الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أنا أترشح إذاً أنا موجودة

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
A+ A-

تنتهي مهلة تقديم طلبات الترشح للانتخابات النيابية منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء. كثيرون قدموا أوراقهم أملاً بالفوز وتغيير الواقع اللبناني السيئ، وآخرون رغم معرفتهم مسبقاً أن الانتخابات لن تجري "بسبب الوضع الامني"، لكن تحسباً "بلكي صار ما صار". نواب حاليون وآخرون توجهوا وقدموا أوراق ترشيحهم رغم معرفتهم بإمكان "التمديد" للمجلس النيابي الحالي "غير الدستوري ". اللافت في هذا الموضوع كان ترشح 30 سيدة ليؤكّدن حقهن في المشاركة بالعمل السياسي واصرارهن على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها.


في المجلس اليوم 128 نائبا، 124 منهم ذكور و4 نساء هم جيلبرت زوين، ستريدا جعجع، بهية الحريري ونايلة تويني. من هنا كان إصرار هؤلاء النساء على ضرورة الترشح للتأكيد على اهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية ودورها المهم في عدد من المواضيع الاجتماعية اللبنانية والتي من الممكن ان تكون ورقة ضغط على باقي الطاقم السياسي.
30 سيدة قدمن أوراقهن الاسبوع الماضي، واصدرن بياناً أكّدن فيه "أن المرأة اللبنانية لن تتأخر في أداء دورها وتثبيت وجودها في الحياة السياسية اللبنانية"، معلنين رفضهم الواضح للتمديد. كما شدّدن على انهن سيعملن جاهدات وبجدية على مناصرة قضايا المرأة، لاثبات قدراتهن في المجتمع".


المرشحة عن المقعد الشيعي في النبطية
نعمت بدر الدين، تعرّف عن نفسها بأنها مواطنة لبنانية تبحث عن كيفية استحصال حقوقها وتنفيذ واجباتها، وهي مرشحة عن المقعد الشيعي في النبطية. كانت احدى المشاركات في برنامج "الزعيم" الذي عرض على قناة "الجديد"، تحمل إجازة في العلوم السياسية وعلم النفس العيادي، اضافة الى ديبلوم في العلاقات الدولية، وهي في صدد اكمال شهادة الماجيستير. تعمل في مجال الاعلام منذ 2003 وتنشط لاكثر من 14 سنة في مجالات اجتماعية عدة تهم المجتمع اللبناني. تعتبر بدر الدين انها تعمل من اجل الوصول الى مجتمع علماني في لبنان حيث الدولة تحترم مواطنيها، وتؤمن لهم الحد الادنى من العيش الكريم.


ترشحت للانتخابات النيابية السنة الماضية، بعد مشاركتها في برنامج "الزعيم"، وتشدد على ان ترشحها في المرتين (هذه السنة والمنصرمة) تأكيد على انها مواطنة لبنانية لديها كفاية تستطيع توظيفها في خدمة بلدها. ترفض الشابة التمديد وهي تشارك في التحركات للمطالبة باجراء الانتخابات النيابية، "نحن نفقد الديموقراطية من خلال الغاء الانتخابات، وترشحنا تأكيد على مبدأ انه من حقنا الترشح واختيار ممثلينا واحترام حياتنا الديموقراطية وتطبيق الدستور". وتشرح ان ترشح السيدات هو "ترشح سياسي ضد طبقة سياسية تتذرّع بالأمن لعدم اجراء الانتخابات ".


الفوز صعب
في حديث مع "النهار"، تشير الى انها عملت على برنامج انتخابي يُعيد اصلاح ما افسدته الطبقة السياسية، فممارسات هذه الطبقة "تؤكد لنا ان عملنا سيكون الحل الوحيد لاخراج لبنان من محنته... هناك عجز كبير في مؤسساتنا، ويجب ان يدخل دم جديد كي نتقدم بلبنان الى الامام وتشكيل مسار مختلف يؤدي إلى تغيير طبيعة عمل المجلس".
رغم معرفتها ان فوزها صعب، وان معركة التغيير في لبنان صعبة، "بدي ضلني ناضل ... ما فيني احبط من مرة واثنين"، مضيفة "بنضالنا سننقل الامل الى جيل بكامله كي لا يترك بلده ويغادر".
المرشحة عن المقعد السني في زحلة، المحامية والناشطة الاجتماعية ربى شكر، تشير الى انها ترشحت لانها تشعر بمسؤولية تجاه بلد يقف على شفير الهاوية. " نريد ان نغيّر لصالح البلد"، تعيد ما يكرره اللبنانيون يوميا، "مجلس النواب معطل، لا يجوز أن يمدد له، نرفض التجاوزات القانونية والدستورية... الوضعان الاجتماعي والاقتصادي سيئان، من هنا انطلقنا ان الواقع السياسي لم يغيّر أي شيء في لبنان ونحن نريد تغيير هذا الواقع". وتؤكد انه "من حقنا الترشح و ان نقول "لا للتمديد"، يجب اجراء الانتخابات"، وهي على يقين انها قد لا تصل الى الكرسي النيابي.


رسالتان الى السياسيين واللبنانيين
وجهت ربى رسالتين، الاولى للطاقم الباسط سلطته على الساحة السياسية، قائلةً: " كفى تجاوزات، كفى لا مسؤولية واستهتار بعقول الناس وبحقوقهم". أما للبنانيين فتوجهت اليهم بالقول "بصوتك رح تنقذ أجيال، استفق ايها اللبناني من غيبوبتك لا نريد اعادة التاريخ".
عن مقعد الروم الارثوذكس في البقاع الغربي وراشيا ترشحت نورما الفرزلي، التي تنشط في العمل الاجتماعي. ليست المرة الاولى، ورغم انها لا تنجح تعيد وتترشح بعد اربع سنوات من دون كلل او ملل. ترى في حديثها مع "النهار" ان الكوتا النسائية ستكون نقطة عبور لكثير من النساء لكي يصلن الى موقع المسؤولية والعمل على الكثير من المشاريع التي من شأنها تطوير البلد، وتستدرك لتقول:" حتى هناك رجال يمكنهم ان يعملوا من اجل لبنان، وهم مغيبون نتيجة احتكار السلطة من رجال السياسة الحاليين.


ما رأي المجتمع المدني؟
يحاول المجتمع المدني مراراً وتكراراً "تغيير" الوضع الحالي، لكنهم عبثاً يفعلون. ترشحت هذه السيدات السنة الماضية وقلن: "لا للتمديد"، لكنهن لم ينجحن في تغيير القرار السياسي. ترشحن ليقلن ان النساء موجودات ويستطعن التغيير. يقول الناشط في المجتمع المدني فارس حلبي إنه رغم الاحتكار السياسي تعتبر خطوة هؤلاء السيدات ايجابية، خصوصاً ان عدد النساء في المجلس النواب الحالي لا يتعدى الأربعة، ورأى ان ترشحهن قد يشكل قوة ضاغطة على المجتمع بهدف حض النساء على الترشح.
يشدد فارس على ضرورة ان تشارك هذه السيدات في الحملة ضد التمديد، وعند سؤاله عن فرضية ما اذا كانت هذه السيدات ينتمين الى احزاب، يؤكد ان الاهمية تكمن في ترشح العنصر النسائي المفقود في مؤسسة مجلس النواب وحتى في الاحزاب اللبنانية، لا سيما أن الكوتا النسائية لم تقر، رغم معارضتنا مبدئها إلا انها تشكل قفزة نحو مشاركة نسائية اكبر في العمل السياسي.
هل سيصلن الى مجلس النواب؟ يجيب: "هناك صعوبة كبيرة خصوصاً انهن يقفن في وجه المحادل السياسية ليس فقط لانهن نساء، فالرجال حتى في هذه الحال يصعب عليهم اختراق اللوائح المطروحة".
اما الناشطة ريم قائدبي فترى ان هذا الترشح جيد بالنسبة إلى السيدات، وتشير الى ان وجود السيدات في مجلس النواب يمكن ان يشكل قوة ضغط لاقرار قوانين او تعديلها، وأن يحسن وضع المرأة في لبنان ومواضيع كثيرة اخرى قد تفيد لا المرأة حصراً بل البلد عموما. وتؤكد ضرورة تواجد العنصر النسائي على الساحة السياسية.
تعتبر ان ترشحهن، رغم صعوبة نجاحهن، تأكيد ان المرأة موجودة في المجتمع، وتضطلع بدور تغييري ما لم يستطع النواب الذكور الحاليون والسابقون فعله.
"بدنا نغيّر"، عبارة قد يكون ليس من السهل تحقيقها، لكن رحلة التغيير لا بدّ من أن تبدأ بخطوة وبالتأكيد للمرأة دور جوهري فيها. المرأة شبه مغّيبة اليوم على صعيد القرار السياسي... فهل تستطيع النساء صنع التغيير المنتظر؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم