الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جيل كيبيل: "الدولة الإسلامية" ثمرة عمل النظام السوري وخصومه

المصدر: "الموند"
A+ A-

أجرت الصحيفة مقابلة مع المستشرق الفرنسي جيل كيبيل الخبير بشؤون العالم الإسلامي بعد عودته من جولة قام بها على عدد من دول الشرق الأوسط سألته فيها عن اسباب الاضطرابات التي تعم المنطقة فاجاب: "نحن نشهد اعادة طرح للشرق الأوسط كما رسمته معاهدة سياكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى. فالحدود التي رسمها الفرنسيون والبريطانيون بعد تفكك السلطة العثمانية لم تضمن التوازن وأدت الى نشوء الديكتاتوريات، والى غياب الديمقراطية. لكن هذه الحدود حالت من ناحية اخرى دون نشوء الفوضى التي نراها اليوم".


 


شرطي المنطقة؟


ورأى كيبيل أن "ما يجري في العراق وغزة وسوريا يدخل ضمن سياق عملية انضمام إيران أو عدمه ضمن الاستراتيجية الشرق أوسطية. وانطلاقاً من هذا السياق يمكن فهم الهجوم الإسرائيلي على غزة وهجوم الدولة الإسلامية على العراق". وأضاف: "اذا نجحت المفاوضات بشأن المشروع النووي الإيراني، فمعنى ذلك ان إيران تستطيع ان تصبح شرطي المنطقة كما كانت سنة 1979. فهذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة، يملك المؤسسات القادرة على القيام بهذا الدور. واذا دخلت إيران في اللعبة فان التوازن الاقليمي سيتغير لاسيما بعد التبدل الذي طرأ على علاقة الولايات المتحدة مع دول الخليج بعد احداث 11 ايلول. وعودة طهران ستؤدي ايضاً الى تبدل التحالف الأميركي- الإسرائيلي".


الارهاب غير المنظم


وسُئل ما علاقة الهجوم الذي قامت به "الدولة الإسلامية" بالعداء القائم بين إيران والدول الكبرى في المنطقة، فأجاب: "بالنسبة لعرب الخليج تشكل الهيمنة الإيرانية كابوساً. وقد اعتقد البعض أن الدولة الإسلامية ستخلصهم من بشار الأسد حليف إيران. لكن الوحش الذي خلقوه بدأ يخيفهم". وعن الفارق بين القاعدة و"الدولة الإسلامية" قال كيبيل: "تتبع القاعدة نظاماً هرمياً حيث يصار بالتضحية بالمنفذين من دون تفكير، وكل شيء يجري تمويله من بن لادن والذين جاؤوا من بعده. بينما تفضل الدولة الإسلامية على التراتبية الهرمية التي يستطيع العدو تدميرها نموذج الشبكة القائم على التثقيف والتدريب العسكري للأفراد مع التركيز على أوروبا الغربية. لكن هذا الارهاب غير المنظم عرضة للاختراق والاستغلال من جانب الاجهزة السرية. ففي وقت مبكر استطاعت الاجهزة السورية اختراق الدولة الإسلامية وفقاً للنموذج الروسي لمحاربة التمرد الذي يقوم على زرع الجهاد داخل التمرد بهدف تفجيره من الداخل. وهكذا حظيت الدولة الإسلامية بتساهل من نظام دمشق الذي لم يهاجم مواقعها. وقد سمح ذلك لبشار الأسد أن يثبت بان نظامه رغم علاته يبقى افضل من الوحوش الذين يطرحون انفسهم بديلاً عنه. وفي الخلاصة فان الدولة الإسلامية هي وليدة عمل المعسكرين المتقاتلين. "

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم