الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل يخرج غول من الحياة السياسية كرئيس معتدل لتركيا؟

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

سيخرج رئيس تركيا المنتهية ولايته عبدالله غول من قصر الرئاسة يوم الخميس شخصية معزولة ليس له أي مكان في الحكومة الجديدة بعد ان قرر حزبه عدم منحه اي منصب هام.


الا ان العديد يشككون في انه سيدخل عالم النسيان السياسي بهدوء، وانه لن يعود الى الساحة مرة اخرى.


وكان غول (63 عاما) شريك رئيس الوزراء السابق ورئيس البلاد الحالي رجب طيب اردوغان، في تأسيس حزب العدالة والتنمية، وحليفه في السياسة معظم العقد الماضي. ولكن في الاشهر الاخيرة اصبح الخلاف المتزايد بين اشهر شخصيتين سياسيتين في تركيا واضحا.


وانشق غول عن اردوغان خصوصاً عندما انتقد سياسته في قمع الاحتجاجات الحاشدة التي هزت الحكومة في عام 2013.
كما دعا الى تحسين العلاقات مع الغرب، ولم يشارك اردوغان خيبة امله وانتقاداته لخلع جماعة الاخوان المسلمين من الحكم في مصر.
لكن وبعد يوم من فوز اردوغان الساحق في الانتخابات الرئاسية، نفى غول التكهنات بانه قد ينضم الى حركة سياسية جديدة، واعتبر انه "من الطبيعي العودة الى حزبي".


وتطبيقا للقانون التركي الذي ينص على ان الرئيس يجب ان يكون محايداً سياسيا، فقد قطع غول جميع علاقاته مع حزب العدالة والتنمية اثناء رئاسته.
والسؤال المطروح هو ما اذا كان غول سيستخدم نفوذه للضغط من اجل احداث تغيير داخل حزب العدالة والتنمية، بعد الاهانات المتعمدة التي تعرض لها في نهاية ولايته.


وفي كلمته الوداعية أمس، قال غول انه حافظ دائما على "حياديته" كرئيس. ورأى الكثيرون في الكلمة التي اختيرت كلماتها بدقة انتقادا مقنعا لخطط اردوغان الذي أسند المزيد من الصلاحيات لمنصب الرئيس.


واغلقت الابواب كليا امام فرص غول لتولي رئاسة الوزراء بعد ان قرر حزبه عقد مؤتمر لترتيب خلافته قبل يوم من تنصيب اردوغان رئيسا للبلاد، مما يعني ان غول لن يتمكن من المشاركة في المؤتمر.
ورأى استاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في اسطنبول سولي اوزيل انه "لا شك في ان قرار عقد مؤتمر الحزب في 27 اب اتخذ بهدف ابعاد غول عن شغل اي منصب له نفوذ في الحزب"، مضيفاً "اعتقد ان غول سيواصل النضال داخل الحزب".
الا ان محللين يرون انه من المرجح ان يكتفي غول بالجلوس على الحياد في الوقت الحالي، وان لا يتحرك مرة اخرى الا بعد ان تبدأ علامات الضعف على حزب العدالة والتنمية، ويبدأ اردوغان في فقدان شعبيته.


والمح غول الى انه لا يعتزم العودة الى السياسة "سانتقل الى اسطنبول، واستمر في العمل من اجل نجاح تركيا. ساتصرف كشخص كان رئيسا للبلاد".
ويريد اردوغان من حزبه ان يسعى من اجل وضع دستور جديد يمنحه مزيدا من الصلاحيات وهو ما يتطلب حصول الحزب على اغلبية الثلثين في الانتخابات العامة المقبلة في عام 2015.
ورأى زيريك ان انتخابات عام 2015 ستكون "اختبارا حاسما" للحزب وهي التي ستقرر مصير غول، متابعاً: "اذا فشل الفريق الجديد، فان كبار زعماء حزب العدالة والتنمية سيطلبون من غول العودة كزعيم للحزب".


وحرص غول على الدوام على اظهار ولائه الشديد لاردوغان.
وقاد غول الحزب الى نصر كاسح في اول انتخابات يخوضها، ولم يكن بامكان اردوغان تولي منصب رئاسة الوزراء بعد قضائه فترة في السجن على اثر قراءته قصيدة اسلامية.


فما كان من غول الا ان شغل ذلك المنصب نيابة عنه لفترة وجيزة ليسلمه له دون اي احتجاج، عندما سمح له بتولي رئاسة الوزراء. وكتب الصحافي جنكيز جندار ان غول ليس شخصا يمكن تهميشه و"عدم ولاء" الحزب له اثار اسئلة حول مبادئ "تركيا اردوغان الجديدة".
ورغم التزام غول الصمت، الا ان زوجته انتقدت علنا من اعتبرت انهم ظلموا زوجها.
وأشارت إلى ان "عبد الله بيه لا يمكن ان يقول ذلك لأنه لبق، الا انه تعرض للكثير من الاتهامات الباطلة وقلّة الاحترام".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم