الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبناني اخترع روبوتاً ينفذ عمليات عسكرية... "ولا أحد يدعم"!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

بعد معركة عرسال الأخيرة وأسر العسكريين اقتنع الجميع بضرورة الاسراع في تسليح الجيش اللبناني، لكن رغم الضجة الاعلامية التي واكبته، لم يقتنع أحد بعد بأهمية مشروع الشاب اللبناني علي يونس الذي يسعى إلى ادخال عالم الروبوتات إلى الجيش، ولأن "لا حياة لمن تنادي" في هذه الجمهورية، قرر والد علي الدكتور جمال يونس اللجوء الى شركات الأسلحة علّها "تستجيب".


روبوت تكتيكي
STD أو Sentry Tactical Drone (روبوت تكتيكي دفاعي) هو اسم النموذج الذي عمل عليه يونس ابن مدينة صور الجنوبية. انه روبوت ينفذ عمليات عسكرية من الممكن ان تتعرض فيها حياة الجندي إلى الخطر، كاقتحام المواقع المحصنة عسكرياً او القيام بمهمات استطلاع او اختراق مواقع. وفي الشكل هو عبارة عن دبابة تستطيع السير على تضاريس وعرة بسهولة وبسرعة، فضلاً عن امتلاكه ميزة صعود السلالم.
ومن روسيا حيث يتابع يونس تعليمه الجامعي في طب الاسنان، حدثنا هذا الشاب العشريني عن طفله المدلل الذي ولد خلال شهرين فقط بعد تأمين المعدات اللازمة ورسم المخطط، وكان الهدف من الاختراع "زيادة امكانيات الجيش العسكرية لمواجهة التحديات من دون تعرض حياة الجندي إلى الخطر"، بحسب ما قال يونس لـ"النهار".


مدرّع وانتحاري
للروبوت قدرة دفاع عالية، تسمح له بخلع الابواب وسحب الجرحى، وهو مجهز بكاميرا ومنظار ليلي، ومن الممكن تجهيزه بكاميرات حرارية وبأنواع من الأسلحة الرشاشة وقواذف القنابل دخانية كانت أم متفجرة. انه مدرّع لا يتأثر باطلاق الرصاص عليه وبحسب يونس: "يستطيع STD تتبع الاهداف تلقائياً، ومن الممكن استخدامه كمضاد جوي او لمراقبة الحدود او حراسة مواقع عسكرية، وهو مجّهز للتحكم به عن بعد ويمكن لأي جندي التعلم على استخدامه بأقل من ساعتين".
واطلع يونس على روبوتات اميركية وفهم سير المعارك، ووضع احتمال أسر STD، فخصص مكاناً لعبوة ناسفة تمكن المتحكم من تفجيره عن بعد. وزنه 90 كلغ وسرعته 12 كلم بالساعة، بحسب تضاريس الأرض، ويمكن التحكم به من على بعد كلم إلى 10 كلم وهو قابل للتعديل ليصبح أكثر سرعة واقل وزناً".


250 ألف دولار كلفته في اميركا
سنتان من التخطيط والتصميم وجمع القطع وتأمين المال، وخلال شهرين فقط ولد لدينا هذا الروبوت الذي يستطيع التصدي لاهداف تلقائية، كما وفّر يونس فيه ميزة القيام بمهمات مبرمجة مسبقاً كالاتجاه نحو نقطة ما وحراستها من دون ان يتحكم به أحد.
لم يحصل يونس على التمويل من أحد، وغياب اي مساندة او اهتمام من الجهات اللبنانية اخّر في انهاء التصميم.
كلفه STD نحو 10 الاف دولار، من دون أسلحة أو مناظير (ليلية او حرارية) لأن كلفتها تتخطى كلفة الربوت نفسه، ويقول: "اذا اردنا صناعة روبوت متكامل مع الاسلحة قد تصل كلفته إلى 40 الف دولار، ورغم ذلك تبقى كلفة صغيرة لأن الروبوت الاميركي بالمواصفات نفسها كلفته 250 الف دولار".


STD بين الجيش و"حزب الله"
منذ العام 2012، يحاول يونس تجنيد STD في الجيش اللبناني، وقدم أكثر من طلب لقيادة الجيش من أجل تسليح الروبوت وتطويره وتجريبه، ويقول: "لا ميزانية للجيش لتطوير الأسلحة واي معاملة أو اذن لاجراء عملية ما تحتاج إلى وقت طويل"، آسفاً لغياب الجهة اللبنانية التي تؤمن بقدرات الروبوتات، "علماً ان كل جيوش العالم المتطورة باتت تجّهز مثل هذه الاسلحة الشبيهة". يملك يونس الأمل في احتضان مشروعه، قائلاً: "وصلت هبة مليار دولار كدعم، واذا كانت هناك ارادة فانا مستعد".
ألم يهتم "حزب الله" أيضاً؟ يجيب يونس: "لم يتواصل معي أحد من الحزب، وفكرت بهذا الاتجاه، لكن الأمر قد يعرضني حينها للاغتيال أو يضطرني للهرب، وانا "مش مضطر ابقى" مختبئاً او مطارداً".


والد علي: ما حدا بيقدر
لدى والد علي نقمة على المسؤولين في لبنان، ويصف مشروع ابنه بـ"الثوري"، ويقول بحسرة: "لو في حدا بيقدّر كان اهتم... حرام... المشروع مجموعة من الاختراعات في اختراع واحد".
ويضيف: "لا احد يفهم في لبنان فكرة الروبوت، وفي إحدى المرات ذهبنا لزيارة أحدهم ناقلين له المشروع، وعندما وصلنا على الموعد قالوا لنا انه خرج... كان علي يريد ان يريهم ما نجح في اختراعه".
ولا يعوّل والد علي اليوم على المسؤولين اللبنانيين، بل راح يبحث عن شركات بيع الاسلحة التي ستهتم على قاعدة "Business is busines" بالـ STD ، وبدورها تعود وتبيعه للجيش "لأن لا أحد يشجع رفع علم لبنان عالياً... للأسف".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم