الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

La Belle et La Bête الحب دواء اللعنة

جوزفين حبشي
A+ A-

رواية "الجميلة والوحش" التي اصدرتها غابريال سوزان دو فيلنوف عام 1740هي من اكثر الروايات اقتباساً للسينما والمسرح والتلفزيون، وقد قدمت حتى اليوم في ثمانية افلام، اشهرها شريط جان كوكتو بالابيض والاسود عام 1946، وانيمايشن ديزني الشهير عام 1991.
تاسع هذه الإقتباسات الشريط الفرنسي Belle et La Bête La من اخراج كريستوف غانز وسيناريو ساندرا فو- ان، والذي نتابعه بنسخة انكليزية حالياً في الصالات، على ان يليه قريباً شريط عاشر من اخراج المكسيكي غييرمو دل تورو من بطولة ايما واتسون. شريط مخرج Crying Freeman وPacte des loups وSilent Hill هو اقتباس للنص الاصلي لرواية الحب الشهيرة، ويبدأ مثل معظم افلام غانز، بشخص يروي قصته، من خلال حبكة نسائية هذه المرة، تركز على وجهة نظر الجميلة بيل (ليل سيدو) ابنة تاجر (اندريه دوسوليه) اصيب بالافلاس عام 1810 بعد غرق سفنه. والد بيل يحتجز في قصر مسحور يسكنه امير (فنسان كاسيل) حلت عليه لعنة وحوّلته وحشاً مخيفاً. الوحش يحكم على الوالد بالموت لأنه قطف لابنته وردة حمراء من غابته المسحورة، لكن بيل تضحي بنفسها وتذهب مكان والدها الى الوحش الذي يعفو عنها، ويبقيها سجينة لديه على امل ان تحبه، فينقذه حبها من اللعنة. كلنا نعلم انها تتمكن في النهاية من حبه، لكن تشويق الشريط يكمن في محاولتها اكتشاف السر وراء تحوّله وحشاً، من خلال استعادات مشهدية حلمية لماضيه تتداخل في خط متواز مع حاضره بشكل سحري، اضافة الى قصة شقيقها ماكسيم (نيكولا غوب) المتورط مع عصابة الشرير بردوكاس (ادواردو نورييغا) المصمم على سرقة قصره. اجمل ما في الفيلم أنه مقدم برؤية جديدة سحرية المناخ، مستوحاة من عالم المخرج الياباني هاياو ميازاكي بصوره الخيالية، وقيمه الانسانية والبيئية، فرغم ان السيناريو قائم على حبكة اساسية ومعروفة، الا أنه عالج موضوعات انسانية على علاقة بكل ما يتصل بالانسان من حيوان وطبيعة ومعادن، وتميّز فعلاً بمشهديته المذهلة التي تشبه قصيدة مرئية مرسومة بحرفية بواسطة صور جميلة غنية بالالوان، وديكورات ضخمة وخرافية، وازياء خلابة، تداخلت كلها بتناغم مع كثير من المؤثرات الخاصة الرقمية المتقنة والمبهرة الى درجة لن نشعر معها متى ينتهي الواقع ليبدأ الخيال. اما البطلان فتماماً مثل الفيلم، مقنعان في الشكل اكثر من المضمون. ليا سيدو ملائمة تماماً بجمالها الملائكي المشرق كالشمس، لكن الشغف الذي يحطم القيود ويلغي المظاهر ضائع وسط الابهار المشهدي. ليا، ويا للأسف، لم تتمكن من اظهار انجذابها الى الوحش بماكياجه الرقمي فانسان كاسيل الذي كان خيار المخرج الاوحد نظراً الى ما يتمتع به من كاريزما تمزج الجاذبية بالوحشية والرجولة والنبل والاعتداد بالنفس.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم