الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"مش وقتها" يا جنرال!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

لا يشكك أحد في الديموقراطية التي يبحث عنها "التيار الوطني الحر"، لكن "مش وقتها" تغيير النظام السياسي اللبناني وتعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، بعدما اجتاز الاستحقاق دورته الاولى وتوقف عند عدم اكتمال النصاب، فضلاً عن الفشل السياسي التام في اتمام اي استحقاق وما الدليل على ذلك سوى "عقدة" سلسلة الرتب والرواتب وتقديم الافادات وتأجيل الانتخابات النيابية والتمديد للنواب.


الفكرة التي طرحها عشرة نواب من "الوطني الحر" ليست جديدة، و"القوات اللبنانية" ترى ان لا امكانية لتطبيقها في الوقت الحالي، ويقول عضو الكتلة شانت جنجنيان لـ"النهار": "نقول له تعا لننتخب، برد علينا بتعوا لنعدل الدستور"، مضيفاً: "في الوقت الذي لا نستطيع فيه الاجتماع على انتخاب رئيس جمهورية او اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، يطرح التيار الوطني الحر قضية أصعب على الطاولة، فيما الحلول الاساسية للاستحقاق متوفرة، حيث هناك مرشح للرئاسة ومن يريد المنافسة فليترشح وينزل إلى المجلس للتصويت، وليس لتعديل الدستور"، متسائلاً: "لماذا استيقظ الجنرال على هذا الطرح في هذا التوقيت".


تناقض في الطروحات


الطرح العوني فرض تساؤلات عديدة عن "التناقض" في أفكار "الوطني الحر"، فمن جهة يريد رفع نسبة التمثيل المسيحي بالقانون الأرثوذكسي ومن جهة أخرى يدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية من كل الشعب، ويسأل عضو كتلة "المستقبل" سمير الجسر: "كيف يطرح الوطني الحر هذا الامر فيما طرح في السابق القانون الأرثوذكسي ودعا إلى أن ينتخب المسيحي- المسيحي، من أجل التقليل من تأثير صوت المسلم على انتخاب الشخصية المسيحية؟".
المعركة بدأت برأي الجسر ويذكر بـ"حصول الدورة الأولى وإذا كان طلب "الوطني الحر"  من أجل الاستحقاق الحالي سيكون غير ممكن النقاش فيه، وإذا كان لاعتماده في الاستحقاق المقبل فمن المبكر التحدث فيه، فضلاً عن أن الانتخاب المباشر يتم في ظل نظام رئاسي، وليس في نظامنا الديموقراطي البرلماني".


كلنا يطمح بتغيير النظام


"ربما كان الاجدر بنواب "الوطني الحر" حضور جلسات انتخاب رئيس للجمهورية بدلاً من طرح مواضيع تشكل حالة تعقيدية في الوقت الحاضر"، يقول عضو كتلة "الكتائب" إيلي ماروني الذي يتمنى أن نصل في يوم من الأيام إلى الديموقراطية الكاملة وانتخاب رئيس من الشعب، لكنه يسأل: " هل برأيهم هذا هو الوقت المناسب؟ فاليوم هناك فراغ على المستوى الرئاسي وقد يصل بنا إلى فراغ على مستوى المجلس النيابي، والأولوية ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية وتأمين عمل مؤسسات البلد وبعدها نطرح التعديلات التي نريد، لأن كلنا يطمح الى تطوير النظام السياسي في لبنان".


"تسلاية القصة؟"


كعادته رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون يتميّز بمواقف مقتضبة لكنها دسمة في التعبير، ورغم محاولته عدم الاجابة بالقول "محضورة ما فيّ جاوب"، عاد وغضب من فكرة تعديل الدستور وسأل: "من إمتى يتم التلاعب بالدستور... مفكرين انو متل ما بدهم فيهم يعملو... انو هيك تسلاية القصة... كل ما طلع على باله الواحد يغني موال بغني مواله؟"، ودعا إلى "التقيّد بالدستور واجتياز هذه الفترة الصعبة وعندما تهدأ الامور في لبنان... لاحقين على كل شي وليس تقديم الاقتراح في هذه "الحشّرة".


دعم كامل للطرح


من جهته، عضو كتلة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النائب مروان فارس الذي أعلن دعمه الكامل لانتخاب رئيس للجمهورية من الشعب، يقول: "نحن مع كل ما يعبّر عن الديموقراطية في البلد ومع لبنان دائرة واحدة في الانتخابات النيابية ومع اعتماد مبدأ النسبية وانتخاب رئيس جمهورية من الشعب اللبناني". ماذا عن التوقيت؟: "عندما يطرح علينا تعديل الدستور سيكون لنا موقفنا، لكن في المبدأ نحن مع تغيير النظام السياسي بأكمله في لبنان".


اما في صفوف نواب "الثنائية الشيعية" فيسود صمتٌ حيال الطرح "العوني"، خصوصاً وان القيادة لم تدلِ بدلوها بعد حول موقفها من المسار السياسي-التشريعي للتعديل الدستوري.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم