الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الصور تتكلّم... أسيران ومفرج عنه بين علي النهري ومدوخا وغزة

زحلة - دانييل خياط
A+ A-

قد يبدو المشهد اليوم، عند طرفي وسط البقاع، على تناقض. من جهة وجع عائلة الاسير في قوى الامن الداخلي لدى "جبهة النصرة" محمد طالب ابن بلدة علي النهري- قضاء زحلة واصدقائه، الذين احرقوا الاطارات وسط طريق رياق- بعلبك وقطعوها في محلة تعاضد الجيش مطالبين بالافراج عنه. ومن جهة ثانية فرحة اهل الاسير المفرج عنه من "جبهة النصرة" الجندي محمد القادري واصدقائه، الذين اشعلوا اجواء بلدة غزة في البقاع الغربي رصاصا ومفرقعات ابتهاجا بعودته سالما. لولا ان المساحة المشتركة بين عائلتين ينتمي ولداهما الى مؤسسة الجيش والامن، رقطت وجع الاولى بالسرور للافراج عن العسكريين الخمسة الذي اعرب عنه علي طالب خال الدركي الاسير محمد طالب "لانهم جميعا ابناء لنا". ورقطّ فرحة الاولى بغصة عبرت عنها والدة الجندي محمد القادري: "الله لا يحرم اهل ولدهم، وان شاء الله يرد كل الجيش لاهلهم، واحمد ربي لاني اجتمعت بولدي واتمنى ان تجتمع كل ام بولدها".


قطع طريق 


الثامنة من صباح اليوم، نزلت عائلة عنصر قوى الامن الاسير محمد طالب الى الطريق الدولية التي تربط قضاء زحلة ببعلبك، وقطعتها بالاتجاهين بالاطارات المشتعلة، وبكل ما طالته ايدي شبان غاضبين، من حاويات نفايات الى عربات البيع النقالة التي كانت مركونة جانبا في يوم العطلة، احرقوها كحرقة قلوبهم على ابتزازهم باحباء لهم. وقد سجل غياب لعناصر قوى الامن الداخلي عن توجيه سيارات عابري الطريق المقطوع الى منافذ بديلة منعا للاحتكاك اللفظي الذي وقع اكثر من مرة بين المعتصمين وبعض السائقين، والذي تطور الى تضارب مع سائق بيك - اب.
وتحدث باسم المعتصمين علي طالب خال الدركي الاسير محمد طالب، وهو اذ حملّ "الحكومة والمسؤولين السياسيين وجميع الاجهزة الامنية المسؤولية كاملة عن كل نقطة دم او شعرة تسقط من العسكريين". قال: "بعد الخبر الذي سمعناه البارحة عن ترك 5 عسكريين من لون واحد، نحن مسرورون لانهم جميعا ابناء لنا، ولكن يجب ان يكون هذا العمل بعدل. سبق وناشدنا الشيخ مصطفى الحجيري عشرات المرات وقلنا له اهالي البقاع هم اهل لعرسال وناشدنا هيئة العلماء المسلمين مرات عدة، واهلنا في عرسال ولا من مجيب. اهكذا يعامل اهل البقاع؟ هذا ليس بعدل ابدا؟ هل بمقدور الشيخ مصطفى الحجيري ان يتحمل مسؤولية 20 عسكريا في البقاع؟ هو ردّ عليّ "ان هؤلاء العسكريين بامانتي". قلنا: "الحمدلله ان الشيخ مصطفى رجل انساني ويحب العدل". اين هو هذا العدل؟ 5 عسكريين من فئة واحدة، بدأ الامر يأخذ منحى طائفيا وهذا ما لا نتمناه ابدا". وختم قائلا: "نعود ونكرر مطالبتنا للشيخ مصطفى بان يعدل بهذا الامر، وان يعمل بجد لترك جميع العسكريين لان هؤلاء كانوا بخدمة اهلنا في عرسال. ما ذنبهم؟ اين هو العمل الانساني والعمل الاسلامي والوطنية؟"


متى تكتمل الفرحة؟



وفيما كان اهل الاسير محمد طالب ينهون اعتصامهم قرابة العاشرة والنصف من قبل الظهر، كان اهل الجندي المفرج عنه محمد القادري يتسلمونه في عرسال ويمضون به الى بلدته غزة في البقاع الغربي. واقيمت له الاستقبالات من مفرق بلدة المرج وصولا الى ساحة غزة حيث حمل على الاكتاف وسط لعلعة الرصاص والاسهم النارية ابتهاجا ووابل من نثر الارز والزهور. حرص محمد على تحية كل جار من جيرانه، وعند عتبة باب منزله انحنى مقبلا الارض، قبل ان يدخله عابرا فوق خاروف نحر على شرفه. ضاق البيت بفرحة العائلة التي التأم شملها، الام والاب والزوجة والاخ وزوجته يتوسطهم محمد. والدة محمد لا تجد الكلمات لتصف شعورها، ووالده يقول: "الحمد لله على سلامة ابننا، وعقبال كل الشباب. الجيش هو مظلة للجميع، ان شاء الله كل الناس تتلاقى حوله، ولا يعود هناك خلاف، وكل الاسرى يعودون الى اهاليهم بخير وسلامة".


واضاف: "اليوم طمأنوننا، حيث كنا، ان كل الاسرى سيفرج عنهم قريبا بجاه النبي. طمأنوننا ان كل رفاقه بخير وسلامة، والجيش وعدنا ان كل الشباب المأسورة سيفرج عنهم".
من بين وفود المهنئين، تقدمت صبية، هي زوجة الاسير الجندي محمد حسين يوسف من مدوخا- قضاء راشيا، جاءت تبارك لمحمد القادري عودته سالما الى اهله، وتسأله ان كان لديه اخبار عن زوجها الأسير لدى تنظيم "الدولة الاسلامية"، الذي لا تعلم عن حاله شيئا منذ اسره، مطالبة الحكومة اللبنانية بالتعجيل بالمفاوضات. فمتى تكتمل فرحة مدوخا وعلي النهري وكل لبنان؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم