اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بلشت القصة عندما دق الهاتف، الخليوي طبعاً، ومتل العادة "ألو" أجابني صوت ناعم: معك وزارة الثقافة في الك دعوة لاجتماع في صالة فندق خمس نجوم والحضور الزامي... حملنا حالنا وذهبنا، وبالفعل كانت الصالة مليئة بالوجوه الفنية المعروفة في عالم المسرح والسينما والتلفزيون، وكافة أنواع الموسيقيين والمطربين والمطربات. اسرة فنية لبنانية مية بالمية... كلمة ترحيب بعد الكوكتيل اعقبتها كلمة معالي الوزير قال فيها أنه تم في آخر جلسة لمجلس الوزراء تخصيص موازنة مالية حرزانة لتصرف على انتاج مسرحيات ضخمة من كل الأنواع، اضافة الى انتاج تلفزيوني درامي واجتماعي وكوميدي يعيد الوطن الصغير الى المنافسة مع الانتاج الاقليمي الذي أكل الاخضر واليابس.
وللسينما اللبنانية حصة كبيرة وخصوصاً بعدما لمعت عدة اسماء لبنانية ومثلت لبنان في مهرجانات عالمية، اضافة الى اتخاذ قرار يُلزم كل شاشة لبنانية نقل البرامج المعتمدة على السكس الى ما بعد الساعة الحادية عشرة، ووضع دائرة حمراء ظاهرة بأعلى الشاشة لينتبه الاهل، وعدم اعادة عرض البرامج خلال فترات النهار. كذلك تأمين كادرات فنية يتم ارسالها الى الخارج في دورات تدريبية تشمل مختلف الاختصاصات، وان كل هذه القرارات اتخذت لأن الثقافة والفنون هي واجهة البلد، ولأن الوسط الفني في هذه الأيام يعاني حالة ركود قاتلة، ولأن العاملين بهذا الوسط لن يتمكنوا من قطع الطرق وحرق الدواليب ومقاطعة التمثيل لأن متطلبات الحياة كبيرة ومرهقة، لهذا سيبدأ مباشرة بتشكيل اللجان كل بحسب اختصاصه لدفع الحركة الفنية الى الأمام ووضعها في الطريق الصحيح. وطمأن معاليه الى أن الحكومة مجتمعة أمنت الرعاية الصحية لكل المنتسبين الى النقابات الفنية في لبنان ولن يتبهدل اي فنان من الآن وصاعداً على ابواب المستشفيات، وسيتم ايضاً تغطية كل مصاريف السفر للوفود الفنية التي ستشارك في المناسبات الثقافية الدولية في كل انحاء العالم. وعلا التصفيق وبقوة. هنا صحوت من النوم على قرع الباب باليد لأن الكهرباء مقطوعة. كان شكيب صاحب صهريج المي: قديش بعبيلك بالخزان يا فنان نصو أو كلو؟
