الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مرض غريب يضرب فتيات في كولومبيا

المصدر: " اف ب"
A+ A-

يضرب مرض غريب فتيات في بلدة صغيرة في شمال كولمبيا فيصبن بالرجفة وبالاغماء والتشجنات فيما يشير السكان باصابع الاتهام الى حملة تلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
في ايل كارمن دي بوليفار قرب مرفأ كارتيخينا الواقع على بحر الكاريبي، اصيبت عشرات المراهقات بالاعراض نفسها: اياد باردة جدا وشحوب في الوجه والاغماء.
وتروي ايفا ميركادو (15 عامكا) لوكالة فرانس بعدما اغمي عليها سبع مرات في شهر واحد "لقد لقحوني في ايار وبدأت حالات الاغماء الاولى في آب.واصبحت اعاني من ثقل في الرجلين ولم اعد اشعر بيدي. واستفقت بعدها في المستشفى".
لكن غالبية العائلات التي تعاني من هذه الاعراض في المدينة البالغ عدد سكانها 67 الفا، تعتبر ان ما يحصل هو نتيجة للحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري وهو من اكثر الامراض الجنسية شيوعا وقد يسبب الاصابة بسرطان الرحم.
مستشفى المدينة المتواضع يرزح تحت اعداد المراهقات اللواتي ينقلن اليه مغميا عليهن. وغالبا ما تجد اباء مذعورين ينقلون بناتهم فاقدات الوعي على دراجة نارية في طرقات كارمن دي بوليفار الترابية.
ويحاول الاطباء رصد الاصابة بنقص للسكر في الدم او اثر لتناول مخدرات. لكن من دون جدوى.
ويفيد المسؤول في المستشفى اوغوستو اغاميس ان نحو 370 فتاة قاصرة تلقين العلاج. وبين المرضى ايضا صبي.
ويوضح "لا تشخيص ولا علاج محددا" لهذه الحالات مشددا على ان المستشفى "يساعد العائلات ايضا على ادارة هذه الازمات".
وعندما يستفقن تلقى الفتيات تعليمات من الممرضات حول تقينات التنفس عبر قفاز مطاطي . ويحصلن ايضا على مصل وعلى الاكسيجين. وبعد ان يتعافين يعدن الى منازلهم...بانتظار النكسة التالية.
وتقول بياتريس مارتينيس (15 عاما) "نقلت 16 مرة الى المستشتفى الشهر الماضي". وبدأت الاعراض مع اوجاع في الرأس والظهر قبل ان تتنقل العدوى الى اطرافها. وهي بحاجة الى مساعدة من والدتها للاستحمام لانها غير قادرة على الوقوف مطولا.
والفتيات المصابات بتن لا يخرجن للهو في الشارع لا بل تنعزل بعضهن في المنزل تماما. ويقول جون خايرو ميركاسو وهو بائع جوال "ابنتي تغيرت كليا" ويؤكد انه لم يسبق له ان اقتادها الى المستشفى منذ ولادتها.
ويقول وليام مونتيس وهو مزارع اضطر الى النزول من الجبل مع ابنتيه لمعالجتهما في المدينة "اشعر باليأس".
واثار هذا اللغز موجة استنكار في كل ارجاء البلاد وقد تدخل الرئيس خوان مانويل سانتوس شخصيا مؤكدا ان حملة التلقيح آمنة ومتحدثا عن "ظاهرة ايحاء جماعي".
وقد اثار هذا الموقف الغضب الشديد في كارمن دي بوليفار وهي منطقة عانت كثيرا من النزاع المسلح المتواصل في كولومبيا منذ نصف قرن.
وقد استقبل وزير الصحة اليخندرو غافيريا فيها اخيرا بصحيات الاستهجان وباحراق الاطارات.
وهو وعد بسلسلة من الاجراءات مثل احصاء المريضات وفحوصات جديدة ومساعدة نفسية اجتماعية، الا انه استبعد فكرة تعليق حملة التلقيح. وقال غافيريا "ليس لدينا الان اي سبب يدفعنا الى تعليقها".
الا ان هذا الكلام لم يقنع الاهالي الذين انقلبت حياتهم العائلية والمهنية.
وتقول ماريا فيرونيكا روميا وهي ام لمراهقة في الثالثة عشرة فقدت الكثير من وزنها "هذه ليست هستيريا جماعية وليس تلاعبا. اذا اصيبت ابنتك بهذه الاعراض بعد التلقيح فمن تتهم؟"

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم