الايبولا يفرض تعليق الرحلات حيث انتشاره... فماذا عن "الميدل ايست"؟

علقت بعض الدول الرحلات الجوية الآتية من والى الدول التي يتفشى فيها فيروس إيبولا، مثل غينيا وليبيريا وسيراليون، وسط تزايد المخاوف من انتشار الفيروس. يهدد هذا الفيروس العالم بأسره وخلق حالة من الرعب، خصوصاً في أفريقيا حيث انتشر الفيروس بكثافة حاصداً اكثر من ألف ضحية.

ومن يوم الى آخر، تزداد خطورة هذا المرض مع تفشيه بسرعة كبيرة، غير ان الدول والمنظمات العالمية تتخذ الاجراءات المناسبة للحد من انتشاره.
وهذا ما فعلته بريطانيا ودول اخرى كثيرة، فقد أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتش ايروايز" تعليق رحلاتها إلى سيراليون وليبيريا بسبب انتشار الوباء. وأوضحت أنه تم تعليق رحلاتها من وإلى العاصمتين فريتاون ومونروفيا حتى 31 الجاري بسبب "الموقف الصحي الخطير". وقال متحدث باسم الشركة إن "سلامة ركابنا، وطاقمنا والفرق الأرضية العاملة يأتى دائمًا على رأس أولوياتنا، وسنبقى الرحلتين قيد المراجعة المستمرة فى الأسابيع المقبلة."
أما كوريا الجنوبية فاتخذت التدبير عينه، فقد أعلنت شركة الخطوط الجوية الكورية أنها ستعلق رحلاتها المتجهة من وإلى العاصمة الكينية نيروبى بدءا من 20 الجاري فى مسعى لتجنب انتشار الفيروس. وأشارت الى انها تعتزم تحديد امكانية استئناف رحلاتها بناء على تطور الاوضاع وتغير الظروف، ذلك دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل.
كما علقت غامبيا الرحلات الجوية الآتية من كل من غينيا وليبيريا وسيراليون، الدول الثلاث التي يتفشى فيها الفيروس إيبولا. وطلب مسؤول في الوزارة من رؤساء مختلف شركات الطيران العاملة في غامبيا الامتناع عن نقل الركاب الآتين من فريتاون أو كوناكري أو مونروفيا إلى بانغول. وأضاف أن قرار المنع يدخل حيز التنفيذ فورا ويظل ساريا حتى إشعار آخر. ولم يذكر البيان الصادر عن الوزارة هذا المنع، إلا أن الدول الثلاث التي شملها المنع هي تلك التي سجلت القسم الأكبر من الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس.
واعلنت ساحل العاج تعليق كل رحلات شركتها الجوية من والى الدول التي يتفشى فيها وباء ايبولا، ومنع كل الشركات من نقل ركاب من هذه البلدان الى ابيدجان.
كما اعلن رئيس غينيا الفا كونديه أمس "حالة الطوارئ الصحية" في عموم البلاد لمواجهة فيروس ايبولا، وذلك بطلب من منظمة الصحة العالمية التي اعلنت حالة الطوارئ الصحية العالمية لمواجهة الفيروس. وكانت غينيا قد أغلقت حدودها السبت الماضي مع كل من سيراليون وليبيريا، وذلك في إطار محاولاتها للحد من انتشار الفيروس.
دول كثيرة اتخذت الاجراءات بتعليق رحلات طيرانها الوطني الى الدول المنكوبة، فماذا عن لبنان الذي يملك جالية كبيرة في تلك البلدان؟

حتى الآن، الاجراءت التي تتخذها شركة "الميدل ايست" تقتصر على تبليغ مكتب الحجر الصحي في المطار بالحالات التي يشتبه فيها على متن الطائرة، فيتم اخضاعها للفحوص. ولا يبدو ان قرار تعليق الرحلات الى الدول المنكوبة بالوباء وارد حتى الساعة، وفق مصدر في الشركة.

واستبعد وزير الصحة وائل ابو فاعور في اتصال مع "النهار" ان يتم اصدار توصية بوقف رحلات "الميدل الايست" الى تلك البلدان، قائلاً: "لا يعقل ان نوقف هذه الرحلات فنحن بحاجة لنكون في جهوزية لنقل مواطنينا متى دعت الحاجة، كما ان من يستخدم طائرات "الميدل ايست" في تلك البلدان ليسوا من الاجانب بل هم اللبنانيون في اغلبهم".
واضاف "اننا نشدد الآن على الاجراءات التي تتخذ على متن الطائرة لعزل اي حالة يشتبه بها، واجراء الفحوصات اللازمة لها على ارض المطار".
وعن دور الوزارة في مساعدة اللبنانيين في المغتربات الافريقية حيث ينتشر المرض، اشار الى "الطلب عبر وزارة الخارجة بابلاغنا بحالات اللبنانيين المشتبه باصابتهم في افريقيا للتمكن من مساعدتهم".
ولفت الى ان الوزارة في صدد ارسال شحنة من المساعدات من ادوية ومعدات طبية لمساعدة اللبنانيين للبقاء على جهوزية لمواجهة المرض.
من جهته، يؤكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر لـ"النهار" ان لا قرار حتى اللحظة بوقف الرحلات الجوية من والى البلاد التي ينتشر فيها فيروس الايبولا. ويشرح ان الوزارة ستبلغ رئيس الحكومة بالوضع بعد ان تتوفر لديها كل المعطيات عن الفيروس وانتشاره ونسبة الخطورة في نقله الى لبنان. ويشير الى انه اذا استوجب الأمر الغاء هذه الرحلات، فالقرار سيتخذ بالغاء الرحلات.