السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مطار غزة... هل يعود يوماً؟

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يقف أنيس عرفات الذي كان يعمل في الماضي مراقباً جوياً أمام برج المراقبة في مطار غزة المدمر حالماً باليوم الذي سيرى فيه الطائرات تقلع وتحط من جديد على المدرج.
مطار "ياسر عرفات" أو "مطار الدهانية الدولي" الذي كان يرمز في السابق الى تطلعات الفلسطينيين بالحصول على دولة مستقلة وبالتواصل مع العالم، صار يذكر دائماً بانقطاع غزة عن العالم الخارجي".
وطالب الفلسطينيون وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بإعادة فتح المطار الذي أُقفل في عام 2001 وبإنهاء عزلة غزة.
وروى أنيس عرفات الذي عمل في المطار لعامين قبل إقفاله أنه كان "المكان الأول الذي عملت فيه بعدما أنهيت دراستي. وكان أشبه بالمنزل لي ولزملائي، كنا أشبه بأسرة واحدة فيه".
وهو قدم في زيارته الأولى للموقع منذ أكثر من عشر سنين لرؤية ما تبقى من المطار ومدرجاته المدمرة بعد سنوات من القصف والأهمال. وقال :"كان هناك عشب وحدائق وورود. كانت نافذة مكتبي هنا. بصراحة، كانت أياماً جميلة".
ويترقب بعض الموظفين مثل وسيم الأخرس الذي عمل في برج المراقبة مع عرفات، إعادة فتح المطار بالقول :"عندما تنظر الى هذا المبنى وترى ركام مطار ياسر عرفات الدولي، فإن الدمع يغلبك". وتحدث عن فخره بالعمل في ما وصفه بـ"رمز السيادة الفلسطينية".
وفي المكان، وقف راعي أغنام شاب مع قطيعه قرب ما تبقى من صالة القادمين، بينما كان شبان من بلدة رفح القريبة يبحثون وسط الركام عن حديد خردة لبيعه في السوق.
وبني المطار بتمويل من المجتمع الدولي وقام الرئيس الأميركي سابقاً بيل كلينتون بافتتاحه في حفل رمزي عام 1998 إلى جانب عرفات.
وافتتح المطار بعد اربع سنوات من توقيع اتفاق اوسلو للحكم الذاتي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. حينها كانت كانت الخطوط الجوية الفلسطينية تقوم، بطائراتها الثلاث، برحلات الى عمان والقاهرة. كما كانت تؤمن رحلات باتجاه المملكة العربية السعودية في موسم الحج.
وضرب الجيش الاسرائيلي برج الرادار في المطار عام 2001 في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مما اضطره للتوقف عن العمل.
ودمر قصف اسرائيلي عنيف مباني المطار الأخرى، لا سيما مع القتال الذي اندلع قرب الموقع عام 2006 بعد أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط قرب معبر كرم ابو سالم الحدودي.
واكد نائب وزير المواصلات في غزة ياسر الشنطي إنه كان للمطار أكثر من قيمة رمزية وقام بتسهيل حياة أبناء القطاع، ذلك أنه كان "بإمكان معظم سكان قطاع غزة الذين يستخدمون المطار ان يطيروا مباشرة من دون الحاجة للانتظار او السفر عبر معبر رفح الى القاهرة". وأضاف أن إعادة فتحه يعد "مطلباً رئيسياً" للوفد الفلسطيني الذي سيشارك في مفاوضات القاهرة. غير أن إعادة البناء مستحيلة من دون السماح بإدخال مواد البناء إلى غزة.
وسيم الأخرس الذي توقف عن الذهاب إلى العمل منذ إقفال المطار، لا يزال ينتظر أن يعيد فتح أبوابه. فهل يتحقق ذلك؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم