الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الليطاني والقرعون...بحاجة اليكم

المصدر: زحلة - "النهار"
دانيال خياط
A+ A-

يدعوكم نهر الليطاني وبحيرته القرعون، في اقرب وقت، وزارات، بلديات، جمعيات، وسائل اعلام وافرادا، بالتعاون مع "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني"، وبعد ان جعلتموه مستقرا لنفاياتكم السائلة والعضوية، ان تقيموا حملة لتستعيدوا مخلفاتكم. وذلك بعد ان انحسرت مياهه، نتيجة الشح بالمتساقطات هذه السنة، فبان قعره وظهرت معه القاذورات التي استقرت فيه، وبانت ايضا بعضا من ثرواته. ولتكن "حملة ردّ الاعتبار للنهر الوطني".


"الشوفة غيرها الخبرية"
هي فرصة متوافرة الآن، لتنظم ضمن النطاق العقاري لكل بلدية، حملة تلتقط فيها الايدي النفايات وتجمعها وتنقلها الى حيث كان يجب ان ترمى منذ البداية، ولكن ايضا لتعمل الجرافات والحفارات على رفع ما تراكم في قعر النهر وبخاصة عند الجسور، حتى عندما تتدفق المياه هادرة من جديد في النهر، لا تعيبوا عليه فيضانه، وتتهمونه بالتخريب، مطالبين بتعويضات عن تقصير. ولتكن رحلة على مصبات مجارير الصرف الصحي والصناعي، لان "الشوفة غيرها الخبرية" عبر شاشات التلفزة، فيدرك المواطنون ان تلك بضاعتهم التي يكمون انوفهم من روائحها ويشيحون بانظارهم عنها تقززا، والنهر انما يردّها لهم. وبدل ان يشفقوا على انفسهم عند كل مقالة او برنامج عن تلوث الليطاني، يستعيدون زمام المبادرة لانقاذه كونهم منبع كل السلطات.
لكنها فرصة ايضا لاعادة اكتشاف حوض الليطاني وبحيرة القرعون، بما يحوانه من ثروات. ليحدثّ الباحثون، اهل العلم، معلوماتهم حول بيئة النهر، جيولوجيا، وجغرافيا، وعلم نبات وحيوان، وكيمياء، والمنابع التي لا تزال تغذيه ببقع مياه، تناضل فيها الحياة من سلاحف واسماك وطيور والحشرات غيرها من الحيوات البرمائية، وتنافسهم عليها مضخات الري الزراعية، وصهاريج بيع المياه.


"جسر الدير"
والمسير في مجرى نهر كان يوما هادرا، درس في التواضع للانسان امام الطبيعة. فلا تنسوا ان تحضروا معكم كاميراتكم، لان الليطاني كما بحيرته يحتفظان لكم في كل خطوة من رحلتكم، على مفاجأة، على مشهد يسرّ العيون وعدسات الكاميرات. على غرار مشهد "جسر الدير"، والمطحنة الاثريين التابعين لدير مار تقلا – عين الجوزة في البقاع الغربي، اللذين عادا وبانا، بعد ان كانت قد اغرقتهما المياه عند انشاء سد القرعون العام 1968، على ما يوضح الاب سالم فرح، احد كهنة الدير. ولفت الى انه في كل سنة شحائح، كانت تظهر قمة قناطر الجسر على شكل بلاطتين، لكنها المرة الاولى التي يظهر فيها الجسر بكامله، ويمكن اجتيازه من جانب الى آخر، على ما كان يفعل البقاعيون قبل انشاء السد للتنقل بين ضفتي النهر، التي كانت تزرع بالقمح، وتهلوها محلة "البجعة". كما انها المرة الاولى التي تعود وتظهر فيها قناطر من المطحنة القديمة، العائدة الى الدير الذي بني 1776، والتي يحتفظ بصورة لها وللجسر فيه قبل غرقهما. ويرجح، الاب سالم، بان تكون المطحنة قد بنيت 1803 وذلك استنادا الى ان الرهبانية المخلصية كانت، في حينها، قد استقدمت من اسبانيا اجران لمطاحن مائية. وفيما يعرف بان هذه الاجران استخدمت في مطحنتين عائدتين للرهبنة، الاولى تابعة لدير المخلص عند نهر الاولي، والثانية في عميق- الشوف، فيرجح ان الاجران الستة المتبقية التي لم يعرف مصيرها، ان تكون استخدمت في مطحنة دير مار تقلا في عين الجوزة البقاع الغربي. وتحتفظ البحيرة في قعرها على ما يروي الاهالي، مباني الثكنة التي بناها الفرنسيون، واستخدمت مخيما للاجئين الفلسطينين، وجسر "البريمو" الذي كان يربط بلدتي عيتنيت والقرعون.
والاب سالم الذي وثّق بالصورة لانحسار مياه النهر والظهور التدريجي لمعلمي الجسر والمطحنة الاثريين، كان اول من طالب عبر "النهار" بانشاء حملة لتنظيف الليطاني معربا عن استعداده للتعاون مع اي جهة تتجاوب مع هذه الدعوة. فهل من مجيب؟


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم