الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سطلنات سطل الثلج!

المصدر: "دليل النهار"
اندره جدع
A+ A-

سطلنة موضة سكب سطل الثلج على الرؤوس فاقت كل السطلنات التي مرت على هذا البلد الذي يتلقف اي موضة من الخارج ليطبقها على الفور، هيك من دون اي هدف، فالموضة الآتية من أميركا هدفها جمع التبرعات لمكافحة أحد الأمراض القاتلة وعندنا يتحول سطل الثلج المسكوب الى عملية تحدّ و"هبلنة" وانو "ما تلجت بالشتي وعم تتلج بالصيف"... هدر مش معقول للمياه في موسم الشح الذي يعانيه البلد، آلاف "السطولة" تنسكب يومياً فقط من أجل التسلية وقتل الوقت، وصار مشهد الشباب والصبايا الحاملين اكياس الثلج على اكتافهم، شي كتير طبيعي، والسطل جاهز لكل الذين وضعوا عقولهم في "الفريزر"... بلد صار "معوّد" على تلقي اي "سطلنة" وتنفيذها على الفور حتى في عالم التوقعات والتنجيم، يكسرها ميشال وتجبّرها عبد اللطيف، ونحن نسمع مثل المساطيل... كأن هذا البلد لا ينقصه سوى السطل حتى "تكمل الخبرية".


اننا اليوم نعيش حالة "تسطيل" من دون تحشيش، أزمات خدرت العقول ان كان في السياسة أو الاقتصاد او المعيشة التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، ولا حل لها حتى بالأفق البعيد، وعلى الأكيد لن تنحل حتى ببرميل ثلج ومياه مثلجة... حتى كل ما يحدث في المنطقة من قتل وذبح وتهجير وعودة الى الظلام هو قمة "السطلنة". ان السطل اليوم يلعب دور البطولة في كل ما يجري من ويلات ومآس، والعالم يتفرج كأن سطل مي باردة انسكب عليه. السطل زاد بشكل كبير اعداد المساطيل وكل يوم يولد اكثر من واحد ويلزم معجزة لوقف السطلنات المتكاثرة على كل الصعد. وقصة السطل عتيقة واستعملها الرحابنة في مسرحية "بياع الخواتم" بمشهد الشاويش، يقول: علقت خناقة ع المي وازعجوا سكان الحي وصادرنا السطل المسؤول والسما بداخله وسلمناه للمراجع الامضاء الشاويش". يعني باختصار صار بدنا شاويش يصادر كل "سطولة" البلد ويحجزها في مكان لا عودة منه حتى ما يبقى ولا سطل بكل المنطقة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم