اشترِك في نشرتنا الإخبارية
علينا الاعتذار من طلاب جامعة الروح القدس – الكسليك، وقبلهم من نظرائهم في الجامعة الاميركية، والجامعة اللبنانية – الاميركية. والاعتذار لأننا لم نكن معهم امس، قبل اشهر، قبل سنة... تركناهم في نضالهم، يعتصمون امام جامعاتهم التي قررت رفع الاقساط...
يُعلّمنا هؤلاء الكثير. يحاولون تعليمنا من دون جدوى. يضعون انتماءاتهم السياسية والطائفية جانباً، ولا يلتفتون اليها، يعتصمون لمنع زيادة الاقساط. هم يعلمون انها ستزاد حتماً، وان الجامعة، كما باقي الجامعات، لن تلتفت الى اعتصامهم. سيناضلون من دون فائدة ربما، لا لشيء بل لأنهم وحدهم، لا وزير تربية يقف الى جانبهم، ولا مجتمع مدنياً يهتم لقضاياهم، ولا رأي عام قادراً على تبنّي قضية جديدة.
تعلم الجامعات عموماً ان الاهل سيسددون اقساط اولادهم، حتى لو ارتفعت بنسبة 20 في المئة. تعلم ذلك، وتتقن فنون المساومة: "من لا يريد ان يدفع فليفتش عن جامعة اخرى". كأن القيمين على هذه الجامعات يقولون نحن جامعات الطبقات الميسورة، الميسورة حصراً، ومن ليس منّا فليرحل عنّا!.
تسير الجامعات الخاصة على خطى بعضها. تتقدّم نحو الفصل الطبقي والاجتماعي داخل احرامها. قد تكون هذه العبارة قاسية، وربما ظالمة، اذا ما قيست بنيات الادارة. الهدف، على الارجح، ليس الفصل الطبقي، ولا التمييز الاجتماعي، بل هو تجاري مالي بحت، لكن النتيجة واحدة: جامعات يحصر طلابها بطلاب العائلات الغنية. في حين تبقى الجامعة اللبنانية جامعة الفقراء، التي يسعى المسؤولون عنها لجعلها جامعة المشردّين، من طريق التدمير الممنهج.
علينا ان نعتذر عمّا سبق، وعمّا سيأتي، لأننا لن نتحرك في السنوات المقبلة ايضاً، ولن يتحرك وزراء التربية لمنع رفع الاقساط، ولن يستطيع الطلاب تحقيق مطالبهم وحدهم.
