الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عوامل وراء قلق ايران من التحالف الدولي لضرب "داعش"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

لا تريد أميركا الدخول في "شد حبال" مع إيران حيال التحالف الدولي لمواجهة "الدولة الاسلامية"، فهي تتفادى تحوّل العدو حليفاً، في المقابل تهرب طهران من خانة العزل بعدما غُيّبت عن مؤتمر باريس الاخير، وتواجه بضرب هدف التحالف من مضاد للتطرف والارهاب إلى ذريعة لاميركا كي تتصرف كما تشاء.


في رأي الباحث طلال عتريسي، ان طهران تطعن بالتحالف "لأنه لم يعلن الوجهة التي يريد استخدامها بضرب "داعش"، فهل سيضربها في العراق وسوريا؟"، ويضيف: "الظاهر انه لن يضرب داعش في سوريا بشكل مركز". وهذه النتيجة توصل عتريسي الى ربط القضية باحتمالين الأول: ضرب "داعش" في العراق لكي تعود وتتجمع في سوريا، والثاني: ان يستفيد الاميركي من التحالف لتوجيه ضربات إلى سوريا.
المخاوف الايرانية ناتجة أيضاً عن استبعاد روسيا من التحالف، ويقول عتريسي: " لا تستطيع ايران أن تكون شريكة في مشروع لسنوات طويلة من دون ان يسبقه تفاهم او حلول بين الطرفين او للملفات العالقة بينهما".


حذر
"هناك حذر ايراني من الدول العربية أكثر من اميركا"، في رأي النائب فريد الخازن الذي يرى ان لا كباش بين الطرفين بل "وجهات نظر مختلفة"، ويعتبر ان هذا الامر "طبيعي"، ويذكر بأن "الحوار بين اميركا وايران بدأ منذ فترة حول الموضوع النووي ولم يستكمل بعد، وسيتابع بعد اسابيع، وهذا الملف اهم واقوى من ملف "داعش".
ويشير إلى أن "ايران حذرة من الحملة الاميركية، خصوصاً ان الضربات العسكرية من الجو لازالة داعش لا تكفي، ما يعني في نظر ايران ان هناك حلقة مفقودة من العملية العسكرية، وربما ان الصورة ليست واضحة بعد بالنسبة إلى الاميركي والدول العربية التي هي تضع الفيتو على الايراني اكثر من أن الايراني يضع الفيتو على مشاركته". ويؤكد أن "لدى الفريقين مصلحة مشتركة بضرب داعش".
اميركا مترددة في شأن اي ضربة عسكرية لـ"داعش" في سوريا، خصوصاً ان النظام السوري طالبها بـ"اذن مسبق"، فذهبت الى الاعلان عن دعم للمعارضة المعتدلة في سوريا، لكن عتريسي يقول: "ليس معلوماً بعد اذا كانت اميركا ستدعم المعارضة المعتدلة من اجل ضرب داعش او من اجل استمرار القتال ضد النظام".
ولا يزال الموقف الاميركي بالنسبة إلى عتريسي "الاقرب إلى الموقف السعودي، وكأنه يعود إلى الوراء ليتحالف مع الدول الاسلامية السنية، لضرب داعش التنظيم السني، فيما تحالف في السابق مع الشيعي في العراق وهو يمثل اعادة نظر في المواقف".
ويرى عتريسي ان ضرب "داعش" لا يحتاج إلى تحالف دولي ولا خطة من 10 سنوات، بل "يقتضي أمرين: وقف التمويل واغلاق الحدود التركية، وخنق داعش"، ويقول: "ايران قلقة الا يكون هذا التحالف يستهدف داعش فقط، وهي اليوم اعلنت دعمها للحكومة العراقية، لانها لا تريد الدخول في صراع مباشر مع داعش، حتى لا يتخذ الاشتباك بعداً سنياً – شيعياً".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم