الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جوقة الجيش الأحمر أصوات قادرة وأجساد مرنة \r\nسحرت الجمهور اللبناني ببرنامجها المنوّع والعصريّ

رلى معوض
A+ A-

مزيج من الموسيقى والاصوات الجميلة القادرة، ومن الليونة والمرح، ورقص بديع متقن غلفته ثياب جمعت ابهى الالوان، حرّكتها اجساد تتقن اقتباس الموسيقى وعيشها، قدمتها جوقة الجيش الاحمر الروسية في أمسيتين توالياً على مسرح واجهة بيروت البحرية. هذه الفرقة العسكرية مؤلفة من موسيقيين ومغنين وراقصين، تأسست العام 1928 تحت رعاية وزارة الدفاع الروسية، وفي ريبيرتوارها الموسيقى الروسية التقليدية، والموسيقى المقدسة، وأغان اوبرالية وموسيقى شعبية، لتحفيز العسكر ورفع معنوياتهم. وهذا ما اضفى على عروضها كثيراً من الفكاهة والتسلية، والتي ابقتها حتى بعد تحولها اكاديميا ومواكبتها الموسيقى المعاصرة.
في الامسية الفنية في لبنان استقبلتنا بالنشيدين الروسي ثم اللبناني، ودهشة الحاضرين كانت حين سمعوا كلمات النشيد الوطني يغنيها الكورس بالعربية ليكمل المقاطع معهم الفنان سامي كلارك، حفظوا الكلام افضل من معظم سياسيينا، واكملوا ببرنامج منوع واداء لم يخلُ من المرح والفكاهة، كأن يتبادل المغنيون الادوار او ان يدخل أحد الراقصين فجأة على المسرح. في بيروت قدموا الاسطورة الروسية معصرنة، وبرنامجا منوعا فيه كمّ من الاغاني الكلاسيكية والمعاصرة، والتي استساغ الجمهور سماعها (وان كان انتقدها البعض لأنها تفقد الفرقة جزءاً من هيبتها)، وعدداً كبيراً من اغانيهم التقليدية والشعبية التي اصبحت جزءاً ثابتا في برنامجهم، وامتزجت ملابس الراقصين ببهاء الوانها مع الملابس العسكرية للكورس والموسيقيين وقائد الاوركسترا.
على "استراحة العسكر" رقصت الفرقة، لتأتي بعدها اصوات الكورس متماوجة مع "موجات نهر الحب"، ثم "نشيد الفرح"، وبعدها استمتعنا بأصوات المغنين المنفردين، من اليكسي فولزانين، والرائعة ناتاليا كورغانسكايا مع مارك نوفيكوف في "الاجراس الثلاثة" ثم اداء مرح من فيكتور غروموف "لو كنت غنيا".
انتهى القسم الاول بباليه "رقصة الاعياد" لتفتتح ناتاليا بصوتها القسم الثاني، وقدمت خلاله الفرقة بعض الاغاني التي من خلالها دخلت الى معظم المهرجانات العالمية والقاعات الموسيقية الكبيرة. وفي أجواء الاوبرا مع "نيسون دورما" من اوبرا "توراندو" لبوتشيني، اطل التينور اليكسي فولزانين، ثم "امينو" من الكسندر لوكاتشيفيتش وبعض الاغاني الاميركية التي اداها اليكسي دميترييف، منها "غيت لاكي" لفرقة دافت بانك، التي حلت في المرتبة الاولى في عدد من البلدان العام الماضي، واغنية توم جونز الشهيرة "سكس بومب"، وكان عزف منفرد لخمسة موسيقيين على البلالايكا الالة الوترية الروسية الشبيهة بالعود. عناصر منتظمة، تتمتع بموهبة وحرفية عاليتين، وراقصين منتظمين اداؤهم بديع، تركوا لنا الاغاني التقليدية الروسية للختام، "اوتشي تشورنيه" (العيون السود) الميلوديا الغجرية التي فيها الكثير من الحنين والنوستالجيا، و"كالينكا" اغنية الحب الشاعري المسلية والمرحة وغيرها.
وكانت اول فرقة للجيش الروسي انطلقت مع 12 جندياً فناناً بقيادة استاذ الموسيقى في الكونسرفاتوار الروسي الكسندر اليكسندروف. وفي عام 1933 توزع اعضاؤها الـ300 الى 3 مجموعات، الكورس والموسيقيين والراقصين، وقدموا مئات الحفلات لدعم الجنود المنتشرين على الجبهات. وبعد وفاة مؤسسها تسلم ابنه بوريس الدفة حتى العام 1987 وكان اسم الفرقة قد تحول الى "المجموعة الاكاديمية اليكسندروف للغناء والرقص للجيش الروسي" في عام 1978. وفرقة ثانية "جوقة الجيش الاحمر" اسستها وزارة الداخلية في عام 1939 بقيادة الكسندر فاسيليفيتش، وخلفه الجنرال فيكتور ايليسييف في عام 1985 ولاقت رواجا كبيرا في العالم لانها عصرنت برنامجها منذ الثمانينات من القرن الماضي، مما فتح امامها المجال لجمهور أوسع واكثر تنوعا. وهي الفرقة العسكرية الوحيدة التي نالت النجمة البلاتينية والعديد من اعضائها نالوا لقب "فنان شرف روسي"، وهي تقدم العديد من الحفلات الشعبية الناجحة التي شاهدها الملايين في كل أنحاء العالم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم