الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مجتمعنا - ice bucket challenge المبادرة الانسانية عالمياً... تحولت للتسلية لبنانياً

علي منتش
A+ A-

تبدو فيديوات "تحدي الثلج"، في أحيان كثيرة، إستعراضية بعدما كثر تداولها وتقليدها. هذه المبادرة التي كانت في بدايتها انسانية، تكشف في ما تحولت إليه لاحقاً، آلية إفقاد العمل العام معناه والتزامه، بسبب تكثيف الميديا للحدث في ذاته، لا لما ينتج منه. فلا يرى المشاهد في هذا التحدي غير مزاح بين أصدقاء، أرادوا أن يضحكوا بعضهم مع بعض ويضحكوا غيرهم، من دون اهمال السعي إلى البروز والشهرة.


لكن هذا الانتشار، المرفق بتحفيز للتبرع لمرضى "التصلب اللوحي" يبدو مغايراً. اذ أن حاجة هؤلاء المرضى في ما يحسونه إلى الدعم عددياً، أقل من حاجة حالات وبلدان أخرى الى المياه نفسها التي تهدر في "حملات الدعم".
هذا التعويم لمبادرة على حساب أخرى لا يمكن التساهل مع سخريته، بخاصة في حملات التحدي المقابل التي أطلقت تضامناً مع غزة في العدوان الاسرائيلي عليها. لكن الأصل يبقى في قدرة عدد كبير من الناس على الظهور والتعبير عن "أنفسهم" وإن بوضع "سطل" على رؤوسهم.
يقول زافين قيومجيان، الذي كان اول الشهيرين الذين خاضوا تجربة "تحدي الثلج" في الشرق الاوسط، ان صديقاً له في الولايات المتحدة الاميركية قام بالتجربة وسمّاه بين الاسماء التي تحداها، "فما كان مني الا البحث عن هذا الموضوع لمعرفة معناه، وقررت عدم خوض التجربة".
يضيف: "صباح اليوم التالي عدلت فجأة عن قراري، لا لشيء، فقط لانه تحد، فصورت المشهد، وسميت بعض الاصدقاء غير الشهيرين لان هدفي لم يكن إثارة ضجة، ولم اكن اتوقع ابداً ان تنتشر هذه "اللعبة" في الشرق الاوسط، لكنها انتشرت واصبحت موجة".
يتحدث زافين بصراحة مطلقة، "لم يكن قصدي من هذا التحدي التوعية ولا التبرع، بل التسلية، لهذا قمت به، ولم اتبرع. اساساً من اخترع هذه اللعبة، لم يحدد ان التبرع هو الامر الجيد والقيام بالتحدي هو السيئ. بل على النقيض، وضع خيارين، الاول: التوعية وهذا نجح الى حدّ كبير او ان الجميع اصبحوا يعرفون بمرض "التصلب اللوحي"، اما الآخر فهو جمع التبرعات الامر الذي نجح ايضاً اذ استطاع القيمون على الحملة جمع نحو 80 مليون دولار تبرعات".
ويتحدث بول رستم لاعب نادي الراسينغ لكرة القدم عن حقّ مرضى الـ"ASL"(التصلب اللوحي) بإيجاد علاج لهم، "حتى لو كانوا قلّة، فجميع البحوث الطبية تركز على الامراض المنتشرة بكثرة وتهمل الامراض النادرة، من هنا اهمية حملة "تحدي الثلج".
ويضيف: "خضت التجربة من اجل التوعية، وكنت اتمنى الا يسميني احد من اصدقائي، لانني اعرف مدى صعوبة هذا التحدي، وقررت القيام به في النهاية من اجل المساهمة في حملة التوعية".
ويعتبر ان "اخذ بعض اللبنانيين المسألة على سبيل التسلية والمزاح ليس امراً سلبياً، على النقيض هؤلاء يساهمون في حملات التوعية بطريقة غير مقصودة".
لم يتبرع بول رستم للمؤسسة المعنية لكنه يعتبر ان القيام بالتحدي يوازي التبرع، ويقول: "التوعية على هذا المرض قد تكون اهم من التبرع بمبلغ قليل من المال".
بدورها تقول الناشطة سارة سبيتي ان خوضها تجربة "تحدي الثلج" كان لدعم مؤسسة تعنى بمرضى الـ"ASL" مالياً، ولنشر الوعي حول هذا المرض الذي لم يكن احد منّا قد سمع به او يعرف عنه شيئاً".
تضيف: "مثل الكثير من الحالات الاخرى، اصبح هذا التحدي مجرد وسيلة للاستعراض، والناس بطبيعتها تحب الاستعراض وبخاصة في وجود مواقع التواصل الاجتماعي. مع ذلك يبقى العديد من الاشخاص الذين يهتمون بالقضايا الانسانية والاجتماعية من دون ان تحركهم اهداف استعراضية".
تشير سبيتي الى ان كثراً في لبنان قاموا بالتحدي وتبرعوا في الوقت نفسه "وانا منهم، وجرى التواصل مع المؤسسة المعنية عبر موقع www.alsa.org".


[email protected]
Twitter: @alimantash

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم