الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فابيوس: لا يمكن التحرك في العراق دون التساؤل عن الوضع في سوريا

المصدر: باريس - "النهار"
سمير تويني
A+ A-

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه "لا يمكن ان نقدم الى الشعوب الاختيار بين الديكتاتورية والإرهاب فقط"، معتبراً انه "لا يمكن التحرك بشكل فعال في العراق دون التساؤل عن الوضع في سوريا".
في حديث مطول الى صحيفة "ال فيغارو" الفرنسية قبل انطلاق اعمال المؤتمر ٢٢ للسفراء الفرنسيين المعتمدين في الخارج، رأى فابيوس ان الأزمات التي يعيشها العالم في صيف ٢٠١٤ سببها عدم وجود قوة دولية تضبط إيقاع الوضع الدولي، بعد ان كان العالم محكوما من قبل قوتين : روسيا وأميركا وثم من أميركا وحدها.


الاستقرار الصعب


وبالنسبة اليه، لا يوجد اولا اليوم دولة او مجموعة دول يمكنها ضبط الاستقرار، وثانيا لم تعد دول استلمت فصائل فيها الحكم دولا كـ"الدولة الاسلامية في العراق"، اذ انها افتقدت القوى التي تحتاج اليها للسيطرة على القوى التي سيطرت على الحكم، اضافة الى الوضع الخاص في الشرق الاوسط والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي المستمر والصراع السني - الشيعي وسوء إدارة قوة التنمية واججة مشاعر الإحباط في هذه الدول. واعتبر اننا بحاجة اليوم لمجابهة هذا الواقع الى عالم متعدد الاطراف لتأمين الاستقرار والسلام.
اما فيما يتعلق بـ"الدولة الاسلامية"، فقد اشار ان "الوضع خطيرا جداً لان هذا التنظيم خطيرا للغاية لانه بأهدافه وقوته وتنظيمه اخطر من التنظيمات الارهابية السابقة وقد انفصل عن تنظيم القاعدة لانه يعتبره "لينا" ومن الوهم اعتبار ان هذا التنظيم سيتوقف هجومه على العراق وسوريا. فهذا الواقع يطال منطقة الشرق الوسط والعالم ولذلك اقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مؤتمرا دوليا حول امن العراق".



واوضح انه لا يمكن التحرك بشكل فعال في العراق دون التساؤل عن الوضع في سوريا. ففرنسا في نفس الوقت تحترم القانون الدولي ولا تريد الوقوع في الفخ الذي نصبه الجهاديين. والبعض يلومنا لعدم التحرك عاجلا في سوريا، ويوضح عندما دعونا لمؤتمر جنيف لم يكن في سوريا وجود "لحزب الله" وإرهابيين وقد دعمنا في حينه المعارضة المعتدلة وهذا لم يكن حال الجميع كما ذكّرت بذلك وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في مذكراتها هيلاري كلينتون. بعد ستة اشهر انتشر الإرهابيون!


تخيير الشعوب


وأضاف: " في اب ٢٠١٣ كنا جاهزين للتحرك بعد استخدام النظام السلاح الكيميائي ولكن التدخل لم يحصل. لا يمكننا اعادة التاريخ الى الوراء وليس بإمكاننا تخيير الشعوب الخيار بين الديكتاتورية والإرهاب".
واكمل ان موقفنا كان صائبا عندما دعمنا المعارضة المعتدلة التي لديها نظرة شاملة، اما اليوم فإنها تلاحق وتجابه الطرفين المتصارعين ولا يجب ان ننسى ان بشار الاسد ساهم في انتشار توسع الإرهابيين بعدما أخرجهم من السجون.
ويقول: بالنسبة الى تردد الرئيس الاميركي باراك اوباما حيال التحرك عسكرياً في سوريا ومسؤوليته عن تدهور الوضع، "لا اريد احكم على الحلفاء. الرئيس اوباما يتعرض اليوم الى حملات ولكن يجب التذكير انه يوجد داخل الشعب الاميركي ملل من الحروب ويعود علينا الأخذ بالاعتبار هذا الموقف خاصة وان التدخل العسكري في العراق جابهته معارضة". وينوه بان الولايات المتحدة تنتقد عند تدخلها او عدم تدخلها. ويلاحظ انه كانت هناك فرص ضائعة ويمكن ان نشاهد أيضاً مراجعة استراتيجية.


اما بالنسبة الى انتقاد رؤساء وزراء فرنسيين سابقين للسياسة الخارجية الفرنسية في الشرق الاوسط ، قال: احاول ان اعمل في سياستنا الخارجية في إطار توافق داخلي واسع لان فرنسا أقوى عندما تكون مدعومة من المسؤولين الفرنسيين ومن الملفت اننا نشاهد دعما خارجيا لمبادراتنا فيما هناك معارضة داخلية.


أوروبا تواجه صعوبات


ويضيف "اما بالنسبة الى السياسة الخارجية الاوروبية، فاوروبا تواجه صعوبات لتطوير سياسة خارجية، ولكن بشأن العراق، بدأت أوروبا بالتحرك بصواب، اذ انها دانت بقوة "الدولة الاسلامية" وأنشأت جسراً لتوزيع المساعدات الانسانية وتؤيد حكومة اتحاد وطني في العراق وتدعم تسليم السلاح الى الأكراد. وأوروبا التي حفزتها خاصة فرنسا اتخذت القرارات الصائبة وبعض البلدان التي لم تكن تسلم سلاحاً كألمانيا قررت القيام بذلك في العراق. وهذا يمثل تعديلا جوهرياً في الموقف الاوروبي".
اما بشأن معركة "الدولة الاسلامية" مع مفهوم "الغرب"، يقول فابيوس ان" الدولة الاسلامية" تشكل تهديداً مميتاً لكل ما هو غيرها.وليس فقط للغرب بل أيضاً للعالم الاسلامي. والأخطر ان مفهوم الغرب ينطبق أيضاً على اسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية ويعود على فرنسا التي تحمل المبادئ العالمية ان تقيم الجسور بين هذه الدول.
وختم قائلا: لمجابهة أزمات صعبة كالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، لا يمكن لفرنسا ان تحل الازمة لوحدها. نعيش اليوم في عالم لا يمكن فيه حل الأزمات من الخارج، شخصان داخل مكتب ليس بإمكانهما تقرير حدود الدول، وكان ذلك واقعا في بداية القرن العشرين وخلال الاستعمار. اما الآن، فيجب العمل من خلال شبكات والأخذ بعين الاعتبار المنظمات الغير حكومية والفوارق والتعقيدات، وفي الوقت عينه ان نكون على استعداد لاتخاذ القرارات الصارمة، إقرار ما هو العادل إقراره جماعياً وهذه من سيم الديبلوماسية الفرنسية، وفرنسا تقدم مساعداتها المفيدة للمجتمع الدولي ولا تعتبر انه يمكنها ان تقرر وحدها بمعزل عن الآخرين ولا قوة عالمية بإمكانها ذلك اليوم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم