الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"لايف" جمّدت وساطتها... و"هيئة العلماء" تحذّر \r\nالمسلحون يريدون سجناء

محمد نمر
A+ A-

بدأت عرسال تستعيد حياتها الطبيعية بعد خروج مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" منها ودخول الجيش اللبناني اليها. وانصرف اللبنانيون عن متابعة اخبارها، بينما انشغلت الدولة بالاحتجاجات المطلبية والازمات السياسية المملة عاجزة امام قضية عسكريين يمثلون الوطن بأسره، محتجزون في جبال القلمون، يتنقل بهم المسلحون. والسؤال المعجزة: كيف ستحرر الدولة جنودها البواسل؟
رغم ضرورة وجود ظاهرة جديدة شبيهة لـ"الحاجة حياة" التي كانت "عنصر ضغط" على الدولة للافراج عن المختطفين اللبنانيين في اعزاز، الا ان الوضع هذه المرة يختلف كليا في المكان والجهة الخاطفة والمطالب، ويبدو اقرب الى قضية راهبات معلولا اللواتي كن ايضا لدى امير "النصرة" في القلمون أبو مالك الشامي. فما مصير المفاوضات مع الاخير و"ابو طلال" نائب قائد "لواء فجر الاسلام" ومبايع "داعش" عماد احمد جمعة؟


"الهيئة" تحذر بعد انسحاب "لايف"
جمّدت منظمة "لايف" التفاوض مع المسلحين، وباتت "هيئة علماء المسلمين" وحيدة في الملعب، ويقول مسؤول ملف المفاوضات في الهيئة الشيخ عدنان امامة لـ"النهار": "الاتصال مستمر بالمسلحين أكان عبر وسطاء او "السكايب"، وفي الوقت نفسه نرى مشقة بالغة في متابعة مبادرتنا وقد نضطر الى الانسحاب في حال بقيت الحكومة عند موقفها غير المرن".
وذكر امامة، إن المشكلة الاولى تتعلق بالطبيعة الجغرافية التي يتحرك فيها المسلحون وطريقة تنقلهم من مكان إلى آخر هناك، فهذا الامر "يتعبنا ويعرض وفدنا الى الخطر، ويؤخر وصول الرد من يوم او ثلاثة، الى ان بات وفدنا ينام في عرسال كي يكوّن صورة كاملة عن مطالب المسلحين".


الانترنت غائبة في عرسال وحاضرة مع المسلحين
إذاً، المسلحون يتنقلون بالاسرى وليسوا في مكان ثابت لدواع امنية ويتصلون بالوسطاء عبر الانترنت الفضائية، وطلبت اليهم الهيئة رؤية الاسرى كي يطمئن اللبنانيون، اضافة الى اعطاء اسماء وفيديو عنهم، لكنها لم تلق تجاوبا.
ويتمنى امامة ان "تستطيع الهيئة اليوم الاتصال مباشرة بالمسلحين بعدما كنا نرسل وسطاء لنقل رسائلنا".
مشكلة الاتصال تحدث عنها ايضا رئيس جمعية "لايف" نبيل الحلبي، الذي كشف ان "عرسال محرومة الانترنت وطالبنا بتحسين الخدمة حتى نسهل للوسطاء التفاوض والاتصال بالمسلحين"، مضيفا: "غالبية الابراج المخصصة للاتصالات سقطت خلال المعارك وطالبنا من الهيئة العليا للاغاثة الاتصال بوزارة الاتصالات لحل القضية"، كاشفا ان "احد الوسطاء الذي كان يفاوض المسلحين قضى بغارة للنظام السوري ويدعى ابو محمد الرفاعي".


... والهيئة تطالب الحكومة
"هيئة العلماء" تحمل الحكومة مسؤولية عرقلة التفاوض، ويقول أمامة: "لا نرى من الحكومة اي تسهيل لمهمتنا، ولا رغبة في انجاح مفاوضات تنتهي بالافراج عن المسلحين وتحقيق بعض مطالبهم. الحكومة ثابتة بشأن هيبة الدولة والجيش والمؤسسات وهذا يصعب شروط المسلحين". اراد المسلحون بادىء الامر ضمان حماية اهلهم في مخيمات عرسال، ويوضح امامة انهم يخشون اقتحام المخيمات في حال سلموا الاسرى، ونحن كهيئة حاولنا الحصول على تطمينات من السياسيين ورئاسة الوزراء لنضمن لهم سلامة اللاجئين ولم نحصل على اي ضمان". يعزز مخاوف المسلحين بحسب امامة ان "هناك جريحين تمت تصفيتهما بحسب قول المسلحين، وكانت جروحهما طفيفة وتوفيا في مستشفى الامل واحدهما بعمر 16 سنة". "هيئة العلماء" طالبت الحكومة بتفويض مكتوب بالتفاوض لئلا يقال لاحقاً ان الهيئة اتصلت بالارهابيين واجتمعت معهم، ويوضح امامة: "نريد ان نكلّف في شكل رسمي ولم نحصل على ذلك، ورفضت الحكومة اعطاءنا مواكبة عسكرية حتى لا يتعرض الوفد لاي خطر، ولهذا نرى المبادرة تتعثر".


مطالب المسلحين: سجناء رومية
خروج "لايف" من المفاوضات بالنسبة الى الهيئة "جرس انذار للحكومة، وعليها ان تسهل مهمتنا وتعطينا امورا بسيطة ترضي بها المسلحين لمتابعة المبادرة، بعدما اعتبروا انهم افرجوا عن ستة عسكريين من دون تحقيق مطلب حماية اللاجئين السوريين".
تردد ان المسلحين يطالبون بالافراج عن مسجونين الى جانب جمعة، والحلبي يؤكد ان "المسلحين قد يذهبون الى المطالبة باطلاق سجناء اسلاميين"، موضحا ان "سبب تعديلهم الشروط ورفع سقفها هو اتهامهم الجانب اللبناني الرسمي بعدم ضمان أمن اللاجئين بحسب المبادرة، لذلك تلقيت معلومات دقيقة ان المسلحين يتجهون الى المطالبة بالافراج عن عدد كبير من سجناء رومية بينهم محكومون".
أما امامة فينفي حصول الهيئة على أي مطلب يتعلق بسجناء، معتبرا ان "الكلام على اطلاق سجناء بالنسبة الينا لا يزال ضمن شائعات لا سند لها ولم نتلق أي اسم من المسلحين"، ويذكّر أنه "عندما كان المسلحون في عرسال لم يطلبوا اي شيء بل أبدوا استعدادهم للانسحاب في مقابل ضمان سلامة أهلهم". ويتفق مع الحلبي في عدم توافر عدد محدد للأسرى، والأكيد بالنسبة الى إمامة أن "هناك فرقا بين العدد الذي يعترف به المسلحون وما تطالب به الدولة اللبنانية، عند سؤالنا عن الفرق، رجح المسلحون ان يكون هناك عسكريون قتلوا ولم تسحب السلطات جثثهم بعد".


المنازل في مغاور
تطالب "لايف" كي تعود الى الوساطة بـ"إجراء تحقيق حول القصف المباشر للمخيمات واللاجئين السوريين، وآخر في شأن وفاة طفل في مستشفى الامل استنادا الى تشريح الجثة"، ويؤكد الحلبي ان "جميع الاسرى بخير".
وفي اتصال بناشط سوري معارض في القلمون مطلع على حال الفصائل وأخبارهم هناك، يقول لـ"النهار": "الاسرى سيكونون مع المسلحين اينما انتقلوا، ويأكلون من أكلهم وينامون كما باقي المسلحين، وتعتمد الفصائل على الدين الاسلامي في التعامل مع الاسرى، ومبادئه قريبة من اتفاقية جنيف".
ويضيف أنه "سمع من أبو مالك الشامي ان لديه 20 عسكريا لبنانيا بعدما أفرج عن 6 في بادرة حسن نية، من دون أن يتسنى له التأكد من صحة العدد"، ويضيف: "الشامي يدرك تماما ان دخول عرسال كان خطأ وتسبب أزمة انسانية".
يتمركز المسلحون في منطقة ذات طبيعة جبلية قاسية، وغالبية منازلهم في المغاور، وهم بحسب الناشط "لا يخشون وصول أحد اليهم، خصوصا حزب الله الذي كان السبب في جر المعركة الى عرسال"، وفي معلومات الناشط ان "المسلحين يطالبون بعدم اهانة أي لاجئ او عرسالي، واحترام الجرحى السوريين في لبنان، خصوصا جرحى معارك عرسال، وهناك مطالبة باطلاق بعض سجناء رومية، فضلا عن بنود لا تزال مخفية".


[email protected]
Twitter:@mohamad-nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم