الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"بلش قطف التفاح"...فمن سيشتري؟

المصدر: "النهار " عكار
ميشال حلاق
A+ A-

باشر مزارعو التفاح في محافظة عكار، لا سيما في المناطق الجبلية منها، جني محاصيلهم في بساتينهم المترامية حيث ان انتاج التفاح في هذه المنطقة يشكل اكثر من 50 في المئة من انتاج التفاح في لبنان. فبلدة فنيدق وحدها، على سبيل المثال ، تبلغ مساحات الاراضي المزروعة. بالتفاح فيها ما يزيد على الـ 16 الف دونم ويبلغ انتاجها السنوي أكثر من 800 الف "صندوقة" تفاح وزن كل منها ما بين الـ 20 والـ 25 كيلوغراماً.
ويتطلع المزارعون الى الجهات الرسمية المعنية سواء في وزارة الزراعة أو الاقتصاد لمساعدة المزارعين على تأمين اسواق داخلية وخارجية لتصريف انتاجهم الوفير والجيد، والذي يستوفي كل الشروط والمواصفات الدولية للتسويق وبخاصة الأسواق الأوروبية.
ويشار الى ان في عكار اكثر من 3000 عائلة في القرى الجبلية لا سيما في بلدات وقرى مناطق الجومة والقيطع والدريب تعتمد بشكل اساسي في اقتصاديات عيشها على مردود انتاج الفاكهة الصيفية وبخاصة موسم التفاح .
ويقول المزارع سهيل العلي بان المزارعين يتحملون اعباء كبيرة لتامين مواسم جيدة ووفيرة خصوصا مع ارتفاع اسعار الادوية والاسمدة واعمال الحراثة والتشحيل والتقليم ومن ثم القطاف الذي غالبا ما يبدا مع بداية شهر ايلول ويستمر لنحو الشهرين تقريبا .
ويضيف : "المزارعون هذا العام متخوفون من تاخر التجار من شراء محاصيلهم كما جرت العادة بحجة ان الاسواق الداخلية غير قادرة على استيعاب هذه الكميات الكبيرة من التفاح الامر الذي يؤدي الى تدني اسعار التفاح في سوق الجملة الى ما دون كلفة الانتاج" .
مع العلم بان سعر كيلوغرام التفاح في سوق المفرق في مختلف الاسواق اللبنانية يتراوح ما بين الـ 1500 ليرة لبنانية وال 3 الاف ليرة لبنانية في حين ان المزارعين بالكاد يبيعون انتاجهم في سوق الجملة باقل من 500 ليرة للكيلوغرام الواحد ، آملين في الوقت الراهن من الجهات الرسمية حماية الانتاج وتامين اسواق تسمح للمزارع اللبناني بالاستمرار والنهوض بهذا القطاع الحيوي.
ولفت المزارع خالد الاحمد من بلدة عكار العتيقة الى ان "الانباء التي يتم تداولها اليوم عن امكانية تامين تصريف كميات من التفاح اللبناني الى مصر وروسيا امر مشجع، ولكن حتى الان لم يتم الاعلان رسميا عن هذا الامر والالية التي سيتم اعتمادها لطمانة المزارعين الراغبين في بيع منتوجهم باسعار مقبولة قبل حلول فصل العواصف والرياح التي تضرب هذه المناطق الجبلية وتضر كثيرا بثمار التفاح" .
اما المزارع مصطفىى محمد المصطفى، وهو من بلدة فنيدق، فقد تحدث عن جودة التفاح العكاري الذي يضاهي اجود انواع التفاح في العالم، لافتا الى ان هذه السمعة الطيبة عن انتاج عكار من التفاح لم يقدم للمزارع العكاري اي مردود عملي وملموس يشجعه على تطوير هذه الزراعة طالباً من الجهات الرسمية المعنية متابعة جهودها في هذا المجال وتقديم الدعم اللازم للمزارعين لمساعداتهم على البقاء في ارضهم وزراعتها ، بما يضمن لهم استمرارية عيش حياة كريمة في ارضهم التي تعبوا فيها وقال :
ان موسم التفاح بالنسبة للمزارعين في بلدة فنيدق كما في بلدات عكار الجردية هو العنصر الاساسي المساعد في تامين لقمة العيش ودفع رسوم التسجيل والتعليم في المدارس والجامعات لابنائنا. ومردود هذا الموسم ايضا يؤمن لنا بعضا من تكاليف الحياة الصعبة التي نعيشها في ظل هذا الارتفاع الكبير في الاسعار والغلاء المتزايد يوما بعد يوم وارتفاع الاقساط وفواتير الماء والكهرباء والهاتف .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم