الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما الغاية من نشر بعثة تاسعة للامم المتحدة في افريقيا الوسطى؟

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تنتشر بعد اسبوعين بعثة جديدة للامم المتحدة هي التاسعة في افريقيا الوسطى التي مزقتها ازمة اندلعت في العام 2013، فما العمل كي لا تؤول مثل سابقاتها الى الفشل؟


سينتشر نحو 7600 جندي من القبعات الزرقاء في مرحلة اولى من هذه العملية التي تبدأ في 15 ايلول، ومعظمهم قد وصلوا الى افريقيا الوسطى في اطار قوة "ميسكا" الافريقية التي ستنتقل لتصبح تحت راية الامم المتحدة. وعلى المدى المنظور سيبلغ عديد "مينوسكا" (البعثة المندمجة المتعددة الابعاد للامم المتحدة لاستقرار جمهورية افريقيا الوسطى) 12 الف رجل.


وتتالت في افريقيا الوسطى قوات "ميساب" و"مينوركا" و"بونوكا" و"فوموك" و"ميكوباكس" متفاعلة مع تاريخ البلاد المضطرب الحافل بمختلف التدخلات العسكرية الدولية. وينص تفويضها على ان "مينوسكا" مكلفة بحماية السكان ودعم المرحلة الانتقالية ونزع اسلحة المقاتلين السابقين والمساعدة على توزيع المساعدة الانسانية وحماية حقوق الانسان.


وامام الازمات المتتالية اقتصر الرد الدولي في كل مرة على "ثلاثة عناصر هامة، لكنها غير كافية وهي الانتشار العسكري ومساعدة انسانية كثيفة ومساعدة مالية لضمان بقاء المؤسسات الادارية على قيد الحياة" كما افاد تقرير صدر مؤخرا عن مجموعة الازمات الدولية.


وكذلك التدخل الحالي لنحو ستة الاف جندي من قوة "ميسكا" والفي عسكري فرنسي "يسد الاحتياجات الاساسية ويواصل النظر الى الازمة من وجهة النظر الامنية الضيقة".


و"اكيد ان حماية المدنيين هامة"، لكن هذا الموقف يدفع بالمجتمع الدولي الى الفشل عبر تكرار التدخلات السطحية التي لا تعالج السبب الاساسي للازمة وهو ضراوة النظام في حد ذاته، بحسب مجموعة الازمات.


واضاف التقرير ان "التدخلات السابقة فشلت كلها لانها تجاهلت هذه المشكلة الهيكلية للضراوة كآلية تحكم بها الدولة (من خلال الفساد والنهب واقتطاع اموال الخزينة العامة)".


وبالتالي فان التدخل الدولي يجب ان يكون اليوم في مستوى الرهان، كما اضافت مجموعة الازمات "فمن الضروري اعادة احياء دولة افريقيا الوسطى كفاعل ينجز اعمالا فعلية في نظر السكان".


ويجب تحديد طبيعة هذه الشراكة الجديدة، هل ستكون شراكة في الادارة او وصاية او غيرها... وذلك في قرار بين قادة المرحلة الانتقالية والمجتمع الدولي الذي تعب من هذه الازمة المتواصلة الى ما لا نهاية. ويرى الديبلوماسي الفرنسي ديدييه نيفيادوفسكي ان الوصفات القديمة لن تكون ناجحة ولا بد من تفعيل الخيال حتى انه سيكون حاسما "اعادة النظر في اطار الدولة الواحدة المركزية" بالعمل، خصوصا من اجل لا مركزية ومناطق تتمتع بحكم ذاتي اكثر من ذي قبل مع الاخذ في الاعتبار البعد العابر للحدود في الازمة.


واكد الديبلوماسي انه لا بد من تفادي "تحديد مواعيد انتخابية" سريعة "توهم براحة الضمير... لكنها تهدد بعودة سياسيين شاركوا في الكارثة الحالية".


ويفترض ان تنتهي المرحلة الانتقالية بحلول شباط 2015 بتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية، وقال محلل اقليمي: "واضح ان تلك الانتخابات ليست اولوية، ولا احد يتحدث عنها في بانغي".


واضافت مجموعة الازمات ان "تنظيم انتخابات لا يعني الخروج من الازمة"، محذرة من ان "عملية حفظ السلام ليست استراتيجية بل أداة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم