الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

معارض علوي لـ"النهار": ما البديل عن الأسد؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

التحدث عن ثورة علوية على النظام السوري ومؤيديه قد يبدو غير واقعي، خصوصاً في ظل مواجهة الأقليات خطر اقتلاعهم من المنطقة مع تمدد سيطرة "الدولة الاسلامية" من جهة، واستغلال النظام لرجال هذه الاقليات خصوصاً العلوية من أجل الدفاع عن كرسي الرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى.


وما نقلته "النهار" الأسبوع الماضي عن تحركات علوية معارضة في محافظات عدة كطرطوس وحماه، ضمن حملة "صرخة" التي اشتهرت بأحد شعاراتها "الكرسي إلك والتابوت لأولادنا"، وما رافقها من تعليقات وردود، يؤكد حجم الكبت داخل نفوس العلويين ازاء ما يجري في المنطقة، أكان في رفض ارتهان الطائفة لصالح النظام او في الخوف من اقتلاع الطائفة العلوية من جذورها السورية مع سيطرة التشدد الاسلامي المتفشي في صفوف المعارضة السورية، واعتبار العلوية طائفة النظام السوري. ولا شك في أن الحركة المعارضة في صفوف العلويين لا تزال خجولة، إلا أن ما بدأ كحركة تململ من الاثمان البشرية الباهظة التي يدفعها ابناء العلويين للدفاع عن نظام الاسد، لا يمكن تقدير المدى الذي قد يبلغه.


يبقى السؤال ماثلاً بقوة امام العلويين: ما البديل عن الاسد أمام الظواهر "الداعشية" وفرض الشريعة الاسلامية المشوهة في بعض المناطق. وفي هذا السياق، تحدث الكاتب والناقد السياسي السوري ومؤسس ائتلاف الشباب العلوي ضد الأسد ثائر عبود لـ"النهار" عن واقع العلويين في هذه الأزمة وامكان ثورتهم، مذكراً بأن "العلوية كتوجه فكري وعقائدي تعتبر حركة تنويرية ضمن الإسلام وتهتم بالانفتاح والحوار وفق المنطق والعقل، فهي منفتحة على كل الأديان والعقائد وتعتبر نفسها حركة دينية مناهضة للتطرف والتشدد والعصبية، كما للعلويين تاريخ طويل في المنطقة ولهم مشاركاتهم في الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، باعتبارهم جزءاً أساسياً من النسيج السوري المتنوع".


معارضة العلويين


ينتقل عبود إلى مرحلة حكم آل الأسد، حيث "الارتباط بهذه العائلة نتيجة خروجها من رحم المعاناة العلوية من فقر وحرمان وتهميش في مراحل سابقة، ووجد فيها العلويون نوعاً من المظلة الحامية لهم من استبداد وتطرف وتكفير الآخرين"، بحسب عبود الذي يشير الى أن "النظام استغل هذه المشاعر وعززها في شكل غير مباشر لضمان الولاء المطلق له" .
المعارضة العلوية ليست وليدة ثورة 2011، فهي بدأت منذ تولي حافظ الأسد السلطة واستيلاء حزب "البعث" عليها، ويوضح عبود: "كان هناك أصوات علوية معارضة وفي الوقت نفسه كان آخرون يسعون إلى كسب رضا السلطة الحاكمة".


في 23 شباط عام 1966، شهدت سوريا أيضاً الانقلاب الثامن في تاريخها آنذاك، وتمثلت الحركة بمعارضة مجموعة من الضباط والمفكرين الرافضين لمبدأ السلطة الانقلابية والعسكرية والاستخباراتية، ويؤكد عبود أنه "تم التعتيم على كل هذه الحركات بكل الأساليب من قمع وترهيب".
وانتقل عبود إلى ثورة 2011، ليشدد على أن "العلويين كان لهم حراك كبير في الثورة وبدأته شخصياً بتأسيس ائتلاف الشباب العلوي ضد الأسد في 7 نيسان 2011"، وأدى هذا الأمر إلى ملاحقة عبود أمنياً وطلب تصفيته مع باقي ناشطي المعارضة السورية. لكنه يأسف "أن الطرف الآخر (المعارضة السورية) لم يكن أقل قمعية وتهميشاً من النظام نفسه، ولاحظنا أن هناك معادلة دولية وإقليمية تريد الحفاظ على معسكرين طائفيين متحاربين. ومع ازدياد وحشية الكتائب المسلحة وهمجيتها وعمليات الخطف والتنكيل بالأقليات وتوجه الثورة نحو الأسلمة، وجد العلويون أنفسهم أكثر التصاقا بالنظام الذي كان قد أخبرهم من قبل بما سيحصل لهم في حال تسليمه السلطة".


وأطلق عبود صرخة كسر فيها التساؤلات: "نعم هناك عدد كبير من العلويين الرافضين لحكم الأسد والبعث في سوريا، لكن ليس هناك حتى اللحظة، ومنذ ثلاث سنوات، بديل منطقي ووطني حقيقي نظيف يمكن التعويل عليه، وتالياً يبدو أن النظام ورغم مشاكله أصبح أفضل الحلول السيئة".


التقسيم


التقسيم أمر غير وارد في أجندة الطرفين بحسب عبود، ويعتبره "فقاعة اختبار بثت من قوى دولية لجس النبض وهي مرفوضة، لكن إذا كان الطرف الآخر لا يقبل بوجودك ويطالب بقتلك وتصفيتك وتكفيرك عندها ما هو الحل الأنسب؟". ويضيف: "حاربنا منذ ثلاث سنوات ولا زلنا الفكر التشويهي لحركة التحرر السورية والأجندات الغريبة الاقليمية والدولية التي سعت جاهدة إلى تحويل الثورة السورية نزاعاً دينياً طائفياً ولمسنا ذلك، ورأيناه بعين اليقين لدى الممولين والداعمين من العرب وغيرهم، ويا للأسف نجد أنفسنا اليوم الطرف الذي لا مصلحة لأحد بوجوده".


أحكام


ويختم عبود: "كنت أنا ورفاقي منذ ثلاث سنوات وبعدها من الصراع المرير، بين قمع النظام وإقصاء المعارضة، وحرب الطرفين علينا. نجد أن الطرف المسمى (ثوريا) يعتبرنا حتى اللحظة أبناء النظام في الوقت الذي يصرف فيه النظر عن أبناء السنة من شبيحة ومجرمين ومسؤولين ووزراء وغيرهم ويسوق لهم المبررات، ما يعني أن كلا الطرفين قد جعلك في خانة ضيقة وصنّفك سياسياً على أساس طائفي".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم