الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أوباما أكد التزام بلاده مواجهة تهديد "داعش" وغيرها \r\nتحويل اللقاء سنوياً وتعاون مع الكنائس لحماية المسيحيين

واشنطن - هدى شديد
A+ A-

الصورة الجامعة لبطاركة الشرق الأوسط في البيت الابيض الى طاولة واحدة مع الرئيس الاميركي باراك اوباما كانت خلاصة "قمة الدفاع عن المسيحيين" التي استمرت ثلاثة ايام، وأدت الى توقيعهم مذكرة موحدة وتسليمها الى سيٰد البيت الابيض.


صورة اوباما محاطاً بالبطاركة التي لم يتسن للاعلام اللبناني التقاطها، وزّعها المكتب الاعلامي للبيت الابيض، مع خلاصة عن اللقاء مع القادة الروحيين المسيحيين مقدّمة من المستشارة الرئاسية للامن القومي سوزان رايس، وفيها "ان الرئيس الاميركي التقى وفداً من القادة المسيحيين في الشرق الاوسط، يتقدمهم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، وناقش القادة محنة المسيحيين في الشرق الاوسط، والتحديات التي يواجهونها، نتيجة تصاعد التطرف".
وأضاف بيان عن المجتمعين "ان الرئيس اوباما اعاد التشديد على التزام الولايات المتحدة في مواجهة التهديد الذي تمارسه الدولة الاسلامية في العراق والمشرق، وغيرها من المجموعات المتطرفة على شعب العراق، وسوريا ولبنان، والشرق الاوسط كاملاً، كما على الاميركيين وحلفائهم ومصالحهم في المنطقة".
وأكد الرئيس الاميركي "ان الولايات المتحدة سوف تكمل دعمها لشركائها في المنطقة، مثل القوى المسلحة اللبنانية التي تعمل على مواجهة داعش، وعلى تعزيز الاستقرار الاقليمي".
وأشار البيان الى ان الوفد أيّد حاجة كل القادة في المنطقة إلى نبذ العنف والانحياز، والدعوة الى الاعتدال والتسامح، في قبول الرأي الآخر والديانات الأخرى، والى وضع حدّ للانقسامات الطائفية.
ووفق البيان، "ان الرئيس الاميركي شدّد على أن الولايات المتحدة الاميركية تعترف بأهمية الدور التاريخي للمجتمعات المسيحية في المنطقة وحماية المسيحيين والطوائف الأخرى في جميع انحاء الشرق الاوسط".
البطريرك الماروني عاد مرتاحاً جداً لما سمعه من تقدير واهتمام ومتابعة من الادارة الاميركية للبنان وللاستقرار فيه. واشار البطريرك غريغوريوس الثالث لحام  الى "ان الرئيس الاميركي كان مستمعاً ومتحدّثاً جيداً، وكان موقفه واضحاً في موضوع لبنان، ولكن في الموضوع السوري، لم يتطرّق لا هو ولا مساعدته رايس الى الشأن السياسي، بل اقتصر كلامهما على المساعدات الانسانية، على رغم إلحاحه عليهما بضرورة اتخاذ موقف سياسي". واوضح "ان الولايات المتحدة تدعم المعارضة ولكن تبيٰن ان ليس هناك معارضة الا كداعش، ولا يجوز ان تتخذ الولايات المتحدة موقفاً قد يؤدي الى حرب والى تفاقم محنة الشعب السوري، ومع ذلك لم يلق جواباً من اوباما ولا من رايس".
اما المذكرة التي حملها البطاركة الى البيت الابيض فهي خلاصة الكلمة التي كان ألقاها باسمهم البطريرك الراعي في الكونغرس.
وانتهت القمة بحلقات نقاش اجمعت على ضرورة تحويل اللقاء مناسبة سنوية ، والمضي في التعاون مع الكنائس الاميركية والانجيلية لتفعيل العمل في الوصول الى الهدف، وهو حماية المسيحيين. وفي الختام ، عرض  رئيس منظمة "من اجل الدفاع عن المسيحيين" توفيق بعقليني، مجريات لقاء الاربعين دقيقة للبطاركة مع الرئيس الاميركي، وقدّم توضيحاً لما شهده العشاء الاحتفالي التضامني من تشويش. وروى انه عام ١٩١٥ كان هناك ضابط ألماني يدعى آرمين واغنر، والقصة تعود الى وثيقة حول ابادة وقعت على مليون من الارمينيين، اقتلعوا من جذورهم، ومشوا في البراري، وقتلوا. أرمين واغنر هرٰب الوثيقة مخاطراً بنفسه، لاظهار الابادة موثقة. ١٩٣٣ اصبح واغنر الكاتب الوحيد لرسالة مفتوحة في شجب ما يراه من انهيار في الشارع ، ولذلك سجن في معسكر اعتقال. عنوان رسالته كان "من اجل الدفاع عن اليهود".
هذه هي قصة المدير التنفيذي لمنظمة "من اجل الدفاع عن المسيحيين" اندرو دوران. المنظمة انشئت للدفاع عن المجتمعات المسيحية في الشرق الاوسط التي تواجه ابادة طائفية. هذا ما علق به دوران بعد مغادرة السناتور تيد كروز المنبر.
أمس اجتمع اكثر من ألفي شخص من اكثر من ٢٤ ولاية ومن عشرات الدول للوقوف متضامنين مع المسيحيين المضطهدين في الشرق الاوسط.
وأوضح بعقليني ان السيناتور كروز لم يخرج بالهتافات المستهجنة من المنبر بل طلب اليه ان يركز على اضطهاد المسيحيين في الشرق الاوسط تحت عنوان الحرية الدينية والكرامة الانسانية. بعض المشاركين هتفوا بطريقة غير ملائمة : "تكلم عن المسيحيين، عندما رفض كروز ذلك، كانت هناك اصوات صغيرة ضد اسرائيل في القاعة".
انتهى اللقاء الذي سيتحول مناسبة سنوية، وغادر المشاركون واشنطن. ويقوم البطريرك الماروني قبل عودته الى لبنان بثلاث زيارات تشمل ولايات ألاباما ومينوسوتا واوهايو، على ان يعود الى بيروت الثلثاء المقبل.
وقبل مغادرته واشنطن ترأس الراعي قداساً في كنيسة "سيدة لبنان"، شارك فيه النائب السابق غطاس خوري ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل والقاضي جان فهد الموجودون في العاصمة الاميركية للمشاركة في مؤتمر عن الارهاب، مع النائب العام التمييزي سمير حمود.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم