الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بوتين مصاب بمس شيطاني!

A+ A-

اعلن الرئيسان الاوكراني بترو بوروشنكو والروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية ان وقف النار الذي وقع الجمعة "محترم بشكل اجمالي"، بعدما تبادلت كييف والانفصاليين الاوكرانيين الاتهامات بخرق وقف النار في شرق البلاد.


وقالت الرئاسة الاوكرانية في بيان ان "الرئيسين اعلنا ان اتفاق وقف النار محترم بشكل اجمالي. وبحثا في الاجراءات التي يتعين اتخاذها لكي يكون لوقف اطلاق النار طابع دائم".
وفي موسكو، اعلن الكرملين ان "الطرفين اعربا عن ترحيبهما باحترام وقف النار بشكل اجمالي".
وخلال المحادثة الهاتفية، تبادل الرئيسان "وجهات نظرهما في اطار المشاورات الجارية" حيال تداعيات اتفاق الشركة بين كييف والاتحاد الاوروبي بالنسبة الى اعضاء الاتحاد الجمركي للجمهوريات السوفياتية السابقة والذي تديره موسكو.
وتطرق الرئيسان ايضا الى مسائل "تسليم المساعدات الانسانية لسكان لوغانسك ودونيتسك"، وهما معقلان للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، مسرح معارك مع القوات الاوكرانية.
وكانت قافلة اولى من المساعدات الانسانية عبرت الحدود الروسية الاوكرانية في نهاية اب من دون ان يتحقق منها الصليب الاحمر ومن دون موافقة السلطات الاوكرانية. ونددت كييف انذاك ب"اجتياح مباشر".
وكانت كييف والانفصاليون الموالون لروسيا تبادلا الاتهام بانتهاك وقف النار الذي لم يمر عليه 24 ساعة ما يهدد فرص التوصل الى تسوية سياسية في شرق اوكرانيا الذي يطالب الانفصاليون ب"استقلاله".
ووقف اطلاق النار هذا، الذي يفترض ان يضع حدا لنزاع مستمر منذ نحو خمسة اشهر في شرق اوكرانيا اوقع 2600 قتيل وادى الى نزوح نحو نصف مليون، استقبل بتشكيك من جانب الغربيين الذين لم يعدلوا حتى الان عن توقيع عقوبات جديدة على روسيا المتهمة بالمساس ب"سيادة اوكرانيا".
وميدانيا كانت الليلة هادئة في مدن الشرق الرئيسية بحسب مراسلين في المكان.
الا ان العديد من القادة الانفصاليين نددوا بانتهاك نظام كييف لوقف النار.
وقال المسؤول في البرلمان الانفصالي فلاديمير ماكوفيتش:"امس (الجمعة) في الساعة 21,00 اطلقت صواريخ عدة على محيط دونيتسك وعلى قافلة اسلحة ثقيلة كانت اتية من زابورييا" وهي منطقة مجاورة لدونيتسك.واضاف متوعدا "انه استفزاز او اختبار لاعصابنا. سنحاول احترام وقف النار لكن اذا استمرت الاستفزازات فاننا سنرد".
من جانبه اشار "رئيس وزراء" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد الكسندر زاخارتشينكو الى اطلاق نار بالقرب من مدينة امرفروسييفكا التي تبعد 80 كيلومترا جنوب شرق دونيتسك.
وفي كييف اتهم الناطق باسم الجيش اندري ليسينكو الانفصاليين باطلاق النار عشر مرات على مواقع القوات الاوكرانية بعد سريان الهدنة.
ولم يقدم اي ايضاح بشان مدة وقف اطلاق النار الذي يشكل نجاحا للانفصاليين ولروسيا من حيث انه يمكن ان يرسخ خسارة كييف لمدن عدة في الشرق بعد التقدم الكبير الذي حققه الانفصاليون في الاسابيع الاخيرة بمساعدة ميدانية من عسكريين روس كما يقول الغربيون.
وطالب الانفصاليون السبت بالفعل ب"الاستقلال" بعد المفاوضات التي جرت الجمعة في مينسك بين "مجموعة الاتصال" المكونة من اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا والانفصاليين.
وقال رئيس برلمان دونيتسك بوريس ليتفينوف:"اهم شيء بعد هذه المفاوضات هو الاعتراف بجمهورية مستقلة داخل جمهورية دونيستك الشعبية او داخل نوفوروسيا" (روسيا الجديدة، التعبير الذي يطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العديد من المناطق في شرق وجنوب اوكرانيا). واضاف "بعد ذلك يمكننا المساومة مع اوكرانيا بل وان نحبها ايضا لكن على اساس الند للند" معتبرا ان "شرطين فقط من شروط كييف مقبولان بالنسبة الينا: وقف النار وتبادل الاسرى".
واوضح زاخارتشينكو ان الانفصاليين سينقلون اسراهم الى كييف وان الحكومة الاوكرانية ستفعل المثل مع الانفصاليين المحتجزين الاثنين.
والهدنة التي اعلنت في مينسك لم تقنع الغربيين الذين اتهموا روسيا في الايام الاخيرة بنشر قوات نظامية في شرق اوكرانيا.
وشدد الرئيس الاميركي باراك اوباما على ضرورة ان يكون لوقف النار اثار "على الارض" معتبرا انه سيكون من الافضل، رغم هذا الاتفاق، "فرض عقوبات يمكن رفعها بعد ذلك".
ووافقت دول الاتحاد الاوروبي ال28 مساء الجمعة على توقيع عقوبات جديدة على روسيا تعتمد رسميا الاثنين.
وتشمل هذه العقوبات اجراءات مشددة بشان الوصول الى اسواق راس المال والدفاع والسلع المزدوجة الاستخدام، المدني والعسكري، والتكنولوجيا الحساسة.
الا ان روسيا حذرت من انها سترد اذا فرضت عليها عقوبات اقتصادية جديدة متهمة الاتحاد الاوروبي بانه يدعم بذلك "حزب الحرب في كييف".
مس شيطاني
قال رئيس الكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية -بطريركية كييف البطريرك فيلاريت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واقع تحت تأثير مس شيطاني وسيصاب بلعنة أبدية إذا لم يعلن التوبة وذلك في تصريحات جريئة غير معتادة تلقي باللوم على بوتين في الحرب الأوكرانية.
وبطريركية كييف هي فرع من الكنيسة الارثوذكسية انفصل عن موسكو عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واعلان استقلال أوكرانيا.
وتدعم كنيسة فيلاريت -المنافسة لبطريركية موسكو ذات الصلة الوثيقة ببوتين- القومية الأوكرانية بشدة وكذلك سعي حكومة أوكرانيا لهزيمة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وقال البطريرك فيلاريت في إشارة إلى قصة قتل قابيل لأخيه هابيل في الإنجيل: "بأسف شديد يجب أن أقولها الآن علنا إن من بين الحكام في هذا العالم.. ظهر قابيل جديد ليس باسمه وإنما بأفعاله".
وأضاف في بيان نشره موقع البطريركية بالأوكرانية والروسية والانكليزية: "ومثلما حدث في أول حادثة قتل للأخ في التاريخ بيد قابيل فإن هذه الافعال تظهر أن الحاكم سالف الذكر يقع تحت تأثير الشيطان."
وصدر البيان الذي حمل عنوان "قابيل الجديد" في أول أيام وقف لإطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا. وقتل 2600 شخص على الأقل في القتال بشرق أوكرانيا منذ أن نشب في نيسان.
وبوتين مسيحي أرثوذكسي وله علاقات وثيقة مع الكنيسة الارثوذكسية الروسية ويعتبرها حليفا مهما في صراعه مع ما يصفه بأنه عالم غربي متفسخ.
وقال فيلاريت الذي تولى مؤخرا بطريركية كييف إن بوتين تعمد إثارة الصراع في أوكرانيا بارسال المرتزقة والجنود والأسلحة عبر الحدود ونشر الأكاذيب بشأن ما يحدث عبر وسائل الاعلام في روسيا.
واضاف:"يكذب هذا الحاكم بسخرية ويقول إن بلاده ليست طرفا في الصراع بأوكرانيا لكنه فعل كل شيء لاذكاء الصراع واستمراره. يصف نفسه بأنه شقيق للشعب الأوكراني لكن في الحقيقة ووفقا لأفعالة فإنه أصبح بالفعل قابيل الجديد الذي يسفك دم أخيه ويربك العالم كله بالأكاذيب"ز وحض الأرثوذكس على الصلاة من أجل عودة بوتين "إلى رشده". وأضاف أنه إذا لم يفعل فسيصاب "بلعنة مخزية وأبدية في الجحيم".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم