الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قلق في "حزب الله" من توسع "الدولة الإسلامية"

المصدر: (عاموس هرئيل، "هآرتس"، 17/8/2014)
A+ A-

خصص الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله خطابه في الذكرى الثامنة لانتهاء حرب لبنان الثانية [حرب تموز 20016] هذه المرة إلى جانب الشتائم المعتادة ضد إسرائيل، للحديث عن الخطر الجديد الذي يقلقه اكثر من أي شيء آخر في الشرق الأوسط أي اتساع رقعة نفوذ "داعش" هذا التنظيم السني المتشدد الذي يبدو "حزب الله" بالمقارنة معه تنظيماً عقلانياً معتدلاً نسبياً. لقد وصف الامين العام للحزب الدولة الإسلامية "بالغول" الذي يتقدم في اتجاه الأردن والسعودية ايضاً، ودعا العالم العربي الى الاتحاد لصد هذا الخطر.
ويبدو ان ما يقلق نصر الله بصورة خاصة الجبهتان اللتان تقدمت فيهما الدولة الإسلامية في الاسابيع الاخيرة وهما: شمال العراق ووسطه، والحدود بين لبنان وسوريا. وقد اضطر الحزب، وهو تنظيم صغير نسبياً لا يتجاوز عدد المقاتلين في صفوف قواته النظامية اكثر من 20 الف مقاتل، الى ارسال اكثر من الف رجل من مقاتليه في المدة الاخيرة الى العراق لتعزيز الشيعة هناك والجهود التي يبذلها الجيش العراقي لصد هجمات الدولة الإسلامية. كما يوجد اكثر من 3 آلاف مقاتل آخر من "حزب الله" بصورة دائمة في سوريا ويشاركون في الدفاع عن بقاء نظام الأسد في وجه التنظيمات السنية حيث اصبح "داعش" في الآونة الأخيرة اكثر الجهات هيمنة وردعا.
في الآونة الاخيرة قام مقاتلو الدولة الإسلامية بهجوم مباغت على بلدة عرسال على الحدود بين سوريا ولبنان. ومن أجل التصدي لها نقل الجيش اللبناني و"حزب الله"- اللذان لوحظ تعاون وثيق بينهما منذ بدء هذه السنة- وحدات عسكرية من المنطقة الحدودية مع إسرائيل في الجنوب في اتجاه سهل البقاع اللبناني والحدود مع سوريا.
ورغم هجوم الامين العام لـ"حزب الله" على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة وثنائه على صمود سكان غزة فإن مشكلته الاساسية، التي هي ايضاً مشكلة إيران وسوريا وحكومة العراق،هي كيفية مواجهة نفوذ الدولة الإسلامية. والمفارقة أن هذا القلق لا يقتصر فقط على الشيعة والعلويون في الشرق الأوسط بل تشعر به ايضاً الدول السنية المعتدلة. فالأردن والسعودية ودول الخليج يقلقها الهجوم المجنون الذي تشنه الدولة الإسلامية على انحاء من العراق وسوريا.
يفسّر خبراء إسرائيليون يتابعون نشاط "داعش" نجاحاتها العسكرية بأنه يعود الى عنصرين: تحرك غير عادي لقواته بالاستعانة بقوة نارية بسيطة لكن فعالة؛ ومنظومة محكمة من الحرب النفسية يديرها التنظيم عبر أفعاله المتطرفة. فقد نجح "داعش" في مباغتة اعدائه اكثر من مرة من خلال تنفيذ قوات صغيرة نسبياً اجتياحات في عمق مناطق صحرواية، وذلك عبر مركبات رباعية الدفع مزودة برشاشات دوشكا قديمة من صنع روسي ترافقها شاحنات محملة بالوقود. ويبدو ان هذا كان هذا كافياً لمفاجأة المنظومات الدفاعية للجيشين العراقي والسوري وحتى القوات الكردية واسقاطها. وبعد النجاحات التي حققها مقاتلو الدولة الإسلامية استطاعوا السيطرة على ناقلات جند مدرعة ودبابات ووسائل اخرى من القوات النظامية التي هزموها، ونجحوا في اجتياز اراض صحراوية وجبلية من الصعب اجتيازها وباغتوا اعداءهم في عمق المناطق الكردية والسورية، حتى انهم وصلوا الشهر الماضي الى منطقة تقع الى الجنوب من بغداد.
يقدر مقاتلو الدولة الإسلامية بنحو 15 الف شخص فقط، لكن التنظيم نجح في اقامة شبكة من التحالفات مع قبائل سنية في وسط العراق تعتبر نفسها مظلومة في اقتسام ارباح بيع نفط الدولة. ويعتمد التنظيم على خبرة مقاتلين من السنّة وضباط وجنود سابقين من جيش صدام أبعدوا من الجيش بعد سقوط نظام صدام، وعلى اثر الغزو الأميركي للعراق سنة 2003.
ويمكن ان نضيف الى القدرة العسكرية غير العادية "لداعش" التنظيم المفرط، ولا يقتصر هذا على الايديولوجية المتطرفة بل يتعداه الى الاستعداد للتضحية والموت، والاستخدام الذكي لهذه العناصر في حملة ترهيب فتاكة دفعت بمئات الآلاف من اللاجئين الى الهرب من المناطق التي سيطر عليها التنظيم. كما ان الاخبار عن قطع الرؤوس والاعدامات المصورة بالسيوف والسكاكين والمذابح ضد ابناء الطوائف الاخرى واعمال الاغتصاب وخطف النساء تخدم الاهداف السادية للدولة الإسلامية في ترهيب اعدائها وجعلهم يهربون منها خشية من ايديولوجيتها واعمالها الفظيعة.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم