الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لم تكن تعرف ماذا ينتظرها على متن الطائرة

كلودا طانيوس
A+ A-

هناك كثير من الأشخاص العازبين ينشدون نسج علاقة رومانسية، وفيما يتوجهون إلى أماكنَ تُعتبَر جامعة لشركاء محتملين، تحصل أحياناً لقاءاتٌ بين شخصَين عبر مصادفة جميلة في أماكن غريبة لم تخطر على بال أحدهما أنه سيتعرّف إلى شريكه المستقبلي فيها:


 


 


1- في المصعد:


اللبنانية إلسي ج. تعرّفت إلى خطيبها الحالي في المصعد! تُخبر "النهار" أنها كانت ترى ريشار في المبنى الذي تعمل فيه، وعلمت أنه موظّفٌ هناك أيضاً. وفيما انجذبت إليه، لم تتحدث إليه وتركت انجذابها من جهة واحدة.


لكن مصعد المبنى جمعهما ذات يوم، وكانا وحيدَين في صعودهما كلٌّ إلى طابق عمله. توتّرت إلسي وتقول إن ريشار لاحظ الأمر وابتسم لها فحادثها سائلاً إياها أين تعمل. فأجابَته وسألته السؤالَ نفسه. كان المصعد يتحرّك بسرعة صعوداً، وصلت ألسي إلى الطابق الرابع حيث تعمل، وتقول لـ"النهار" ضاحكةً إنها تمنّت لو تعطّل المصعد ليظلا محتجزَين مغاً داخله، فيتحدّثا وتتعرّف إليه أكثر، لكن ألسي خرجت مستئذِنة، وأكمل ريشار وحيداً في المصعد إلى الطابق السابع.


الحديث، إذاً، لم يدُم طويلاً. لكن ريشار تبعَ ألسي في اليوم التالي، بعدما علمَ ساعة مغادرتها العمل من صديقٍ له يعمل في الطابق نفسه معها، ناداها ودعاها لتناول القهوة، تُخبر ألسي، لكنها رفضت الأمر "لأني كنتُ متوجهة إلى القرية بعد العمل مباشرةً". اقترح ريشار أن يكون لقاؤهما في اليوم الذي يلي، فوافقت ألسي، وتصف أن لقاءهما في ذلك اليوم "كان مميزاً ومخيفاً في الوقت نفسه، إذ كنتُ أرجف وأبتسم معاً". ظلّا يلتقيان عند وقت الاستراحة وخارج وقت العمل أيضاً، إذ تطوّرت علاقتهما وكانت خُطبتهما في تموز الماضي.


 


2- على متن الطائرة:


ذات يوم من أيلول 2006 حين صعدت م. ز. إلى الطائرة المتوجهة من باريس إلى بيروت، لم تكن تتوقع أن تنجذب إلى الرجل الجالس بقربها. تخبر م. "النهار" أنه هو مَن حادثَها قرابة نهاية الرحلة فنشأت علاقة بينهما وجمعتهما الاتصالات والتدابير للصعود في الرحلات الجوية نفسها، وترى أن انجذاب الركاب خلال رحلات السفر أمرٌ غيرُ مستبعد، لكنه يزعج عندما يجلس أحدهم بعيداً من الآخر. أما هل تقوم بالتقرب ممّن أعجبها إذا ما جلس بعيداً منها، فتجيب م. بالنفي.


كذلك لا تنفي م. أن هذه الطريقة في التعارف غريبة، وتشير إلى أن علاقتها بالرجل "راكب الطائرة" تضمّنت 6 أشهر من تغيير الرحلات حتى يلتقيا، ذاكرةً أنها عند صعودها الطائرة يوم اللقاء الأول كانت متعبة الشكل وعمدت إلى وضع الماكياج خلال الرحلة، أي إنها لم تتوقع أبداً أن تلتقي به لتتحضّر وترتدي أو تظهر بطريقة جاذبة.


وتضيف أن الخوف من الطيران يخفّ عندما يرى الشخص أن الجالس بقربه يشاركه همّه هذا، وهي استغلت خوفها هذا من الطيران في تصرفاتٍ معينة ليحصل تواصل وتقارب بينهما.


 


3- في مأتم:


قد يكون المكان الأغرب، لكن دوري سعد التقت زوجها الحالي في مأتم عمّها (شقيق أبيها) عام 2010. تشير السيدة سعد لـ"النهار" إلى أن نيكولا هو صديقٌ لخطيب ابنة عمّها، فأتى إلى المأتم ليعزّي نسيبتَها. كانت دوري غير مهتمّة بشكلها، فهذا آخر همّ عند العائلة التي خسرت أحد أبنائها: "كنتُ أرتدي الأسود وشعري مرفوع وغير متبرّجة، كان يوماً حزيناً خصوصاً أن عمّي لم يكُن مسنّاً بل توفّي فجأةً بسكتة قلبية". رأى نيكولا دوري جالسة فسأل صديقَه عنها وعلمَ أنها قريبةُ خطيبتِه. فما كان منه إلا أن أتى في اليوم الثاني أيضاً لـ"يعزّي"، علماً أن جدتَه كانت قد توفيت في الوقت نفسه.


لم ترَه دوري في اليوم الأول من المأتم، لكن نسيبتها وخطيبها أعلماها أنه سيأتي في اليوم التالي ويريد أن يتعرّف إليها ويأخذ رقمها، حتى إنه قال لهما إنها هي المرأة التي ستكون زوجته. رفضت دوري إعطاءه رقمها عبر نسيبتها، وتخبر "النهار" أنها تفاجأت ""أدي راسو فاضي!" بما أننا في مأتم وليس وقتاً مناسباً للتعارف، كما أن هناك وفاة في عائلته أيضاً".


لكن دوري انجذبت إلى نيكولا حتى من غير أن تعرف أنه هو الشاب الذي دخل من البوابة في اليوم الثاني من المأتم، فجلس بجانبها بعد تعزيتها وحاول إضحاكها عبر المزح والحديث بسلاسة في سبيل "تغيير الجو عليها"، كما أنه عرّف عن نفسه لوالدها وخالاتها وأقربائها، وتصف دوري تصرفاتِ زوجها حينها بالقول: "كان جريئاً في تعريفه عن نفسه ودخوله إلى العائلة هكذا".


ثمّ تطورت العلاقة عبر الإضافة في موقع "فايسبوك"، وأتى نيكولا إلى منزل عمّها المتوفّي حيث تعرّف كلٌّ منهما بالآخر، فأعلنا خطوبتَهما بعد 10 أشهر، وتزوّجا في 29 أيلول من العام الماضي، لتُتوَّج فرحتُهما بولادة ابنتهما مؤخراً.


 


[email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم