المقيم في مصر والذي لديه عملاء في القطاع غالبيتهم لهم علاقات بمراكز السلطة في غزة ومصر. واستناداً الى شهادات جمعتها صحيفة "هآرتس" (17/9)، فان كل من يريد الهجرة يجب ان يدفع مبلغاً يتراوح بين 3500 الى 4000 دولار الى المهرب، ينتقل بعدها الفلسطينيون عبر نفق صغير نسبياً يزحفون داخله للوصول الى الجزء المصري من معبر رفح، حيث يكون في انتظارهم باص صغير ينقلهم الى مرفأ بور سعيد، وهناك ينتظرون في مكان معد لهم مسبقاً بضعة ايام حتى يحين موعد سفرهم. يجري هذا في ظل تواطؤ صامت بين السلطات المصرية وبين المهربين لقاء عمولة معينة.
ينتظر الفلسطينيون في بور سعيد وفي اماكن اخرى موعد سفرهم ومن هناك ينطلقون الى الإسكندرية حيث يصعدون الى القوارب. وكل قارب يحمل مئات الركاب وبعد اجتيازهم المياة الإقليمية المصرية يكون هناك قارب آخر في انتظارهم وسط المياه الدولية يصعد اليه المهاجرون في طريقهم الى أوروبا. في غالبية الاحيان تكون هذه القوارب قديمة وغير آمنة وتستغرق الرحلة الى أوروبا سبعة ايام ، وغالباً ما تكون محفوفة بالكثير من المخاطر.
يروي احد المهاجرين من الذين نجحوا في الوصول الى أوروبا لصحيفة "هآرتس" انه لدى اقتراب السفينة من الشاطىء يحدث واحد من امرين: اما ان تبعث السفينة بنداء استغاثة وتنتظر مساعدة سلاح البحرية الايطالي او الصليب الاحمر؛ أو يقفز المهاجرون الى البحر مع طوافات انقاذ حتى يصار انقاذهم من قبل حرس الشواطىء او الصليب الاحمر. حينها يعلن المهاجرون انهم اما سوريون او فلسطينيون فروا من سوريا ويطلبون اللجوء فراراً من الحرب في بلدهم. فينقل المهاجرون الى معسكرات خاصة وينتظرون بضعة ايام. لكن نفوذ المهربين يصل ايضاً الى أرووبا. فبعد ايام يأتي ممثلون عن الشبكة ويوقعون الوثائق المطلوبة لاطلاق سراحهم. ويطالب العديد من المهاجرين المغادرة الى دول مثل ألمانيا واسوج اللتين تنتهجان سياسة اكثر انفتاحاً حيال المهاجرين، بحجة ان لديهم اقارب هناك ينتظرونهم.
حتى الآن، ليست هناك تقديرات دقيقة لحجم ظاهرة الهجرة غير الشرعية في قطاع غزة لكن جميع المؤشرات تدل على انها ازدادت بصورة ملحوظة بعد الحرب الاخيرة. وتطالب جمعيات حقوق الانسان السلطات المصرية محاربة هذه الظاهرة من خلال العمل على رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر للتخفيف من ضائقة سكان القطاع، فهل من يستجيب؟


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم