اقتراح عون يربك الحلفاء قبل الخصوم

فوجىء الوسط الديبلوماسي العربي والغربي في بيروت بالتوجه الجديد لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النيابية ميشال عون للوصول الى قصر بعبدا بإقتراح نيابي يرمي الى تغيير نظام انتخاب رئيس جديد للجمهورية فيصبح مباشرة من الشعب بدلا من مجلس النواب . ويوجب اقتراح القانون على كل فريق سياسي تحديد موقفه منه . وافادت مصادر في قوى 8 آذار ان الاقتراح الجديد لعون هو اقتراح محرج لها، تفرد به كعادته على حد تعبير احد الحلفاء" واكد انه لم يتم التشاور معنا قبل الإعلان عن الاقتراح.
وهناك اكثر من وجهة نظر حول هذا الموضوع الذي يستوجب تحضيرا للرأي العام قبل طرحه ولا يكون باقتراح قانون يرفع الى مجلس النواب ويعلن عنه في مؤتمر صحافي .
ورأى احد القياديين المعارضين لهذا الاقتراح "اذا كان عون يتكل على الدعم الذي أظهره الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فهذا لا يعني بالضرورة ان الرئيس نبيه بري الذي أيده بعدم التمديد للمجلس بانه سيدعم اقتراحه بالنسبة لانتخاب الرئيس من الشعب لان توقيت هذه المبادرة غير مناسب وغير كاف ويحتاج الى كثير من المشاورات والاستفسارات .كما ان الركن الاخر من قوى 8 آذار النائب سليمان فرنجية يتريث من تحديد موقفه، وثمة من يعتقد ان هذا الاقتراح غير مناسب في الوقت الحاضر . ومن المتوقع ان تعارض قوى 14 من آذار هذا الاقتراح وتنصح بإجراء الانتخاب الرئاسي، في وقت بدأت ولاية مجلس النواب الحالي بالانحسار وللتذكير اخر مهلة هي 16 تشرين الثاني المقبل" .
وحذر احد سفراء الدول الكبرى المقيم في بيروت من التمادي العبثي في تضييع الوقت بالنسبة لهذا الاستحقاق الدستوري الذي تحول من عملية عادية الى عملية معقدة وكلما تأخرت كلما تراكمت عقدا بمرور 95 يوما على إغلاق قصر بعبدا ويكمن السبب الفعلي وراء هذا التعقيد في الطموح الشخصي للوصول الى الرئاسة وليس الخلاف على برنامج يعالج المعضلات المعيشية للمواطن من غلاء معيشة ومياه وكهرباء وبطالة وزعزعة في الامن وقلق من هجوم يشنه تنظيم داعش من جديد .واعاد السفير الى الأذهان ان الجنرال كان اول من طرح اجراء انتخابات نيابية لانتخاب رئيس جديد لانه لا يؤمن بأهلية النواب الحاليين وله في عدادهم 27 عضوا .
واستغرب السفير "عدم تحسس المتسابقين على طريق الرئاسة لخطورة التفاعلات السلبية التي تتعاظم بفعل ممارسات "داعش" الإجرامية وأنماط العيش الذي يفرضه على المناطق التي يحتلها سواء في سوريا او في العراق" . ودأب على توجيه التنبيه تلو الاخر في السر وفي العلن من ان المضي في تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو عامل مشوش للاستقرار السياسي ويعرض البلاد الى اهتزاز سياسي وأمني.