الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

محردة عصية على "النصرة"... "ولن تسقط باذن الله" (صور)

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
A+ A-

محردة مدينة الشمس وجارة نهر العاصي، عاصية ان يكون ان مصيرها مثل مصير الموصل. ويقول اهلها بحزم انهم على استعداد للموت وعدم الخروج من مدينتهم. المدينة الاثرية المتميزة بالاثار الرومانية والبيزنطية وفيها 5 كنائس ويتحدر منها البطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ،باتت مسرحا لصواريخ مسلحي "جبهة النصرة" ومحاولاتهم المتكررة للدخول اليها والسيطرة عليها الامر الذي لم يتحقق حتى هذه الساعة. ومحاولتهم التي لن تكون الاخيرة منذ اسبوع للدخول عبر حاجز تلة الضهرة للجيش السوري جنوب محردة، حيث سقط الحاجز وتمكن الدفاع الوطني من استعادته الا انه كلفهم مقتل احد ابناء المدينة ويدعى شحود ناجح ضيعان الذي جرى توديعه في مأتم مهيب.


حرب دفاعية
قائد الدفاع الوطني في محردة سيمون الملقب بـ"ابو فهد" الذي لم تتعبه المحاولات المتكررة لـ "النصرة " لاسقاط المدينة التي يعيش فيها زهاء 17 الف مسيحي، يؤكد لـ"النهار" ان المدينة "لن تسقط بـاذن الله". ويعتبر ان الحرب الدفاعية التي يخوضها اهل المدينة الى جانب الجيش السوري، هي معركة وجود بكل ما للكلمة معنى. ولا يتردد بالقول "لن نكون معلولا ثانية واكيد لن نسمح ان يكون مصيرنا مثل اهالي الموصل، الاستشهاد في هذه الارض افضل مئة مرة من شحد عطف المجتمع الدولي لمحاربة داعش او للبقاء على قيد الحياة".
ولعل اصرار المقاتلين الاسلاميين على اسقاط هذه المنطقة لا يقل اهمية عن اسقاط معلولا بهدف تسجيل النقاط على النظام السوري بانه غير قادر على حماية المسيحيين الذين يقفون الى جانبه ويعتبرونه حاميهم.


نحن خط الدفاع الثاني
الا ان "ابو فهد" يؤكد ان نجاح المقاتلين لن يكون سهلا من دون ان ينفي سيطرتهم على الحدود الشرقية والشمالية للمدينة وتحديدا التلة المشرفة عليها. ويقول ان "المسلحين يسيطرون على شرق محردة وشمالها ويحاولون باستمرار التقدم نحو الغرب والجنوب لكنهم يفشلون ، ولاسيما ان الجيش السوري يحمي الطريق بين المدينة وحماة".
ويشرح "ابو فهد" كما يناديه اهل المدينة، "انهم كلهم مقاتلون في الدفاع الوطني، لكن المدربين فعليا الذين يستطيعون احداث عنصر المفاجأة لا يتعدون المئتين وهؤلاء مدربون جيدا ويشكلون الدعم الاساسي للجيش السوري في حال اي هجوم لجبهة النصرة على مداخل المدينة او الى داخلها ولدينا فرق لوجستية وفرقة طوارىء لاسعاف الضحايا".
ويضيف ان "الدفاع الوطني هو خط الدفاع الثاني بعد الجيش السوري الي يشكل خط الدفاع الاول، وفي حال سقوط اي موقع للجيش نتوجه مباشرة لاسناده واستعادة السيطرة".


شهيدنا عريس
وعن التسليح والمواد الغذائية، يقول ان "المدينة لم ينقصها شيء منذ بدء الازمة فبقاء الحدود الغربية محررة شكل لها منفذا في اتجاه حماه لتأمين الحاجات اليومية في المدينة ، ولولا سقوط القذائف الغدارة فهي طبيعية والجميع يزاول نشاطه الطبيعي اليومي . ولم تتوقف الافراح في محردة حتى في الاتراح نزف شهيدنا كالعريس". ويضيف "اما على صعيد التسليح فالجيش السوري يسلحنا كما تأتينا مساعدات مالية من مغتربي المدينة الذين لم يقصروا يوما لا معنويا ولا ماديا".


الكنيسة معنا
"ابو فهد" يؤكد ان حمل السلاح ليس من معتقدهم المسيحي الذي يدعو الى التسامح والسلام لكنه يؤكد "اجبرنا على حمل السلاح لندافع عن تاريخنا وحضارتنا واعراضنا ولم نختر هذا الامر بارادتنا لكننا لن نسمح بانتهاك ارضنا وعائلاتنا". وعن موافقة الكنيسة على حملهم السلاح يقول "الكنيسة وان لم تؤيد حمل السلاح علنا لكنها ضمنا معنا فوجودنا من وجودها".
رغم المعنويات التي يتمتع بها اهالي محردة في مواجهة ما قد تحمله اليهم الايام المقبلة الا انهم يعيشيون كل يوم بيومه في انتظار انفراج الاوضاع في بلدهم ويعود الاستقرار.


 [email protected]


twitter: @farajobagi

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم