الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حادث عين عطا أوقع قتيلاً وجريحين وتوقيف 10 تهريب أفراد من سوريا يثير قلق أهالي راشيا

زحلة – دانييل خياط
A+ A-

لا تتركوا الطريق بين شبعا وراشيا سبيلا الى قلق أهالي قرى راشيا الذين ما انساقوا الى دروب القتال الجاري في سوريا، ولا استجروا تداعياته على البلد، بل على النقيض هم بيئة حاضنة للجيش.


أهالي راشيا يريدون ان يقيم الجيش حواجز في وجه من ينقلون المشكلات من سوريا الى منطقتهم، عبر تهريب افراد يفدون من الاراضي السورية عبر المسالك الجبلية غير الشرعية الى شبعا الجنوبية المتاخمة للحدود مع سوريا، وينقلونهم عبر طريق عين عطا – عين حرشا البقاعيتين الى داخل البقاع، خصوصاً ان هؤلاء المتنقلين تحت جنح الظلام ليسوا من العائلات الفارة من المعارك، بل هي حركة لافراد ذكور، لا يُعرف ان كانوا مدنيين او مسلحين او عسكريين نظاميين فارين بحياتهم ام إن لهم مقاصد اخرى. هذه الحركة التي يمكن ان تكون في الاتجاهين بين لبنان وسوريا المستعرة حروبها، لا تبعث القلق في نفوس اهالي قرى راشيا وحدهم، خصوصاً انهم بعد معركة عرسال، باتوا العين الساهرة في الليالي المتعاونة مع الجيش والاجهزة الامنية والمؤازرة لحفظ بلداتهم ودروبها التي سبق أن شهدت توقيف داخلين خلسة، وقد أدى آخر حادث هناك الى مقتل سوري وجرح اثنين بعيد منتصف ليل الاربعاء - الخميس الفائت، كانوا في عداد ركاب "فان" متجه بهم الى البقاع عبر طريق شبعا – عين عطا. وفي رواية ما حدث ليلا ان "الفان" رفض الامتثال لأوامر التوقف، خلال عبوره الطريق في خراج بلدة عين عطا، كما تزعم الرواية، فأطلقت عليه النار، مما ادى الى مقتل احد ركابه سامي صلاح رجب، وجرح اثنين هما علي ايمن شقرا وعمر الشلوكي وكانوا جالسين في المقاعد الخلفية للفان الذي اقلّ 7 سوريين آخرين، هم: أيمن احمد طالب، بشار ماجد معضماني، ممدوح عبد الرزاق كوكش، مهند عدنان عبيد، أحمد محمد، محمد سعيد حجازي ووحيد مروان الحجر، وجرى توقيفهم جميعا، الى جانب المهربين الثلاثة وهم سائق "الفان" ومساعدان له لبنانيون من بلدة الرفيد.
ليس الوصول الى مكان الحادث بصعب، فالطريق معبدة. من مفترق راشيا نتجه نزولا الى بلدة بيت لهيا، نتبع الطريق فنعبر بمحاذاة مدخل بلدة عين حرشا فمدخل بلدة عين عطا، وبدل الانحراف يمينا في اتجاه الكفير في حاصبيا حيث تتمركز نقطة للجيش، نواصل الطريق صعودا. لا تزال الطريق معبدة، لكنها مقفرة لا تحوطها سوى الجبال والاحراج، نعبر بمكان الحادث ولا شيء يشير اليه، باستثناء آثار الآليات المجنزرة للجيش. عند أعلى نقطة وقبل البدء بالانحدار، يبان في اسفل الطريق المنحدرة حاجز جيش شبعا، يدل عليه مكعب اسمنتي مطلي بألوان العلم اللبناني، يتيما لا مركز اعلى منه يحميه.
كيف يتجاوز الداخلون خلسة الحاجز ليصلوا الى نقطة التقائهم مع مهربيهم الى داخل البقاع؟ بحسب "الدليلة"، نبحث عن المسالك الترابية التي رسمتها عجلات السيارات في الجبال، في المرتفعات التي تعلو الحاجز من دون ان يراها من موقعه هناك في القعر. هذه المسالك تنفذ الى الطريق المعبدة، حيث نقف. ومنها اما يمكن سلوك طريق ترابية من الجانب الآخر للطريق، تصل عبرها الى الآثار الرومانية لبلدة عين حرشا، في المقلب الآخر من الجبل، ومن ثم نزولا في اتجاه البلدة من دون الحاجة الى المرور في وسطها، بل عبر طريق ضيقة تنفذ الى طريقها الرئيسية قرب المدرسة الرسمية، وهذا المسلك هو الأصعب ليس لوعورة الطريق فحسب بل أيضا لأنه الأقرب الى المنازل، واما سلوك الطريق المعبدة التي سلكناها، غرباء نتوقف نترجل نلتقط الصور، من دون ان نجد من يعترضنا او يسألنا ماذا نفعل على طريق المهربين، عندها فقط تفهم قلق الاهالي ومطالبتهم بنقاط للجيش.
كل دروب تهريب البشر في تلك المنطقة، لا بد من ان تعبر بالتقاطع عند مدخل عين حرشا، حيث كان مركز للجيش، يطالب الأهالي بإعادته فيبعث الأمان في نفوسهم. وبحسبهم، فإن موقعه الاستراتيجي الآمن يبعث أيضا برسالة الى المهربين أن الطريق ليست متروكة، ويقطعها امام الداخلين خلسة ومهربيهم لقاء 300 دولار على الرأس، قبل بلوغهم الطرق الجانبية عبر البساتين والاحراج التي تربط المنطقة بالرفيد، وهو المسلك الاكثر اعتمادا من المهربين الى داخل البقاع، بحسب الاهالي، تفاديا لنقاط الجيش والمرور بمناطق آهلة، كما هي الطريق الأخرى عند مفترق عين معضاد في بيت لهيا.
لا يطلب اهالي قرى راشيا الواقعة على الطريق الى منطقة شبعا المفتوحة على تداعيات الصراع السوري، سوى ان يكونوا بأمان الجيش، حاجز يصبّحونه ويمسّونه، وينامون ملء جفونهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم