الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الحوثيون يحشدون انصارهم بصنعاء في تظاهرات اشاعت مخاوف أمنية

المصدر: خاص- "النهار"
أبو بكر عبد الله
A+ A-

اشاعت تظاهرات كبيرة دعا اليها زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، مخاوف شعبية ورسمية بالتزامن تقارير تحدثت عن ترتيبات يجريها الحوثيون لا شاعة الفوضى بالعاصمة صنعاء خلال موجة احتجاجات بدأت أمس بمشاركة عشرات الآلاف، تدعوا إلى اسقاط الحكومة وتأليف حكومة كفاءات.
وجال عشرات الآلاف من الحوثيين وممثلي بعض الفصائل الثورية الشبابية والأحزاب والمستقلين شوارع العاصمة، رافعين لافتات رسم عليها شعار الصرخة الذي يردده الحوثيون، وسط هتافات تطالب بإلغاء قرارات اقتصادية رفعت اسعار المشتقات النفطية، واسقاط الحكومة وتأليف حكومة كفاءات، والشروع بتنفيذ مقررات الحوار الوطني وهي الأهداف التي حددها زعيم جماعة انصار الله عشية التظاهرات وأعلن امهال السلطات أربعة أيام تنتهي يوم الجمعة المقبل قبل الشروع بتصعيد ثوري.
وساد القلق أجواء العاصمة، بسبب توقعات بحدوث مصادمات بين المتظاهرين الحوثيين وانصار جماعة الإخوان المسلمين من جهة والحوثيين وقوات الجيش التي انسحبت تماما من الشوارع التي سار فيها المتظاهرون، فيما شوهدت المروحيات والطائرات الحربية تحلق فوق سماء العاصمة حتى ساعات الظهر.
وشوهد مسلحون حوثيون يستقلون سيارات مكشوفة وبحوزتهم أسلحة في الأحياء المحيطة بالشوارع التي سار فيها المتظاهرون، وعزا مشاركون وجود هؤلاء إلى مخاوف من مخطط يستهدف شن هجمات مسلحة على المتظاهرين "لتشتيت الحشود الكبيرة وكبح التوجهات الهادفة إلى تصعيد الاحتجاجات حتى يوم الجمعة المقبل، وهو الموعد الذي حدده زعيم "انصار الله"مهلة للسلطات اليمنية لتلبية مطالب المحتجين، أو الانتقال إلى مرحلة تصعيد جديدة.
وانتشرت قوات عسكرية معززة بالسلاح الثقيل في محيط القصور الرئاسية وقصر الرئيس هادي وكذلك في محيط قصرالرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وانطوت التظاهرات التي نظمت بالتزامن مع الجولة الــ 23 لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وفق دوائر سياسية على رسالة تهديد إلى الرئيس هادي، بوضع نهاية لسياسة المحاصصة والتقاسم التي آلت إلى استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على النصيب الأكبر في المناصب القيادية للدولة في ظل مشاركة محدودة لقوى اليسار وغياب كامل للحوثيين.
مخاوف أمنية
ورغم المخاوف التي اشاعتها تظاهرات الحوثيين إلا أنها انتهت بصورة سلمية، فيما باشرت أوساط سياسية تحركات لمواجهة ما سموه مخطط يقوده الحوثيون للتوسع إلى العاصمة صنعاء بعد اسابيع من سيطرتهم على محافظة عمران.
وتحدث هؤلاء عن تحركات سياسية على مستوى ورفيع بين الرئاسة اليمنية وزعيم انصار الله" استهدفت تهدئة الأوضاع، وادارة حوار بين الجانبين في شأن القضايا موضع الخلاف وفي المقدمة، مشاركة الحوثيين في الحكومة الانتقالية وفقا لمقررات الحوار الوطني.
لكن الحوثيين نفوا تبنيهم مخطط للسيطرة على العاصمة واعتبروا المخاوف من التظاهرات نتيجة طبيعية لحملات التضليل التي تشنها وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرين إلى العديد من التظاهرات التي نظموها في العاصمة وآخرها تظاهرات يوم أمس كانت مدنية وانتهت بصورة سلمية.
تداعيات سياسية
وانتقد الرئيس هادي التهديدات التي اطلقها زعيم جماعة " انصار الله" الحوثية ضمنا واكد " أن اليمن اليوم يعيش في عصر العولمة وليس في عصر الكهوف، والمنطق المخالف المجافي للواقع وخلق الذرائع الكاذبة التي تخفي ورائها اهداف مشبوهة يدركها الجميع".
ولفت هادي في لقاء موسع جمعة مع العشرات من الوجهاء والمسؤولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومنظمات المجتمع المدني إلى تمسك اليمنيين بـ" الثوابت الوطنية المتمثلة بالحفاظ على النظام الجمهوري، والوحدة اليمنية والنظام الديمقراطي" والتي قال أنها تمثل" خطوطا حمراء لا يمكن لاحد تجاوزها".
ودعا إلى" تحكيم العقل والمنطق والموضوعية، بعيدا عن الخطاب المتشنج، وشدد على ضرورة تشكيل اصطفاف وطني واسع يتسامى فوق الضغائن ويطوي جراحات الماضي".
اصطفاف وطني
وفي غضون ذلك أعلن سياسيون واقتصاديون وادباء ومفكرون يمنيون من الوان الطيف السياسي، تجمعوا أمس في العاصمة تأسيس تجمع " الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، وانتخبوا هيئة رئاسية ضمت ممثلين من القوى السياسية والمستقلين، فضلا عن انتخاب لجنة تحضيرية.
وأكد المؤسسون أن التجمع عبارة عن مبادرة طوعية مستقلة للإسهام في بناء اليمن الجديد، والحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والنهج الديمقراطي ونبد ثقافة العنف والتطرف ودعم مقررات الحوار الوطني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم