الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

طرابلس مهددة بكارثة بيئية وشوارعها تحوّلت مكبّات للنفايات نهر أبو علي مشبع بالملوثات ويشكل خطراً على الشاطىء والبيئة البحرية

طوني فرنجية
A+ A-

مدينة طرابلس مهدّدة بكارثة بيئية، بعدما تحوّلت شوارعها مكبات للنفايات وسط ضغط سكاني كبير تشهده المدينة، كما تحول مجرى نهر أبو علي وجواره مكباً اخر، ناهيك عن نفايات المسلخ، ومرفأ طرابلس، ومرفأ الصيادين، وأقنية تصريف المجاري.


في البداوي والزاهرية والتبانة والقبة وضهر المغر وأسواق الخضر وجوار نهر أبو علي... مكبّات للنفايات إن وجدت فهي مليئة بالقمامة وتفيض. وإن لم توجد فإن الطريق مع الرصيف هي الحل، حتى منطقة ابي سمراء التي تعتبر من المناطق الحديثة ليست بعيدة من الشكوى. ويحمّل الكثيرون البلدية مسؤولية هذه الفوضى لأنها "ركنت في مرحلة من المراحل لقوى الأمر الواقع"، يقول أحد المواطنين.
في مجرى نهر ابو علي الباطوني تجد الملابس المستعملة والأحذية والإطارات، وحتى المفروشات البالية وبعض بقايا السيارات، فيما تسببت قلة المتساقطات بنموّ نباتات في مجراه حوّلته ما يشبه الغابة، وجعلته بؤرة موبوءة ومصدراً للأمراض التي تهدّد المقيمين قربه في شكل أساسي. عضو المجلس البلدي ورئيس لجنة البيئة والحدائق العامة المهندس جلال حلواني اشار الى امر اكبر واخطر هو مطمر النفايات او "مكب ابو علي" كما بات يعرف. يقول: "ان كمية النفايات اليومية الواردة إلى المكب تقدر بنحو 400 طن يومياً. وتحدث عن مشكلات المكب العشوائي، مركزاً على مشكلة العصارة (LIXIVIAT - LEACHATE) المكونة من خليط من المواد الكيميائية الخطرة والسامة والتي تنساب الى البحر مباشرة او من طريق نهر ابو علي، لأن المحطة التي يفترض ان تعالج هذه السموم معطلة منذ نحو سنة. وتطرق الى الغاز الحيوي (Biogaz) الذي ينبعث بسبب التحلل البيولوجي للنفايات العضوية، وذكر ان المحرقة التي من المفترض ان تقوم بحرق هذا الغاز معطلة منذ اكثر من سنة. ووصف الواقع الراهن للمكب بانه كارثي "لأنه وصل الى مرحلة الاستيعاب القصوى، وهناك احتمال حدوث انهيارات، وكذلك امكان نشوب حرائق بسبب توقف محرقة البيوغاز"، مضيفاً ان "العصارة تتكدس في الترسبات القعريةsediments التي يمكن ان تنتقل الى الانسان من طريق السلسلة الغذائية وتلوث الاسماك". ودق حلواني ناقوس الخطر، مطالباً بايجاد حل في اسرع وقت قبل حصول كوارث.
اما عن مجرى نهر ابو علي، فلفت حلواني الى انه يحمل معه مياهاً مبتذلة من صرف صحي او ملوثات صناعية من كل البلدات الموجودة على ضفاف النهر، من منبعه من قضاء بشري مروراً بقضاءي الكورة وزغرتا حيث لا وجود لشبكات صرف صحي، كما ان بعض البلدات يلجأ الى تفريغ الجور الصحية داخل المجرى من طريق الصهاريج في صورة غير قانونية. "كما ان العصارة الناتجة من مكب النفايات تأخذ طريقهاً ايضا الى نهر ابو علي. كل هذه الملوثات تصل الى البحر وتتكدس الملوثات الكيميائية غير العضوية في الترسبات القعرية". وخلص حلواني الى ان مجرى نهر ابو علي هو مصدر موبوء ومشبع بالملوثات وانه يشكل خطراً حقيقياً على الشاطىء والبيئة البحرية. اما المسلخ، فإن كل المخلفات السائلة تنساب عبر قناة مباشرة الى الشاطىء، فيما تنقل المخلفات الصلبة الى المكب المجاور.


حتى المرفأ...
في ما يتعلق بمرفأ طرابلس، ذكر حلواني ان تلوث الشاطىء مصدره السفن التي لا تحترم القوانين الدولية المتعلقة بالبيئة وتتخلص احياناً من مخلفاتها في طريقة غير شرعية في حوض المرفأ. وقال: "ان مرفأ طرابلس بصدد اتخاذ الاجراءات العملية لمنع حدوث تلوث في حوضه وانه يسعى الى الحصول على شهادة الجودة الادارية البيئية وتطبيق نظام الادارة البيئية Environmental Management System EMS وفقاً للمواصفات القياسية الدولية ISO، والبدء بتطبيق معايير الصحة والسلامة وحماية البيئة والجودة في كل عملياته والخدمات التي يقدمها. اما مرفأ الصيادين فإن غالبية الصيادين يقومون بغسل مراكبهم وتنظيفها في الحوض مع ما تحمل هذه المياه من زيوت واوساخ".
وبالنسبة الى تصريف المجاري مباشرة في البحر، أشار حلواني الى ان هناك 12 قناة تصريف مياه مبتذلة على طول الشاطىء من المرفأ الى الملعب الاولمبي، وذلك في انتظار تشغيل محطة معالجة المياه المبتذلة التي كان من المتوقع ان يبدأ العمل بها عام 2010، وهي ما زالت الى اليوم تنتظر توصيل اقنية الصرف الصحي، وهي قادرة على معالجة 135000م3 يومياً.
بالجملة والمفرق تتوالى شكاوى المواطنين، وليس أفضل من صفحات "فايسبوك" لناشطي المدينة وشبابها لتعبّر عن الحال. وما أن ينشر أي تعليق يتعلق بأداء البلدية وتقصيرها بواجباتها، حتى ترى الردود بالعشرات تنهال على الموضوع ويستفيض قائلوها في شرح التقصير ودرجة الإهمال حتى بالصور أيضاً. هذا هو واقع حال عاصمة الشمال.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم